العيون..تتويج فرقة سبيكطاكوليس بالجائزة الكبرى للمسيرة الخضراء للمسرح من بين سبعة أعمال مسرحية حسانية

نظمت جمعية مادس للثقافة والفنون الدرامية، خلال الفترة الممتدة من 25 إلى 28 نونبر 2021، الدورة الثالثة من مهرجان العيون للمسرح الحساني بدعم من المديرية الجهوية للثقافة بالعيون ومجلس جهة العيون الساقية الحمراء والمسرح الوطني محمد الخامس في إطار المكون الثقافي من النموذج التنموي للجهة وبرنامج التنشيط الثقافي والفني.
واختار المنظمون أن تتزامن الدورة الثالثة من مهرجان العيون للمسرح الحساني مع الاحتفالات المخلدة للذكرى 46 للمسيرة الخضراء، والذكرى 66 لعيد الاستقلال، وإطلاق النسخة الأولى لـ “جائزة المسيرة الخضراء للمسرح” التي تنافست على جوائزها سبع فرق مسرحية من الأقاليم الجنوبية، وذلك من أجل إقناع لجنة تحكيم هذه المسابقة بأحقيتها بالظفر بإحدى الجوائز، التي تم تحديدها في الجائزة الكبرى، وجوائز الإخراج، والنص المسرحي، وأحسن ممثلة وأحسن ممثل.
وفي كلمة افتتاحية اعتبر توفيق شرف الدين، مدير المهرجان ورئيس جمعية مادس، أن الجمعية حرصت منذ إحداث هذه التظاهرة على المحافظة على موعدها حتى تمكن المسرحيين من لقاء الجمهور بحيث أنه لا يمكن تصور مسرح بدون جمهور. ووجه شرف الدين شكره وامتنانه لكافة الداعمين والشركاء، وكذلك الفرق المسرحية التي بادرت للمشاركة في مسابقة جائزة المسيرة الخضراء للمسرح التي تم الإعلان عنها في الدورة الماضية.
ومن جهته أثنى لحسن الشرفي، المدير الجهوي لقطاع الثقافة بجهة العيون الساقية الحمراء، على حرص جمعية مادس على تنظيم هذا المهرجان الذي أصبح موعدا قارا للمسرحيين بالجهة. وأكد الشرفي أن المديرية الجهوية للثقافة بالعيون ومجلس جهة العيون الساقية الحمراء حريصان على مواصلة دعم مثل هذه التظاهرات الثقافية والفنية التي تساهم في الإشعاع الثقافي للجهة وإبراز الموروث الثقافي الحساني والاحتفاء به.
وقد احتفى المهرجان بالبلد الضيف الذي تمثل خلال هذه الدورة في الجمهورية التونسية الشقيقة، إذ التقى جمهور المهرجان مع عرض مسرحي بعنوان “مريض” للمركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين من تشخيص وإخراج الفنان التونسي وليد خضراوي، وذلك سعيا من إدارة المهرجان لمد جسور التواصل والتبادل الثقافي والفني وتمكين ساكنة مدينة العيون والمسرحيين من التعرف على التجربة المسرحية بهذا البلد.


