«الفيفا» تنطلق اليوم في درب الألف ميل لاستعادة هيبتها

يقف الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) على مفترق طرق بعد دعوة الأعضاء الـ 209 إلى جمعية عمومية غير عادية اليوم الجمعة، لإجراء انتخابات رئاسية ثانية في أقل من تسعة أشهر ومحاولة إنقاذ أهم مؤسسة كروية في العالم.
وربما يكون انتخاب خلف للعجوز السويسري الموقوف جوزيف بلاتر (يبلغ الثمانين الشهر المقبل) الحدث الأبرز والأكثر استحواذا على الاهتمام والصخب الإعلامي في جميع دول العالم، بعد أكثر من زلزال ضرب (الفيفا) منذ 27 ماي 2015 بسبب فضائح الفساد وتبييض الأموال وانعدام الشفافية والتشكيك بالإدارة.
وينظر كثيرون إلى الانتخابات كنقطة انطلاق في درب الألف ميل لاستعادة هيبة (الفيفا) التي تلطخت كثيرا بالفساد في أسوأ فضيحة في تاريخها الذي يمتد لأكثر من قرن من الزمن.
ولكن الأشهر القليلة الماضية شهدت محطات مفصلية لإعادة تصويب الأمور، أهمها تشكيل لجنة إصلاحات من قبل (الفيفا) عملت على تقديم اقتراحات ستعرض على الجمعية العمومية الجمعة لاعتمادها تركز على الشفافية والحوكمة وإنشاء كيان إداري مواز لتسيير الأمور اليومية مع تحول اللجنة التنفيذية إلى مجلس تنفيذي لرسم السياسات العامة لكرة القدم في العالم.
وعن الأوفر حظا لرئاسة (الفيفا)، يتصدر البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم والسويسري جاني إنفانتينو الترشيحات، ويتفوقان على ثلاثة مرشحين آخرين هم الأردني الأمير علي بن الحسين والفرنسي جيروم شامباني والجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل.
وأعلن الاتحاد الأوروبي (53 صوتا) عن دعمه التام لمرشحه إنفانتينو الذي زج به في المعركة في اليوم الأخير من باب الترشحيات، كما أعلنت أمريكا الجنوبية (10 أصوات) أيضا دعمها للمرشح السويسري وتميل اتحادات كثيرة في منطقة الكونكاكاف لدعمه مثل أميركا الوسطى (7 أصوات).
في المقابل، يحظى الشيخ سلمان بدعم الاتحاد الأسيوي (46 صوتا) الذي يرأسه منذ 2013 ونال أيضا دعم الاتحاد الإفريقي (54 صوتا) ما يجعله ينطلق من أرضية صلبة من الأصوات.
أما الأمير علي فتقدم بطلب رسمي إلى محكمة التحكيم الرياضي الدولية (الطاس) لتأجيل انتخابات الرئاسة بسبب الخلاف على كيفية التصويت.
وخاض الأمير علي الانتخابات الشهيرة في 29 ماي الماضي ضد بلاتر وحصل على 73 صوتا من أصل 209 أصوات في الجولة الأولى، ثم أعلن انسحابه قبل انطلاق الجولة الثانية.
وكان الأمير علي مدعوما من الاتحاد الأوروبي في الانتخابات السابقة، لكن الأخير لديه مرشحه إنفانتينو هذه المرة.
من جهة، لا يملك الفرنسي جيروم شامباني مساعد أمين عام (الفيفا) سابقا لأعوام والمقرب من بلاتر أو رجل الأعمال الجنوب إفريقي الذي سجن مع الزعيم نيلسون مانديلا بسبب التمييز العنصري، فرصا حقيقية للمنافسة في الانتخابات.
ويحسم مقعد الرئاسة من خلال الجولة الأولى من التصويت فقط في حالة حصول أي من المرشحين الخمسة على أغلبية ثلثي الأصوات بينما تكفي أغلبية الحصول على أكثر من نصف إجمالي عدد الأصوات لحسم الفوز في الجولة الثانية من التصويت السري.
وبما أن (الفيفا) تضم 209 اتحادات، يحتاج المرشح الحصول على 140 صوتا كي يحسم الفوز من الجولة الأولى وفي حال استمرار التصويت لجولة ثانية فيكفي أي من المرشحين الحصول على 105 أصوات فقط للفوز بمقعد الرئاسة.
في حالة عدم فوز أي مرشح في الجولة الأولى يجرى استبعاد المرشح صاحب أقل عدد من الأصوات من خوض الجولة الثانية ويتكرر ذلك أيضا مع إجراء جولات أخرى من التصويت حتى تنحصر المنافسة بين مرشحين اثنين وهو ما يحتم فوز أحدهما بأغلبية (أكثر من نصف عدد الأصوات).
وطبقا للوائح فإن التصويت السري إلزامي حتى في حالة وجود مرشح واحد ولكن في حالة دخول مرشح وحيد على رئاسة (الفيفا) يكفي حصوله على أغلبية أكثر من نصف عدد الأصوات ليفوز في الجولة الأولى.

