الكتاب على الشاطئ

هناك تقليد محفز على القراءة، يتمثل في وضع مكتبات رهن إشارة المصطافين بمختلف شواطئنا.
الكتاب على الشاطئ الذي كانت قد أبدعته وزارة الشباب في وقت سابق، يعد مكسبا هاما، على اعتبار أنه يساهم في التربية على القراءة، ولعل أفضل مناسبة لتحقيق هذا الهدف هو الأماكن التي يقصدها الشباب والأطفال بصفة خاصة لأجل الاستجمام.
تجربة المكتبات المتنقلة لها أكثر من فائدة؛ فإلى جانب كونها تساهم في ترسيخ عادة القراءة، نجد أنها تجنب المصطافين بعض العادات السيئة الناجمة عن الفراغ.
ماذا أعدت وزارة الشباب لأجل المصطافين ونحن في عز وقت الاصطياف؟
على شواطئنا يمكن أن نجد كل شيء معروض للاستهلاك إلا الكتاب، وكأن القراءة محصورة فقط في المقررات الدراسية.
قد يحمل أحدهم كتابا أو صحيفة، لكن ينبغي أن تكون الاستفادة عامة، ولعل أبسط وسيلة لتحقيق ذلك، هو إنشاء مكتبات متنقلة ووضع محتوياتها رهن إشارة المصطافين، وبالتأكيد أنه بذلك سيتم تربية النشء على القراءة، باعتبارها عنصرا أساسيا من عناصر التنمية.
بعض منظمات المجتمع المدني، أطلقت في وقت من الأوقات شعار: يلاه نقراو، الذي تحث من خلاله على القراءة عبر تنظيم لقاءات في أماكن عمومية مختلفة، غير أن هذه المبادرة، كانت محدودة زمنيا، في الوقت الذي ينبغي إحياؤها عبر فترات متعددة من السنة، ولعل الفترة الحالية هي أنسب فترة لرفع شعار: يلاه نقراو، وتطبيقه في الشواطئ وفي غيرها من أماكن الاصطياف.
ولقد بات من السهل جدا حشد الناس لتنزيل شعار ما، يتوافق بطبيعة الحال مع قناعاتهم ومبادئهم، وذلك من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، ومن المؤكد أن شعار: يلاه نقراو، نجح بفضل هذه الشبكات بالذات.
وعلى ذكر الأنترنت؛ فمن الملاحظ أن فئة كبيرة من الشباب والأطفال باتوا يفضلون القراءة عبر هذه الوسائط في حد ذاتها.
وبالتالي، هذا يجعلنا نتخوف من عدم نجاح أي مبادرة تدعو إلى القراءة في الكتاب الورقي؛ فعندما أطلقت وزارة الشباب في إحدى الولايات السابقة، مشروع الكتاب على الشاطئ، لم يكن الأنترنت آنذاك في المتناول كما هو الحال الآن، عبر الهواتف الذكية والألواح الالكترونية، وبالتالي لم يكن هناك مقروء آخر بإمكانه أن يشغل المصطافين عن فتح كتاب ورقي.
اليوم صارت الأغلبية تفضل قراءة كل شيء عبر الوسائط الإلكترونية، وبالتالي فإن مبادرة الكتاب على الشاطئ تعد تحديا حقيقيا في وقتنا الحالي.
على العموم، يبقى نشاط الكتاب على الشاطئ مكتسبا مهما، من الضروري إحياؤه والحفاظ عليه.

عبد العالي بركات

[email protected]

الوسوم ,

Related posts

Top