وعرف حفل افتتاح هذه الدورة تكريم فنانين ومبدعين من داخل الوطن وخارجه، وهو التقليد الذي يروم منه المنظمون الاحتفاء بهؤلاء المبدعين والتعريف بإنجازاتهم وإطلاع الشباب عليها.
وهكذا تم تكريم ثلاث شخصيات أعطت الشيء الكثير كل في ميدان اشتغاله، ولم تدخر جهدا في الارتقاء بالمشهد الثقافي والفني والمشتغلين فيه، وتقديم أعمال وإبداعات من نصوص مسرحية ودرامية تعزز الإنتاج المسرحي الفني.
وكرم المهرجان الفنانة التونسية سميرة بوعمود، والأستاذة دلال المحمدي العلوي، مديرة المكتب المغربي لحقوق المؤلفين، والفنان عبد الرحمان الزاوي.
وقدم الفنان والمخرج المسرحي عبد الحق الرزوالي شهادة في حق الفنانة سميرة بوعمود حيث استعرض في كلمته المسار الفني لهذه الفنانة والأعمال التي قدمتها على الركح وفي السينما والتلفزيون. وفي كلمة مسجلة على الفيديو بثت على الشاشة، شكرت الفنانة سميرة بوعمود القيمين على المهرجان ومن خلالهم جمهور مدينة العيون الذين تعذر عليها لقاؤهم بسبب عدم تمكنها من السفر لأسباب مرتبطة بالإجراءات والتدابير المتعلقة بالوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد. وأكدت بوعمود تقديرها وحبها للمغرب الذي تعتبره بلدها الثاني.
ومن جهته قدم المخرج المسرحي ونقيب المسرحيين د. مسعود بوحسين شهادته في حق السيدة دلال المحمد العلوي، وأثنى على العمل الكبير الذي قامت به كمسؤولة بالمكتب المغربي لحقوق المؤلفين من أجل انخراط الفنانين والكتاب في المكتب وتمكينهم من الاستفادة من التعويضات المخولة لهم عن استغلال مصنفاتهم الفنية. واعتبر مسعود بوحسين أن السيدة دلال قدمت خدمات جليلة للفنانين وعموم المبدعين خاصة في زمن جائحة فيروس كورونا المستجد وما فرضه من وقف للأنشطة الثقافية والفنية.
وفي شهادة عن الفنان عبد الرحمان الزاوي اعتبر المخرج المسرحي هشام ابن عبد الوهاب أن الزاوي يعد من الرعيل الأول للمسرحيين بالأقاليم الجنوبية الذين ناضلوا وعملوا في صمت من أجل التأسيس للمسرح الحساني. وأكد ابن عبد الوهاب أن الزاوي يستحق هذا التكريم بعد مسار طويل من العطاء والعمل المتواصل الذي كان من نتائجه أعمال مسرحية مثلت الأقاليم الجنوبية في عدد من المهرجانات الوطنية والدولية.
وخلال حفل الافتتاح تم تقديم لجنة التحكيم المكونة من عبد الحق الزروالي، رئيسا، وعضوية كل من البشير بلقاسم، وفاتحة بوجدور، وسويدي تمكليت، وعبد الله ديدة.
وتواصلت طيلة أيام المهرجان العروض المسرحية المشاركة في مسابقة جائزة المسيرة الخضراء للمسرح، وهكذا تم عرض سبع أعمال مسرحية ويتعلق الأمر بمسرحية “في انتظار الخطوة” لفرقة الخشبة للثقافة والمسرح الحساني بالسمارة، ومسرحية “سارة” لفرقة دراما العيون، ومسرحية “فاتنا الغرس فمارس” لفرقة رواد الركح بالعيون، ومسرحية “نتي منهي؟” لفرقة الساقية الحمراء للمسرح الحساني، ومسرحية “الرياحة” لفرقة فوانيس للطفولة والشباب، ومسرحية “سكمارا” لفرقة سبيكطاكوليس، ومسرحية “لمهيدن راسو بارد” لفرقة مادس.
وبرمجت إدارة المهرجان تقديم عرضين خارج المسابقة، ويتعلق الأمر بالعرض المسرحي التونسي “مريض” للمركز الدولي للفنون المعاصرة بالقصرين، والعرض المسرحي الحساني “حضروني انكسملكم” لفرقة روافد المسرح الاحترافي بالداخلة.
وتضمن البرنامج الموازي للعروض ندوة المهرجان التي خصصت لموضوع “من الحكاية الشعبية إلى المسرح .. تجارب مغربية” بمشاركة رائد الفرجة في الوطن العربي الدكتور عبد الكريم برشيد، والدكتور محمد لعزيز، والدكتور سويدي تمكليت، والدكتور الصالح نويني، وسير الندوة الكاتب المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي.

