العودة و… المستقبل 

ابتداء من بعد غد الاثنين، تعود “بيان اليوم” إلى الصدور الورقي، ويكون، بالتالي، بإمكان القراء الحصول عليها وتصفحها واللقاء الفعلي معها.
تعود “بيان اليوم” بعد شهور أزمة “كوفيد – 19″، مصرة على البقاء وعلى الحياة، وعلى مواصلة القيام بأدوارها المهنية والوطنية والمجتمعية.
برغم ما عاشته البلاد والعالم من معاناة جراء تفشي الوباء، بقيت “بيان اليوم” تصدر إلكترونياً بشكل يومي ومنتظم، وبقيت تضع نسختها الإلكترونية بشكل مجاني بين أيدي القراء، من خلال كل الدعامات والحوامل التواصلية الموجودة، ولم ينقطع التواصل بين الصحيفة وقرائها وأصدقائها، وتحملت أطقمها وإدارتها مسؤولية الحضور  في الساحة، وتقديم الأخبار لشعبنا، والقيام بأدوار التوعية والتنوير، وأيضا محاربة الشائعات والأخبار الزائفة وأفكار الدجل والخرافة، والحرص على الانتصار للمهنة وأخلاقياتها وللوطن، ولم تبال لما تتعرض له من خسائر  مادية جراء غياب المبيعات وانعدام الإعلانات واحتجاب كل المداخيل والعائدات.
وحدها إرادة مهنييها، وما قدموه من تضحيات وجهود، كانت وراء هذا الإصرار النضالي على الحضور، وفقط القناعة بالوقوف ضمن صفوف معركة الوطن من أجل السلامة والاستقرار، هي التي كانت تحركنا كلنا في هذه المؤسسة الإعلامية العريقة في المغرب.
فعلا عانت كل الصحف الوطنية جراء محنة “كوفيد – 19” وتداعياتها الاقتصادية والمجتمعية، ولاشك أن هذه المعاناة ستستمر في المستقبل، وفق ما نبه إليه تقرير أخير صدر عن المجلس الوطني للصحافة. وعلى غرار باقي مكونات القطاع، فإن صحيفتنا أيضا تنصت لهذه التحولات الجوهرية التي تلف المهنة وطنيا وعبر العالم، وتنشغل بتحدياتها، وتسعى أن تجد المداخل الضرورية والملائمة لكي تتأقلم مع المستجدات، وحتى تحافظ على هذا الصوت المهني الوطني والتقدمي المتميز في منظومة الصحافة الوطنية.
“بيان اليوم”، كما شقيقتها “ALBAYANE” هما ملك هذا المجتمع، وخرجتا من رحم تطلعاته النضالية، وجسدتا دائما استمرارا لتاريخ وطني ومهني تخللته عناوين عديدة منذ عهد الحماية إلى عهد الاستقلال، ثم منذ بداية صدور “البيان” في 1972، وعلى مدار كل هذا العمر المهني الذي يقترب من نصف قرن من وجود “البيان”، اكتسب هذا الصرح الإعلامي هويته المرجعية المتأصلة في التربة الوطنية، كما أنه بقي دائما يمسك بنفسه النضالي التقدمي.
إذ نعتز اليوم بهذا التاريخ الوطني والنضالي والمهني، ونفتخر أن مئات الإعلاميين المهنيين المغاربة مروا من هذه المدرسة، ونستحضر مؤسس هذه الدار وبقية الرواد، وكل الكبار، نؤكد أن الفروق كلها توجد هنا، أي في الأصل، وفِي المرجعيات والقواعد، وفِي المصداقية، وفِي الإصرار على الاستمرار، وفِي الاعتزاز بأننا هنا نفكر بحجم وطننا، ولا ننتصر إلا لوطن حر وشعب سعيد.
نقدم اليوم كبير الشكر وموفور الامتنان للقراء والمناضلين في كل جهات الوطن، الذين ساندونا خلال فترة الأزمة الصحية والمجتمعية الأخيرة، ونعتز بمتابعتهم لإصدارنا الإلكتروني اليومي، وبعديد اتصالات ورسائل تشجيع كنا نتوصل بها يوميا، ونتطلع لتمتين هذا التفاعل والالتفاف معهم جميعا، وندعوهم لمواصلة دعم الصحيفة الورقية التي ستكون بين أيديهم انطلاقا من عدد هذا الاثنين.
ندرك أن الصحافة الورقية ستعاني في المقبل من الأيام والشهور والسنوات من كثير معضلات، ونعرف أنه منذ الأيام الأولى ستحدث نقائص وصعوبات في التوزيع وإيصال الصحف إلى كل الأقاليم وعند كل الباعة، ولكن هذه من عناوين أزمة القطاع، ونتطلع إلى التغلب عليها تدريجيا.
نأمل أن تمثل عودة الصحافة الوطنية إلى الطباعة الورقية مناسبة لتقوية وعي السلطات العمومية بأهمية الصحافة وضرورة مساندتها لصيانة واحدة من ركائز تطوير الديمقراطية ببلادنا، وحتى لا يجد المغرب نفسه من دون صحافة وطنية جادة وذات مصداقية ترسخ التعددية وتدافع عن المصالح العليا للبلاد.
من جهتنا، نحن نعتز بتاريخنا ودورنا ومصداقيتنا كمدرسة إعلامية متميزة ضمن المشهد المهني الوطني منذ سبعينيات القرن الماضي، ونجدد إصرارنا على وضع هذا الرصيد المهني والوطني في خدمة بلادنا وشعبنا، ولنا الثقة في القراء والمناضلين والأصدقاء والشركاء كلهم، وفِي قناعتهم ووعيهم وبعد نظرهم بأن مصلحة الوطن توجد بالذات في مساندة الصحف ذات المصداقية،  والصحف الممتلكة لهويتها المهنية، وذات الأصل والتاريخ والتميز المرجعي.
نعود للطباعة الورقية اليومية، ولمواصلة خوض المعركة من أجل الصمود والبقاء والتطلع إلى النجاح، ونستمر في ذات الخط التحريري القائم على احترام قواعد المهنة، والتقيد بأخلاقياتها، والانتصار للوطن وقضاياه.
لم نتعامل يوما مع هذه الثوابت ومع قضايا وطننا بالهزل أو بالسطحية والاستخفاف، وإنما كنا دائما، وسنبقى، في صف الوضوح الكبير في المواقف والتطلعات، وفي المرجعيات، وفي الأفق.
شكرا لكل من يساندنا ويثق في الصحافة الجادة والأخلاقية.

< محتات‭ ‬الرقاص

[email protected]

Related posts

Top