القمر الاصطناعي محمد السادس- ب.. العين التي لا تنام

تم إطلاق القمر الصناعي»محمد السادس-ب» لمراقبة الأرض، بنجاح ليلة الثلاثاء – الأربعاء الماضي، من طرف «أريان سبايس» عبر منصة «فيغا» بقاعدة كورو بغويانا الفرنسية.
ويأتي إطلاق القمر الصناعي «محمد السادس-ب»، بعد القمر الصناعي «محمد السادس-أ»، في الفضاء في نونبر 2017، أيضا من قبل «أريان سبايس»، الشركة الفرنسية المكلفة بتسويق واستغلال منظومات منصات الإطلاق التي طورتها مجموعة «أريان».
وبحسب «أريان سبايس» فإن القمرين سيكونان متكاملين، وسيتيحان تغطية أسرع للمناطق المعنية.
وسيستخدم القمر الصناعي «محمد السادس-ب»، في أنشطة الخرائط والمسح، وتهيئة التراب، ومتابعة الأنشطة الفلاحية، والوقاية من الكوارث الطبيعية وتدبيرها، ومتابعة تطور المناخ، والتصحر، فضلا عن مراقبة الحدود والسواحل.
ويعد القمر الصناعي «محمد السادس-ب» التاسع الذي تطلقه «أريان سبايس» هذا العام، والثالث عشر الذي تم عبر منصة «فيغا» منذ بداية استغلالها بالمركز الفضائي لغويانا سنة 2012.
وبإطلاق القمر الصناعي الأول «محمد السادس -أ» يضع المغرب رجله ضمن مصاف البلدان الكبرى التي غزت الفضاء، ويعتبر القمر الصناعي «محمد السادس- ب»، الثاني ضمن برنامج فضائي قرره جلالة الملك محمد السادس سنة 2013، حيث أسندت مهمة إنجازه التي استغرقت مدة خمس سنوات، لمركز «تاليس إلينيا سبايس» ول»إيرباص».
وسيمكن القمران اللذان يتم تدبيرهما بشكل تام من قبل مهندسين وتقنيين مغاربة، استفادوا من تكوينات امتدت لفترات سواء داخل المغرب أو خارجه، من التقاط صور عالية الجودة، علاوة على أن تكاملهما سيسمح بتقليص مدة إرسال الصور.
وبهذين القمرين أضحى المغرب، يتوفر على أحدث الأجهزة على المستوى التكنولوجي، من شأنها أن تمكنه من مراقبة أفضل لترابه، ومن تحكم أحسن في موارده، ودينامية نموه، من خلال الاستفادة من الإمكانيات الهائلة التي تتيحها صور الأقمار الصناعية، التي تغطي عددا من المجالات من ضمنها المسح ووضع الخرائط، والفلاحة، والموارد المائية، والبناء، والأشغال العمومية، والنقل، والمياه، والغابات، والمناجم، والجيولوجيا، وشبكات التواصل، ومتابعة المشاريع الكبرى، والتعمير، وتهيئة التراب، وعلم المحيطات، والمناطق الساحلية، والكوارث الطبيعية.
وفي المجال الفلاحي، يعد اللجوء إلى تكنولوجيا المعلومات، خاصة المعلومات المتعلقة بجغرافية المكان التي يوفرها الاستشعار عن بعد بالأقمار الصناعية، وسيلة فعالة لتدبير الموارد الفلاحية، وتخطيط، وتنفيذ استراتيجيات ضمن أفق توخي الفعالية والاستدامة.
وتمكن صور القمر الصناعي من خلال تنسيقها مع المعلومات المتعلقة بالتربة، ومعطيات الأرصاد الجوية، وكذا الملاحظة الميدانية، الفاعلين في المجال الفلاحي من التحكم بشكل أفضل في المعطيات المتعلقة بالقطاع، والبحث عن وسائل الرفع من المردودية الفلاحية.
وتتيح هذه التكنولوجيا أيضا، التوفر على العديد من المعطيات الخرائطية، التي تمكن من تدبير أفضل للمساحة، وطرق السقي، ومن متابعة دقيقة للموسم الفلاحي، وتدبير الموارد الغابوية، والتحكم في المخاطر المرتبطة بها (حرائق ، قطع الأشجار..الخ).
