العودة إلى المدارس في زمن كورونا.. نصائح لدخول آمن رغم الإكراهات

وفقا لتقرير الأمم المتحدة لعام 2020، تسببت جائحة كوفيد-19 في “أكبر اضطراب بأنظمة التعليم في جميع أنحاء العالم، حيث أثرت على 1.6 مليار متعلم في 190 دولة.
وبينما يستعد ملايين الأطفال للعودة إلى المدارس بعد أن أثبتت فترة العزل الثقيلة أن الذهاب للمدرسة هو أفضل الطرق لتعلم الأطفال والمراهقين، فإن الأمر لن يخلو من تحديات، بسبب استمرار العواقب الصحية والاقتصادية والاجتماعية لوباء كوفيد-19 وتحوراته، وذلك وفقا للخبراء.
فبالرغم من أنه اعتبر “العودة إلى المدارس بأمان في خريف 2021 أولوية -حيث يستفيد الطلاب من التعلم الشخصي”- فإن مركز السيطرة على الأمراض” سي دي سي” (CDC) عاد وأصدر تحديثا لإرشاداته منذ أيام؛ “نظرا للأدلة الجديدة على متحور “دلتا” المنتشر والمعدي للغاية”، وقد أوصى فيه بـ”تقنيع” (ضرورة وضع القناع الطبي) جميع المعلمين والموظفين والطلاب وزوار المدارس، مع وضع استراتيجيات وقائية متعددة الطبقات، “بغض النظر عن حالة التطعيم” كالالتزام بمسافة 3 أقدام (متر واحد) على الأقل بين الطلاب، وإجراء اختبارات الفحص، والتأكد من التهوية وغسل اليدين وآداب السعال والعطس، والتنظيف والتطهير، بالإضافة إلى أي إجراءات للوقاية، والحفاظ على سلامة المدارس.
معركة الشاشات

بعد أن أمضوا فترة طويلة محدقين في أجهزة الكمبيوتر والألواح الالكترونية، قد يخوض الآباء معركة لإعداد أطفالهم للعودة إلى المدرسة، بالتزامن مع تقليص وقت بقائهم أمام الشاشات.
وتقول طبيبة الأطفال كانديس جونز -لموقع “توداي” (TODAY)- “عندما يحاول الآباء التدخل للحد من الوقت الذي يقضيه أطفالهم أمام الشاشة، يجدون أنفسهم أمام موجة من نوبات الغضب والانزعاج والتحدي”. لكن هذا لا يجب أن يثنينهم عن تحقيق نوع من التوازن في هذا الأمر.
ويتفق الخبراء على أنه “إذا أصبحت الشاشات هي الشيء الأكثر سيطرة على حياة الطفل، فقد حان وقت التدخل”، خصوصا إذا وصل الأمر لجعلهم ينامون متأخرين، ويتعبون ويأخذون قيلولات طويلة خلال النهار، مما يتسبب في اضطراب دورة نومهم بأكملها، فهنا ترى المختصة النفسية آنيت نونيز أنه من الواجب “مصادرة الشاشة، إذا حان وقت النوم”.
كما يجب إجراء محادثة مع طفلك تناسب عمره، كأن تقول له -وفقا لنصيحة جونز- “المدرسة قادمة في غضون أسابيع قليلة، وعلينا أن نبدأ من جديد ونضع معا قواعد لوقت الشاشة”. يعقبها وضع جدول زمني على شكل يوم دراسي.
وتقترح المختصة نونيز أن يبدأ الطفل بـ”الاستيقاظ مبكرا، وتناول وجبة الإفطار في وقت يشبه موعد المدرسة، ثم القيام بنوع من النشاط في الهواء الطلق، والقراءة أو الذهاب إلى المكتبة”. علما أن الخبراء يؤكدون على أهمية التوازن، وعدم إلغاء وقت الشاشة تماما.
أهم التوصيات