وتطرق المتدخلون في الندوة لتجارب مسرحية مغربية تميزت بالتعاطي مع الحكاية الشعبية سواء تعلق الأمر بالحكاية الشعبية الأمازيغية أو الحسانية أو الدارجة المغربية أو الحكاية الشعبية العالمية.
وقدم الكاتب المسرحي محمد قاوتي ضمن فقرة توقيع إصدار، المصنف الجماعي الذي اختير له كعنوان “الحسين الشعبي فواتح العرفان” الذي صدر عن المركز الدولي للفرجة، وشارك فيه نحو أربعين كاتبا وتضمن شهادات ومقالات حول الكاتب المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي.
وفي مجال التكوين المسرحي تمت برمجة ورشات تكوينية من تأطير فنانين معروفين على الساحة الفنية بالأقاليم الجنوبية. وأطر الفنان سيدي أحمد شكاف ورشة “الارتجال المسرحي” التي تم تقديم نتائجها في حفل اختتام المهرجان.
بينما أطرت الفنانة علية طوير ورشة “الذاكرة الانفعالية والخيال عند الممثل” بمشاركة مجموعة من هواة ومحبي المسرح.
وفي فقرة ماستر كلاس استضاف الكاتب المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي كلا من الفنانين عبد الرحمان الزاوي، ووليد خضرواي للتعريف بمسارهم وتجربتهم الفنية والإجابة عن أسئلة الحضور.
وبعد أربعة أيام من العروض والأنشطة الموازية حل موعد تتويج الفائزين بمختلف الجوائز المخصص لأحسن نص مسرحي وأحسن إخراج وأحسن ممثل وأحسن ممثلة والجائزة الكبرى للمسيرة الخضراء.
وعرف حفل الاختتام عرض شريط حول المهرجان استعرض جميع الفعاليات انطلاقا من حفل الافتتاح ثم العروض المسرحية، والندوة والورشات التكوينية والماستر كلاس وحفل توقيع الإصدار. بعد ذلك تناوب كل من المدير الجهوي للثقافة بالعيون ورئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون الساقية الحمراء ومدير المهرجان على تناول الكلمة بمناسبة اختتام هذه التظاهرة الثقافية والفنية والتي عرفت نجاحا كبيرا يترجمه الحضور المكثف للجمهور لجميع فعالياتها، والعدد المهم للعروض المسرحية التي بلغت تسع مسرحيات استمتع بها الجمهور. وعبر المتدخلون عن ضرورة مساندة ودعم هذا المهرجان باعتباره محطة أساسية في مسيرة الفرق المسرحية ومرحلة لتقديم عطاء سنة من العمل.
ومن جهته أثنى مدير المهرجان على كافة الداعمين والشركاء الذين وثقوا في هذه التظاهرة ومنظميها ولم يتوانوا عن تقديم الدعم المادي والمعنوي لإنجاحها. ودعا مدير المهرجان الفرق المسرحية للاستعداد من الآن للدورة المقبلة التي ستنظم خلال شهر نونبر من السنة المقبلة.
إثر ذلك قدم المستفيدون من الورشات التكوينية التي أطرها الفنان سيدي أحمد شكاف والفنانة علية طوير حصيلة التكوين الذي استفادوا منه وكان على شكل عرضين فنيين لقيا استحسان الحضور.
وفي إطار مشروع فني طموح قدم الدكتور هشام ابن عبد الوهاب مشروع التكوين المسرحي “محترف دراما” الذي ستطلقه جمعية مادس للثقافة والفنون الدرامية انطلاقا من السنة المقبلة.
ويسعى تنظيم برنامج محترف الدراما إلى تحقيق الأهداف التالية:
> تطوير المعارف والقدرات الأدبية والفنية والتربوية للتلامذة المهتمين بمجالات الفنون الأدائية،
> إضفاء طابع المهنية وتعزيز قدرات الفرق المسرحية المحلية في طور الاحتراف،
> إرساء دعامات الممارسة المسرحية الجادة والهادفة من خلال ورشات متكاملة في ميادين: الإخراج المسرحي، التشخيص، السينوغرافيا، الكتابة المسرحية…
> المساهمة في تجويد عمل الفرق الهاوية التي تشتغل باللهجة الحسانية وتعنى بتثمين الثقافة والفنون والأدب الحساني.
وبعد ذلك قدم عبد الحق الزروالي، رئيس لجنة التحكيم تقريرا مفصلا عن عملها، حيث أكد على التفاوت الكبير بين الأعمال المسرحية المشاركة في المسابقة، ودعا اللجنة المنظمة للعمل في الدورات المقبلة على إجراء عملية انتقاء أولية تراعي توفر مستوى معين في الأعمال المرشحة للمشاركة في المسابقة.
ودعا الزروالي نيابة عن أعضاء اللجنة لضرورة أن تشتغل الفرق المسرحية على نصوص مسرحية تعتمد على الاشتغال على الموروث الثقافي الحساني وتستثمره للمساهمة في المحافظة عليه والتعريف به. كما حث الفرق المسرحية للعمل على الارتقاء بمختلف مكونات العرض المسرحي من سينوغرافيا وملابس وغيرها من الأساسيات في أي عمل مسرحي.
وفي كلمة لها أعلنت عضوة لجنة التحكيم عن قرار اللجنة حجب جائزتي أفضل نص وأفضل إخراج مسرحي. ليتم الإعلان عن نتائج مسابقة جائزة المسيرة الخضراء للمسرح والتي جاءت على الشكل التالي:
الجائزة الكبرى للمسيرة الخضراء للمسرح:
فرقة سبيكطاكوليس عن مسرحية “سكمارا”، وخصص لها مبلغ خمسة عشر ألف درهم (15.000,00 درهم).
جائزة أحسن ممثل:
مناصفة بين الفنان حمادة أملوكو وأيوب بوشان عن دوريهما في مسرحية “سكمارا” لفرقة سبيكطاكوليس، وخصص لها مبلغ ثلاثة آلاف درهم (3.000,00 درهم).
جائزة أحسن ممثلة:
للفنانة ثريا مرزاق عن دورها في مسرحية “سارة” لفرقة دراما العيون وخصص لها مبلغ ثلاثة آلاف درهم (3.000,00 درهم).
وضرب مدير المهرجان موعدا للجمهور مع الدورة الرابعة في شهر نونبر من السنة المقبلة والتي ستواصل تقديم جديد الأعمال المسرحية على الساحة الوطنية وبالأقاليم الجنوبية، والتي ستتميز بتنظيم النسخة الثانية من الجائزة الكبرى للمسيرة الخضراء للمسرح.

Related posts

Top