الفنيدق تهتز على وقع وفاة سيدتين في معبر الموت «ترخال»

مرة أخرى، يتذكر الموت سيدات المعابر بين المدن المغربية ومدينة سبتة المحتلة، حيث لقيت سيدتان مصرعهما، صباح أمس الاثنين، بسبب التدافع والازدحام الذي يشهده معبر ترخال، الذي ظل اسمه مرتبطا بالموت.
المعبر أصبح يشهد بين الفينة والأخرى، أحداثا مميتة، تحصد معها أرواح العديد من النساء، قدمن من مختلف المدن المغربية بحثا عن لقمة عيش، تأمينا منهن لمصاريف حياتهن اليومية.
نساء كثيرات وعديدات هن من يتجشمن بشكل يومي عناء طاحونة نقل البضاعة بين الضفتين، شهدن أمس على وفاة رفيقات دربهن، منتظرات، بدورهن، ما تخبأه لهن أيضا أيام السنة الجارية.
مصادر من عين المكان، قالت لبيان اليوم، إن حزنا عميقا عم محيط النسوة اللواتي لم يجدن بدا من جحيم معبر ترخال، مجبرات على الاستمرار في المرور به ريثما يجدن بديلا آخرا، يعفيهن من كابوس الموت الذي يظل حاضرا بشكل مستمر أثناء كل عبورهن.
وكالعادة دائما، وبعد علمها بالحادث، فتحت السلطات المحلية لعمالة المضيق- الفنيدق، تحت إشراف النيابة العامة، تحقيقا في الموضوع، لمعرفة حيثيات وفاة السيدة (س.ز 27سنة)، القاطنة بحي رأس لوطة، و(إ.س 43 سنة) الساكنة بحومة الواد.
الحادث، ترك انتقادات حادة وسط رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وكذا الهيئات الحقوقية، التي عبرت للجريدة عن أسفها لما وقع ويقع بشكل يومي، مطالبة بإغلاق هذه المعابر التي وصفتها بـ»معابر الذل والمهانة»، التي «يربح من ورائها أصحاب الشركات والتجار الكبار أموالا طائلة، في حين لا تجني النساء الممتهنات لهذه الحرفة إلا المعاناة والعذاب النفسي والاجتماعي».
ويعد هذا الحادث هو الرابع من نوعه، الذي يعرف حالة وفاة، منذ فتح المعبر، حيث يشهد هذا الفضاء المثير للجدل يوميا أحداثا لا إنسانية خاصة بوابة «تاراخال 2»، التي يقول مصدر حقوقي بخصوصها، إنها الوجهة المفضلة لأغلب النساء الذين يمتهن هذه الحرفة، والتي حان الوقت للتفكير في بدائل لها حفاظا على كرامة النساء المغربيات.

يوسف الخيدر

Related posts

Top