الفوز أعطى الحق لتفسيرات وحيد

في غياب أي منطق ووضوح، سواء على مستوى الاختيارات أو النهج التكتيكي، وتحت تأثير الغيابات الاضطرارية، تمكن الفريق الوطني المغربي من تحقيق فوز ثمين، في أول مباراة له عن المجموعة الثانية برسم دور المجموعات لكأس إفريقيا للأمم لكرة القدم التي تحتضنها حاليا الكاميرون.
الفوز جاء على حساب المنتخب الغاني، بهدف لصفر من توقيع سفيان بوفال في وقت مناسب (د 86)، جعل لاعبي الخصم، غير قادرين على تدارك الفارق، ليحصدوا بذلك هزيمة مدوية، رغم توفرهم على نجوم كبار، وتعدد مراكز القوة بالتشكيلة الأساسية.
قبل أن يتمكن بوفال من تسجيل هدفه الثمين، من عملية هجومية قادها زكرياء أبو خلال، نتج عنها اختلاط بعمق الدفاع، لتنزل كرة مواتية أمام المنقذ، لم يضيع الفرصة المواتية، لكن قبل ذلك بدقائق معدودة، أنقذ الحارس العملاق ياسين بونو مرماه من هدف محقق للمنتخب الغاني، على إثر عملية جماعية، وإبعاد سيء للدفاع المغربي، لتنزل الكرة من خارج المربع أمام اللاعب جوزيف بنستيل الذي سدد بكثير من التركيز في الزاوية البعيدة، إلا أن براعة الحارس المغربي كانت حاضرة.
لحظات حاسمة غيرت كليا من مجريات المباراة، وأعطت الفوز لأصدقاء العميد غانم سايس، باستثناء ذلك كان أداء العناصر الوطنية جد متوسط، بل غير مقنع تماما، تخلله ارتباك وغياب التنظيم، مع انتشار سيء وسط الميدان.
لم نعرف صراحة الدوافع التي جعلت المدرب البوسني وحيد خاليلوزيتش، يقدم على تغييرات غير مفهومة تماما، وذلك باعتماد على لاعبين بدون تجربة دولية، وفي مواجهة مجموعة مجربة، هناك من فسر الطريقة التي اعتمدها وحيد، بقراءة موفقة لمنهجية الغانيين في الأداء، وكل ما يقال الآن من تفسيرات إيجابية، تستمد مشروعيتها من نتيجة الفوز، وإلا سيقال العكس تماما في حالة عدم تحقيق نتيجة إيجابية.
أبقى المدرب على سفيان أمرابط بكرسي الاحتياط، ليعوضه بسامي ماي، وهو اختيار خاطئ، والدليل على ذلك، العرض الباهت لشقيق المتألق المصاب ريان ماي، إذ ظل تائها لا يعرف، ما يقدم وما يؤخر، فلا هو قام بدور دفاعي في وسط الميدان، ولا هو ساهم في مد الخط الأمامي بكرات سانحة، رغم أن المدرب فسر ذلك، بتطبيق تعليمات خاصة، تقضي بفرض رقابة صارمة على صانع الألعاب العميد أندريه أيو.
كما أبقى على سفيان رحيمي بالاحتياط، وهو المتوج بجائزة أفضل لاعب بآخر نسخة لكأس أمم إفريقيا للمحليين “الشان”، نفس الشيء بالنسبة لمنير الحدادي وإلياس شاعر، وهي اختيارات غريبة تماما، ولا يمكن الاقتناع بها، حتى والنتيجة التي للمنتخب المغربي، لكن المحصلة النهائية أعطت المدرب الحق في كل تفسير قاله …
ننتظر المقابلة الثانية يوم الجمعة القادم، ضد جزر القمر، على أمل تعافي المصابين، والسماح باعتماد التشكيل الأساسي الذي ظهر خلال المباريات الإقصائية، كما ننتظر من المدرب التراجع عن المفاجآت غير المفهومة في اختياراته، فالمنطق يقول ضرورة الاعتماد على الجاهز، عوض إظهار نوع من “الفلسفة” في الاختيارات، تماما كما يقول المثل الشعبي الدارج: “أشنو كتعرف في العلم قال: كنعرف زيد فيه”، وهذا ما حدث تماما أمام غانا.
ثلاث نقاط جد إيجابية في أول مباراة، تعد انطلاقة جد مثالية، ستمكن “أسود الأطلس” من مناقشة باقي المباريات في ظروف أفضل، وفي حالة تحقيق الفوز في ثاني مقابلة، فذلك يعني التأهيل المبكر، كيفما كانت نتيجة مباراة الغابون الثلاثاء القادم.

محمد الروحلي

Related posts

Top