***

المغرب يمنح صوته للبحريني سلمان

وصل رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم فوزي لقجع أول أمس الخميس إلى سويسرا، مصحوبا بنائبه محمد بودريقة والكاتب العام للجامعة طارق ناجم ورئيس العصبة الاحترافية لكرة القدم سعيد الناصيري، للمشاركة في الاجتماعات التنظيمية التي تسبق موعد إجراء انتخابات الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) المقررة اليوم الجمعة.
وكشف مصدر مطلع أن جامعة كرة القدم في شخص رئيسها فوزي لقجع، ستصوت لصالح المرشح البحريني سلمان بن إبراهيم آل خليفة رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، وهو نفس التوجه الذي رسمه الاتحاد الإفريقي لكرة القدم (الكاف) للاتحادات الإفريقية، بعد إعلانه دعمه الكامل للبحريني.
وأوضح المصدر ذاته أن مثل هذه القرارات لا تتخذ عبثا، بل تستوجب استشارات على أعلى مستوى من أجل دعم المرشح الأنسب، ومراعاة العلاقات الخارجية للمغرب، مشيرا في الآن ذاته إلى أن لقجع لن يكشف عن هوية المرشح الذي سيصوت لصالحه إلا بعد نهاية الانتخابات وإفراز اسم الرئيس الجديد لإمبراطورية (الفيفا).
واعتبر مصدر جامعي أن توصية (الكاف) للاتحادات الإفريقية تظل دون تأثير كبير على قرار كل اتحاد، مذكرا بتصويت غالبية الدول الإفريقية لبلاتر في انتخابات 2002 رغم ترشح رئيس (الكاف) الكاميروني عيسى حياتو لرئاسة (الفيفا) حينها، علما أن القارة السمراء تمتلك أكبر نسبة أصوات بـ 54 أمام أوروبا بـ 53 صوتا.
وأوضح المصدر الخبير في قضايا الاتحاد الدولي، أن المرشحين الكبيرين لخلافة بلاتر هما البحريني سلمان بن إبراهيم والسويسري جياني إينفانتينو، «وذلك للخبرة الكبيرة التي راكماها طيلة السنوات الماضية، وكذا شبكة العلاقات الكبيرة التي يتوفران عليها»، مشيرا في الآن ذاته إلى الدعم الذي يلقاه البحريني من آسيا وإفريقيا، مقابل ثقل الاتحاد الأوروبي لكرة القدم الذي سيفعل كل شيء لدعم أمينه العام.

*****

جاني إنفانتينو

محام يعد بتطبيق الإصلاحات من أول يوم

شاءت الأقدار أن ينتقل السويسري من أصل إيطالي جاني إنفانتينو من لعب دور الرجل المساعد للفرنسي ميشيل بلاتيني في رئاسة الاتحاد الأوروبي لكرة القدم إلى مرشح القارة العجوز لرئاسة (الفيفا).
ويعتبر إنفانتينو من المرشحين البارزين لخلافة بلاتر، إذ فضلا عن دعم أوروبا، حصل حتى الآن على دعم أميركا الجنوبية (10 أصوات) ومنطقة وسط أميركا (7 أصوات).
ولد إنفانتينو في 23 مارس 1970 في بريغ السويسرية، ويتولى منصب أمين عام الاتحاد الأوروبي منذ أكتوبر 2009 وهو بدأ العمل مع (الويفا) في غشت 2000 في الشؤون القانونية.
ودرس إنفانتينو القانون في سويسرا، ويتقن خمس لغات بطلاقة هي الايطالية والفرنسية والألمانية والإنجليزية والاسبانية.
وقبل انضمامه إلى الاتحاد الأوروبي، كان أمينا عام للمركز الدولي للدراسات الرياضية، كما عمل مستشارا لهيئات رياضية عدة في إيطاليا وإسبانيا وسويسرا.

الأمير علي الحسين

لواء يبحث عن التلميع والحوكمة

عمل الأمير الأردني علي بن الحسين الذي يخوض مجددا انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) منذ انتخابه نائبا لرئيس (الفيفا) بين عامي 2011 و2015، على تطوير الكرة الآسيوية مع اهتمام خاص بالشباب والكرة النسائية.
ويعرف عن الأمير علي المولود في 23 دجنبر عام 1975 وهو ابن الملك الحسين بن طلال من الملكة علياء، بأنه شخص متواضع وهادئ وإنساني جدا.
وإلى جانب كونه نائبا لرئيس (الفيفا) سابقا، فهو يشغل أيضا منصب رئيس الاتحاد الأردني لكرة القدم ورئيس اتحاد غرب آسيا، كما شغل منصب نائب رئيس الاتحاد الأسيوي.
والأمير علي متزوج منذ السابع من شتنبر 2004 من ريم الإبراهيمي ابنة وزير الخارجية الجزائري الأسبق الأخضر الإبراهيمي، وله اثنان من الأبناء هما الأميرة الجليلة (10 أعوام) والأمير عبد الله (8 أعوام).
بدأ الأمير علي الذي تميز في رياضة المصارعة، دراسته في مدارس الكلية العلمية الإسلامية في عمان ثم أكمل دراساته في المملكة المتحدة وفي الولايات المتحدة، حيث تخرج من مدرسة “سالسبيري” في كنتاكي عام 1993، ثم التحق بأكاديمية “ساندهيرست” العسكرية الملكية في بريطانيا التي تخرج منها ضابطا في دجنبر من عام 1994.