وفي مجال التعمير تعتبر المعطيات التي توفرها الأقمار الصناعية، أدوات إستراتيجية للتدبير الفاعل للتراب، ذلك أنها تتيح، الإلمام الشامل بالموارد المتاحة فيما يخص التوزيع والتطور والتفاعل بين مختلف الفاعلين وكذا الخيارات والنزاعات الناجمة عن الاستغلال. كما تمكن صور القمر الصناعي من ضبط احتلال المجال في المناطق الحضرية وشبه الحضرية، من خلال معرفة محينة بالنسيج العمراني وتطوره.
وفي ما يتعلق بمجال دراسة المحيطات، تعتبر صور الأقمار الصناعية، ضرورية لمعرفة وتتبع الأبعاد البحرية على مستويات فضائية ووفق وتيرة زمنية متغيرة، من قبيل درجة حرارة الواجهة البحرية والمؤشرات المتأتية من معطيات لون المياه (الكلوروفيل، الطحالب، الإنتاج الابتدائي، شفافية المياه…)، فضلا عن مؤشرات التلوث البحري، خاصة الهيدروكاربورات.
كما يتم استغلال هذه المعطيات من أجل تثمين الموارد البحرية وتطورها في الوقت والزمان، وذلك من خلال تتبع مؤشرات تصف ظروف المحيط (مؤشر الموجات المتقلبة، المقابض الحرارية والتركز الكلوروفيلي،…الخ)، إلى جانب انتقاء وتدبير مواقع وتربية الأحياء المائية، وكذا التدبير المندمج للمناطق الساحلية.
وتمكن صور الأقمار الصناعية، أيضا، من توفير أدوات لا مناص منها، في مسلسل تدبير الموارد المائية، دون إغفال أهميتها في تدبير وتقييم تأثير الفيضانات، وكذا في مجال الجيولوجيا والموارد المعدنية.
وفي هذا السياق، أكد الأستاذ كريم محمد، الخبير في مجال الأقمار الصناعية، أن القمر الصناعي «محمد السادس- ب»، سيعزز سيادة المغرب في مجال صور الأقمار الصناعية.
وأبرز مدير مختبر اندماج الأنظمة والتكنولوجيات المتقدمة، في معرض تعليقه على إطلاق هذا القمر بعد مرور سنة على وضع القمر الصناعي «محمد السادس- أ» في مداره، أن المملكة تتوفر اليوم على تغطية أسرع للمناطق المعنية.
وقال الأستاذ الجامعي بكلية العلوم ظهر المهراز بفاس، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، إن «المغرب لم يعد بحاجة إلى اللجوء إلى الشركات الخاصة أو القوى الكبرى للحصول على خدمات المراقبة أو لصور عالية الدقة».
وبحسب هذا الخبير، فإن تطبيقات هذين القمرين متعددة تشمل أنشطة الخرائط والمسح، ومتابعة الأنشطة الفلاحية والوقاية من الكوارث الطبيعية، ومتابعة تطور المناخ والتصحر.
وسجل أن القمر الصناعي الجديد «محمد السادس-ب» سيتيح، في المجال الأمني، مراقبة فعالة للحدود والتراب الوطني، مشيرا إلى أن المملكة ستتوفر، بشكل عام، على رافعة مهمة للبحث والتنمية من شأنها تعزيز قدراتها في المجالات العلمية والتقنية.
وبحسب «أريان سبايس» فإن القمرين سيكونان متكاملين، وسيتيحان تغطية أسرع للمناطق المعنية.
ويعد القمر الصناعي «محمد السادس- ب» التاسع الذي تطلقه «اريان سبايس» هذا العام، والثالث عشر الذي تم عبر منصة «فيغا» منذ بداية استغلالها بالمركز الفضائي لغويانا سنة 2012.

Related posts

Top