لأن الحفاظ على سلامة الأبناء يعد أكبر تحد بالنسبة للأبوين الآن -لا سيما أن متحور “دلتا” لا يزال يرفع حالات الإصابة بفيروس كوفيد-19- فقد قدمت الدكتورة تينا لو -وهي مختصة في طب الأسرة- وكذلك “مؤسسة الصحة العقلية” البريطانية 8 توصيات لضمان إعادة أطفالك إلى المدرسة بأمان:
• عزز الوقاية اليومية المتعددة، فرغم مرور فترة كافية لمعرفة الاحتياطات اليومية التي يتعين اتخاذها لمنع الإصابة بالمرض، والتعود عليها كروتين يومي؛ فإنه لا غنى عن التأكد من تعزيزها، وتذكير الأطفال بأهمية الالتزام بالتباعد، وارتداء القناع، وغسل اليدين.
• افحص تدابير السلامة، فمن المهم التأكد من التزام مدرسة طفلك بالتوصيات التي وضعها مسؤولو الصحة العامة، وذلك بالتواصل مع المدرسة ومراجعة تطعيم المعلمين والموظفين، وضمان تحقق التباعد في الفصول الدراسية والممرات والكافيتريات والحافلات، وتوفر فرص غسل اليدين بشكل متكرر، وإتاحة معقم لليدين، وزيادة خدمات التنظيف، وتكثيف تطهير الأسطح كثيرة اللمس، وبقاء الطلاب والموظفين الذين يشعرون بالمرض في منازلهم، والخطة الموضوعة إذا اكتشفت حالة في المدرسة، وإقامة الأنشطة وخصوصا الرياضية في مجموعات صغيرة، وتضمين معدات اللعب في خطط التنظيف.
• استمع إلى مخاوف طفلك، فقد يكون لديه مخاوف بشأن الفيروس، أو القيود المفروضة. لذا من المهم أن يشعر بالراحة في التعبير عن أي قلق قد يساوره بشأن العودة إلى المدرسة أثناء الوباء. كأن يكون غير مستعد لارتداء القناع طوال اليوم، أو يكون قلقا من ظهور حالة مؤكدة في المدرسة، فتأكد من أنك تستمع باهتمام، وساعد طفلك على التعامل مع مشاعره بطريقة مطمئنة.
• ضع روتينا للنوم. لأن النوم مهم جدا لصحة طفلك، و”لا بد من بناء روتين نوم صحي يمكنه الحفاظ عليه سواء كان يذهب إلى المدرسة أم لا”، وذلك بحسب مؤسسة الصحة أيضا.
• تأقلم ! فالشعور الطبيعي بالقلق والتوتر حيال العودة إلى المدرسة يحتاج إلى استراتيجية للتأقلم، كالتحدث مع الأصدقاء أو العائلة، أو ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، أو استخدام تقنيات التنفس. وبدلا من التوتر شجع أطفالك على التركيز على ما هو تحت سيطرتهم، كغسل اليدين، وارتداء الأقنعة، وتجهيز حقائبهم.
• اجعل نفسك متاحا قدر الإمكان، ولا تفترض أن طفلك بخير لأنه يبدو كذلك، فأحيانا يرغب الطفل في اللجوء إليك لاستخلاص بعض المعلومات، وأحيانا لا يرغب في ذلك؛ لذا من الأفضل خلق مساحة للحديث بطرق مختلفة، كالمشي معا أو التشارك في الأنشطة المنزلية؛ لسؤاله عن كيفية سير الأمور، وما الذي استمتع به في العودة للمدرسة، وإن كان لديه أية مخاوف.
• انظر إلى الإيجابيات، وتحدث مع طفلك حول الأشياء التي استمتع بها بعد العودة، مثل العودة للتردد على المتجر بنفسه، أو رؤية الأصدقاء في حديقة المدرسة، أو شراء الآيس كريم من المقهى المفضل لديه.
• حدد موعدا لفحص صحة طفلك سنويا، للتأكد من أن نظام المناعة لديه نشط وسليم، ويتمتع بصحة جيدة.
الجزيرة

Related posts

Top