الشيخ سلمان بن إبراهيم

مرشح صلب ومدعوم من قارتين

يقف البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة سلمان بن إبراهيم ابن الخمسين عاما، على أرضية صلبة في انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) بعد أن اجتاز بنجاح محطات انتخابية عدة على الصعيد الأسيوي.
بدأ مشواره مع كرة القدم كلاعب بالفئات العمرية بنادي الرفاع الغربي، ثم انتقل إلى المجال الإداري ليستلم مهمته الأولى كرئيس للجنة المسابقات في الاتحاد البحريني عام 1996 وتقلد بعدها منصب نائب رئيس الاتحاد في عام 1998 ثم تولى الرئاسة 2002.
وتولى عدة مناصب دولية وقارية فكان نائب رئيس لجنة الانضباط خلال منافسات دورة الألعاب الأولمبية في بكين 2008، فضلا عن دوره في لجنة الانضباط بـ (الفيفا) خلال بطولات كأس العالم وبطولة كأس العالم للأندية وبطولات العالم للكرة الشاطئية.
وخلف سلمان القطري محمد بن همام في رئاسة الاتحاد الأسيوي مؤقتا لسنتين، قبل أن يحصل على ولاية كاملة لأربع سنوات بالتزكية، ويشغل أيضا منصب نائب رئيس الاتحاد الدولي عن أسيا خلفا للأمير علي بعد دمج المنصبين (رئيس الاتحاد القاري ونائب رئيس الفيفا).
ويتقلد سلمان بن إبراهيم أيضا مناصب هامة في الرياضة البحرينية، أهمها منصب أمين عام المجلس الأعلى للشباب والرياضة ونائب رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية.

طوكيو سيكسويل

رفيق مانديلا الساعي لمنع سيطرة أوروبا

ظن كثيرون منذ إعلان الجنوب إفريقي طوكيو سيكسويل ترشحه لرئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) أن هذا المناضل يحظى بدعم قارته ما يجعله قادرا على لعب دور بارز خلال الانتخابات.
وأعلن سيكسويل (62 عاما) في 24 أكتوبر الماضي ترشيحه لرئاسة أهم منظمة كروية في العالم، لكن رفيق الزعيم نيلسون مانديلا لم يحصل على دعم قارته، بعدما أعلن المكتب التنفيذي للاتحاد الإفريقي دعم رئيس الاتحاد الأسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة.
لم ينسحب سيكسويل من السباق حتى الآن رغم بعض التقارير التي تحدثت عن ذلك، لكنه أطلق موقفا قويا أكد فيه أنه سيبذل كل ما في وسعه من أجل عدم وصول مرشح أوروبي لرئاسة (الفيفا).
وسيكسويل المولود في سويتو، رجل أعمال عرف بمناهضة الفصل العنصري في جنوب إفريقيا، لا ينتمي إلى عالم كرة القدم، واعتبر الأمر في بداية الترشيحات ميزة، لكنه تحول لاحقا إلى عائق لان رؤساء الاتحادات الأعضاء في (الفيفا) هم من يصوتون.
عين سيكسويل عضوا في لجنة تنظيم مونديال 2010 الذي أقيم في جنوب إفريقيا، ويرأس منذ عام 2015 لجنة المراقبة التابعة لـ (الفيفا) لمتابعة الخلافات الكروية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.

جيروم شامباني

مرشح بلا حظوظ أو دعم بلاده

يخوض الفرنسي جيروم شامباني انتخابات رئاسة الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) من دون طموحات كبيرة لافتقاده إلى الدعم المطلوب خصوصا من قارته الأوروبية التي تقف خلف السويسري جاني إنفانتينو.
ومع الدعم العلني لأوروبا ووسط وجنوب أمريكا لإنفانتينو، وآسيا وإفريقيا للبحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم، فلا حظوظ لشامباني الذي لا يحظى حتى بدعم اتحاد بلاده، في الرئاسة، لكنه مستمر في ترشيحه حتى اللحظة.
عمل شامباني إلى جانب رئيس (الفيفا) الموقوف السويسري جوزيف بلاتر بين عامي 2002 و2005 عندما كان نائبا للأمين عام، وقبلها كان مستشارا للسويسري بين 1999 و2002، كما لعب دورا كبيرا في إعادة انتخابه عام 2002 ثم عين مديرا للعلاقات الدولية قبل أن يجبر على ترك (الفيفا) عام 2010.
وبعدها عمل مستشارا كرويا فساعد كوسوفو للانضواء تحت لواء الفيفا وساهم بتقارب رياضي بين إسرائيل وفلسطين، كما عمل على ملف ترشح فرنسا لاستضافة مونديال 1998 قبل الانضمام إلى الاتحاد الدولي.
وعرف شامباني بعلاقته الفاترة مع مواطنه ميشيل بلاتيني وأيضا بأنه المرشح المفضل للرئيس الموقوف.

Related posts

Top