العيون.. تنظيم ورشة تدريبية حول الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب

احتضنت مدينة بالعيون، في بحر الأسبوع الماضي، أشغال الورشة التدريبية حول الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، التي نظمتها اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون السمارة بشراكة مع معهد الجنوب الدولي للدراسات الاستراتيجية والتدريب والودادية الحسنية للقضاة فرع العيون.
وتندرج هذه الورشة التدريبية في إطار تيسير مسلسل إعمال البروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب، لاسيما في شقه المتعلق بإحداث الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، التي منح المشرع المغربي اختصاصها للمجلس الوطني لحقوق الإنسان، بموجب مقتضيات القانون المحدث له رقم 15-76، الصادر بتاريخ فاتح مارس 2018.
وسعت هذه الورشة إلى تعريف الفاعلين المدنيين والمؤسساتيين بالبروتوكول الاختياري الملحق باتفاقية مناهضة التعذيب، والآلية الوطنية للوقاية من التعذيب وبأدوارها وكيفية التفاعل معها. وأبرز رئيس اللجنة الجهوية لحقوق الإنسان العيون السمارة محمد سالم الشرقاوي، في كلمة له بالمناسبة، أن هذه الورشة التد ربيبة تأتي في سياق تطوير وتقوية قدرات أطر وأعضاء اللجنة وإمدادهم بالدراية المهنية والموارد اللازمة للاضطلاع بالمهام الجديدة في الآلية، مشيرا إلى أن اللجنة راكمت تجربة هامة في محور الحماية، سواء من ناحية التقصي والرصد الميداني وزيارة السجون وأماكن الاحتجاز وإعداد التقارير والوساطة لجميع الفئات، مما جعلها تمتلك رصيدا يجعلها مؤهلة لتنزيل مختلف الآليات الجديدة.
من جهته، ذكر رئيس الودادية الحسنية للقضاة (فرع العيون) أشرف بن الزيدية، أن المغرب صادق على اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة أو العقوبة القاسية واللاإنسانية أو المهينة، وعلى البروتوكول الاختياري الملحق بها تأكيدا منه على ضرورة حماية منظومتي حقوق الإنسان والقانون الدولي الإنساني والنهوض بهما والإسهام في تطويرهما مع مراعاة الطابع الكوني لتلك الحقوق وعدم قابليتها للتجزيئ.
وأضاف بن الزيدية أن المملكة المغربية عملت على ترجمة مجموعة من القوانين والإجراءات العملية، لعل أهمها الطي النهائي لصفحة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، وتأسيس المجلس الوطني لحقوق الإنسان مع إحداث لجن جهوية له، بالإضافة إلى انفتاح المغرب على مختلف الآليات الأممية في مجال حقوق الإنسان.
من جانبه، أكد الرئيس الأول لمحكمة الاستئناف بالعيون محمد البار، أن الشريعة الإسلامية كانت سباقة إلى وضع استراتيجية واضحة وتدابير كفيلة بحماية حقوق الإنسان وكرامته، مشيرا إلى أن مناهضة التعذيب بجميع أشكاله لم يكن يوما غريبا، وعلينا أن نبلوره في سلوكياتنا اليومية حتى نرتقي بمجتمعنا الإسلامي إلى أسمى الرتب على المستوى الأخلاقي. أما رئيسة المعهد الجنوب الدولي للتدريب والدراسات الاستراتيجية فتيحة الطالبي، فاعتبرت أن هذه الورشة التدريبية تسعى إلى التعريف بالآلية الوطنية للوقاية من التعذيب وتطبيقها على أرض الواقع، وذلك تماشيا مع الأهداف التي تبناها المعهد منذ تأسيسه.
وذكرت أن المغرب انخرط في المنظومة الدولية بكل ما تعرفه من إكراهات وتحفظات ولعب دورا إيجابيا من خلال المصادقة على مجموعة من الاتفاقيات والمعاهدات الدولية، والتي من أبرزها اتفاقية مناهضة التعذيب وغيره من ضروب المعاملة القاسية أو اللاإنسانية والمهينة.
وتواصلت فعاليات هذه الورشة التدريبية بتنظيم جلسات حول “البروتوكول الاختياري وإجراءات عمل اللجنة الدولية الفرعية للوقاية من التعذيب”، من تأطير ذ. رفعت الأمين، خبير دولي في مجال حقوق الإنسان، و”الآلية الوطنية للوقاية من التعذيب، التأسيس والمهام” من تأطير ذ. عبد الحق الدوق، عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان، و”الإطار القانوني للوقاية من التعذيب” من تأطير د. محمد الخضراوي، عن الودادية الحسنية للقضاة.

Related posts

Top