الفنان محمد حمزة مدير ربيع المسرح بتارودانت: طموحنا يكبر يوما بعد يوم في جعل تارودانت عاصمة للمسرح بالمغرب

< ما هو تقييمكم الشامل لهذه الدورة، إيجابا وسلبا؟
> أعتقد أن الدورة الأولى لربيع المسرح بتارودانت كانت ناجحة، بكل المقاييس، وفي مجمل برنامجها وتفاصيل فقراته، وذلك بشهادة جل الضيوف الذين حلوا بيننا.. بمن فيهم مكرمو الدورة الذين كانوا في قمة الاستمتاع بالأجواء الحميمة التي عاشوها مع ساكنة تارودانت، وقد اعتبر الفنان الكبير محمد الجم أنه وبعد عدد كبير من التكريمات التي حظي بها، داخل المغرب وخارجه، أن تكريمه في ربيع المسرح بتارودانت أفضل تكريم حظي به في حياته.. وكذلك الشأن بالنسبة لبقية المكرمين الذين التحموا مع الجمهور في حفلي الافتتاح والاختتام وطيلة أيام المهرجان..
وأرى أننا حققنا الكثير من الأهداف التي سطرناها لربيع المسرح ومنها ذلك الإشعاع الكبير الذي كنا نصبو إليه حيث حرك الربيع مياه المسرح الراكدة في تارودانت.. فبطاقم تنظيمي محدود وبإمكانيات محدودة نسبيا تم تنفيذ برنامج التظاهرة بشكل تام وأكاد أقر بأن مهرجاننا يطمح لأن ينافس باقي التظاهرات المسرحيه الكبرى ببلدنا .
اما من حيث رصدنا للنقائص والهفوات فقد همت بالأساس البرمجة الزمنية لفقرات التظاهرة التي كانت متنوعة ومكثفة وخارج العطل المدرسية، مما صعب على بعض المهتمين مواكبتها. بالإضافة إلى غياب قاعة عروض إضافية تكمل دور المركز الثقافي في استيعاب عروض المسرح المدرسي ومسرح الشباب والندوات والورشات…
على كل وفي المجمل، نعتبر أن التجربة كانت ناجحة ومست شرائخ مهمة من الساكنة الرودانية المتعطشة للفرجة الفنية والأنشطة الثقافية.. ويشهد الجميع على أن المهرجان تميز بسلاسة في التنظيم، وحسن التواصل، وإقبال الجمهور على العروض المسرحية بكثافة..

< عرفت الدورة عروضا مسرحية للشباب والمحترفين على حد سواء.. كيف ترون هذا الاحتكاك ببن تجارب الهواة وتجارب المسرحيين المكرسين، هل تحققت الأهداف المرجوة من ذلك؟
> لقد كان هدفنا منذ البداية هو إشراك الشباب وتلاميذ المؤسسات التعليميه في تظاهرة ربيع المسرح بتارودانت. هذه المشاركة التي كانت فاعلة ومثمرة وذات أثر كبير على مستوى الإقليم تميزت بكثافتها وزخمها ونفسها الشبابي الممزوج بالحماس وروح المنافسة.. حيث شهدت الإقصائيات مشاركة أزيد من عشرين عرضا مسرحيا ما بين فرق المسرح المدرسي وفرق مسرح الشباب ومواهب مسابقة المونولوج.. وكانت المنافسة على أشدها طيلة أيام 12-13-14 ماي 2023.. حيث توجت بالإعلان عن الفائزين خلال حفل الاختتام..
ما يهمنا هنا هو أننا فسحنا المجال لفئات الفنانين المبتدئين الشباب قصد كسب الدربة والتجربة، وكذلك قصد الاحتكاك بتجارب المسرح الاحترافي المغربي.. حيث رتمكن الشباب المسرحي من مشاهدة عروض محترفة واللقاء بصناعها من ممثلات وممثلين ومخرجين وسينوغرافيين.. ومن كان المهرجان بالفعل مشتلا وربيعا انبثقت منه أغراس جديدة وجميلة تعد بمستقبل زاهر للمسح بتارودانت والمنطقة..

