الفنانة المغربية سناء عكرود تكشف عن أسباب اتجاهها للإخراج

في حوار معها تحدثت سناء عكرود عن تجربتها كمخرجة وممثلة ومؤلفة ومنتجة في «إطار فارغ»، وكشفت عن أسباب اتجاهها للإخراج رغم شهرتها الكبيرة كممثلة، وأسباب غيابها عن السينما المصرية بعد تجربتها الوحيدة في فيلم «احكي يا شهرزاد» مع المخرج الكبير يسري نصرالله.

< متى بدأتِ فكرة فيلمكِ “إطار فارغ” ؟
> “إطار فارغ” هو تجربتي الثانية في إخراج الأفلام الروائية الطويلة، لكنني قدمت كمخرجة 3 أفلام قصيرة، وفيلمين تلفزيونيين، والفكرة جاءتني منذ 6 سنوات بعد أحداث الربيع العربي التي شهدتها بعض الدول العربية، وكتبت “إطار فارغ” لكي أتناول “تيمة” الحق، وكيفية التعريف بالحق، وأهمية التعليم بالنسبة للفرد لكي يستوعب حقه في المطالبة بالحق، فالناس يتحدثون عن الحقوق وعن الديمقراطية، لكن طريقة المطالبة بهذه الحقوق مفقودة عندنا، وليست موجودة في التربية، فأنا أريد حقي لكن لا أعرف كيف أطالب به، ومن هنا تبلورت الفكرة، وأعدت كتابة السيناريو أكثر من مرة حتى تم التصوير منذ سنة ونصف السنة تقريباً، والفيلم من إنتاجي بالتعاون إحدى الشركات الكندية.
< وماذا عن تجربة العمل ككاتبة ومخرجة ومنتجة وممثلة في الوقت نفسه؟
> هي تجربة صعبة لأنني عملت على عدة جبهات، وهذا الفيلم أعتبره مشروعي الخاص، ورحلتي الإنسانية الخاصة، وليس مجرد رحلة مكانية لفاطمة الشخصية الرئيسية في الفيلم، بل هي رحلتي التي اكتشفت فيها أشياء كثيرة، مثل المرونة، وكيفية الإيمان بمشروع لدي، فأنا واجهت عراقيل كثيرة، حيث تقدمت للاستفادة من دعم المركز السينمائي المغربي ورفض الفيلم مرتين لأنه طالبني بتغيير الخطاب الموجود بالفيلم، بحجة أنه لا يتحمل مسئوليته، لأنه خطاب قوي وفيه جرأة، إضافة لتناولي للدين، فلم تكن اللجنة المكلفة من المركز السينمائي مستعدة لتحمل مسؤولية هذا الاختيار، واستوعبت قراره وتقبلته، ولكن لم أكن مستعدة لترك مشروعي، بالعكس زدت إصراراً لكي أنتجه، وفيلمي الأول “خنفيسة الرماد” كان فيلماً تجارياً ومن إنتاجي الخاص أيضا، وهو فيلم كوميدي تراثي ولقي نجاحاً جماهيرياً كبيراً، لكن “إطار فارغ” ينتمي لسينما المؤلف وأفلام المهرجانات، ومثل هذه الأفلام لا تحقق شعبية كبيرة في صالات العرض، إلا أن موضوعه هو النجم.
< في المشاهد الأولى من الفيلم يبدو ثمة تأثر بالسينما الأجنبية؟
> أنا أجد نفسي في السينما الإيرانية والتركية، فأنا استفدت كثيراً من أفلام المخرج التركي نوري سيلان، لأنها تميل نوعاً ما للرواية، وأنا قارئة للرواية، وفي إخراجي تجد نوعاً ما إيقاع روائي، حيث أركز على التفاصيل، وإدارة الممثل، لأنه من المهم جدا بالنسبة لي ألا أستعرض، وأن تكون هناك شخصيات على أكبر قدر من التواضع، وتعمدت في “إطار فارغ” ألا أستعرض إمكانياتي في الإخراج.
< اختلاف مدة الحوار خلال الفيلم، هل كان ذلك مقصوداً؟
> بالتأكيد كان مقصوداً، فالحوارات قطعة من الحياة، وليس بالضرورة أن يكون فيها حلول، وأنا لا أختتمها بطريقة مريحة للمشاهد، بل هي جزء مقتطع مما يحدث، ومن الحياة، وهناك أفلام عالمية بها مشاهد حوارية أطول من ذلك، وهذا أسلوبي في هذا العمل، ووجود مشاهد طويلة كان مقصوداً لأن ذلك جزء من إيقاع وستايل هذا الموضوع وهذا الفيلم.
< هل عايشتِ شخصيات تشبه “فاطمة” المرأة البسيطة بطلة “إطار فارغ”؟
> لدي رصيد من المشاهدات لمثل هذه الشخصية، فأنا اشتهرت في المغرب من خلال أعمال تراثية أصورها في الأماكن النائية، وبالتأكيد استلهمت مما رأيت النساء الريفيات اللاتي كن يقمن بكل شيء تقريبا، والعنصر الذكوري كان نوعاً ما خامل، وأنا من الجنوب، من مدينة تارودانت قرب أغادير، وهي مدينة أمازيغية عربية، ورأيت هناك نساء يشبهن بطلة “إطار فارغ”.
< السينما المغربية لم تجد حظها من الانتشار عربيا، فهل ذلك بسبب اللهجة؟
> اللهجة بريئة من ذلك، فالفن وسيلته الإحساس، حيث يتجاوز اللغة واللهجة، ويتجاوز الحدود، فهناك أفلام كورية استطعنا أن نتابعها ونجد أنفسنا فيها، ونالت الإعجاب على المستوى العالمي، وبالنسبة للمغرب لي عتاب على صناع السينما لأنهم لا ينطلقون من المحلية، فمراجعهم السينمائية هي مراجع عالمية، حيث يميلون لتقديم مادة لا تشبهنا بالضرورة، فلا نجد أنفسنا فيها، كما أن كتابة السيناريو عمل مركب ومهنة صعبة وغالبا لا نعطيها من الأهمية ما تستحق، لذلك لا تشبعنا الأعمال المغربية من حيث الكتابة، ونجد المخرجين في حالة تجريب، فتجاربهم السينمائية هي مرحلة تجريبية ولم تصل إلى مرحلة النضج، ويغلب عليها الاستعراض، وإن كان هناك استثناءات مثل بعض أفلام محمد مفتكر وكمال كمال وداود أولاد سيد، فالروح هي أساس السينما، وإذا كانت هناك روح حقيقية وموضوع حقيقي يتفادى الاستعراض والتصنع بالتأكيد سيصل للجمهور في أي مكان.

> أجرى الحوار: حسن أحمد

Related posts

Top