< ما الذي يميز مهرجانكم عن باقي المهرجانات المسرحية التي تشهدها بلادنا؟
> ما ميز الدروة الأولى لربيع المسرح بتارودانت هو البرنامج المتنوع والغني الذي استطعنا أن نوفق فيه ما بين الفرجة من خلال العروض المسرحية، وبين التكوين من خلال الورشات التي أشرف عليها أساتذة مختصون، وبين اللقاءات التي جمعت نجوم المسرح مع جمهورهم، وبين الندوة الفكرية التي تناولت موضوعا غير مطروق في ساحتنا الفنية ويتعلق بالصناعات الثقافية والإبداعية ببلادنا، والتي شارك فيها خبراء ومختصون في السياسة الثقافية…
كل هذا بالإضافة إلى جمال وسحر المكان حيث اكتشف ضيوف الربيع طبيعة وتقاليد تارودانت العتيقة ومميزاتها التاريخية والحضارية عبر زيارات متتالية لأبرز الفضاءات بها.. فكانت الزيارات لأسواق المدينة ولواحة تيوت ومتحف الرسام العالمي كلاوديو برافو وتعاونية كوباك فرصة تعرف من خلالها الضيوف علي جوانب مهمة من معالم تارودانت.

< أعلنتم في ختام المهرجان عن بداية الاستعداد للدورة الثانية.. كيف تتصورون هذه الدورة المقبلة وكيف ستتم الاستفادة من سابقتها؟
> بفضل جهود الشركاء الداعمين وعلى رأسهم عامل الإقليم السيد الحسين أمزال تم الإعلان عن دورة ثانية علانية أمام الحضور في حفل الاختتام بطموح أكبر وبرمجة أدق وضيوف جدد.
كما أننا نفكر في تمديد فترة إقصائيات المسرح المدرسي ليستفيد أكبر عدد من المشاركين عبر تراب إقليم تارودانت، وسنجعل مسابقة مسرح الشباب وطنية حيث سنفتح أبواب المشاركة أمام العروض من مختلف أنحاء المغرب عبر بوابة إلكترونية لتشتغل لجنة تحكيم مختصة في عملية فرز ملفات العروض التي ستتباري خلال الدروة الثانية من ربيع المسرح.
سنحتفظ طبعا على الشق الثقافي والتكويني للمهرجان لأن في ذلك فائدة مشتركة للمشاركين والمتتبعين على حد سواء مع الأخذ بعين الاعتبار عنصر البرمجة الزمنية لضمان متابعة ومواكبة مهمة.. ومن المؤكد أن برمجة العروض المسرحية ستكون متميزة ومتنوعة وغنية، وسنحرص على تقديم أجود العروض المتاحة في الموسم المسرحي القادم..

< يبدو أن علاقتكم مع شركائكم جيدة ومنسجمة.. هل تنوون توسيع شبكة الشركاء لتنمية وتطوير هذا المهرجان؟
> أولا لا يفوتني أن أتقدم بالشكر الجزيل لكل الشركاء على ثقتهم في مشروعنا الواعد.. وعلى كريم دعمهم ومساندتهم.. وكما أعلنا عن ذلك خلال حفل اختتام الدوره الأولى، فإننا سننظم النسخة الثانية للمهرجان مواصلين العمل التشاركي الناجع مع شركائنا الأساسيين: المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، ووزارة الشباب والثقافة والتواصل، والمجلس الجماعي لتارودانت، والمجلس الإقليمي لتارودانت، ومجلس جهة سوس ماسه، وتعاونية كوباك.. علما أننا نفكر بجدية وبإصرار في توسيع دائرة شركائنا عبر إضافة فاعلين اقتصاديين آخرين من أجل الرفع من ميزانية التظاهرة .
فطموحنا يكبر يوما بعد يوم في جعل تارودانت عاصمة للمسرح بالمغرب، بفضل كل هذه الشراكات الحقيقية، وبفضل الجمهور الروداني الذواق والثواق للأفضل، وبفضل زملائنا من نساء ورجال المسرح، وكذا بدعم ومساندة من مكونات الإعلام الوطني الذي واكبنا وساهم في إشعاع المهرجان..

<حاوره: الحسين الشعبي

< تصوير: سمية دروي (سماسم)

Related posts

Top