“الكسابة” حانقون من دعم الحكومة لاستيراد الأغنام من الخارج بدل دعم الفلاح محليا

في سياق مطبوع بأزمة عالمية خانقة وظروف مناخية صعبة، يشهد المغرب موجة غلاء تشمل جميع  المواد الغذائية والمحروقات، وهذا الارتفاع في الأسعار لم يستثني سوق الأغنام، بعد أن كان المغرب يعرف فورة في إنتاج قطيع المواشي.

ولتخفيف حدة غلاء الأسعار، عبر توفير العرض في السوق، اهتدت وزارة الفلاحة إلى الترخيص بعملية استيراد ضخمة للأغنام من إسبانيا ورومانيا، ويقدر عدد الرؤوس بـ 10 آلاف رأس، حيث ستدعم عملية الاستيراد بـ 500 درهم لسد الخصاص الحاصل خلال العيد الأضحى.

وتعزو الحكومة النقص الحاد في رؤوس الماشية، إلى توالي سنوات الجفاف وقلة التساقطات المطرية، وهي نفس الأسباب التي أتى على ذكرها العديد من المهنيين في حديث مع جريدة بيان اليوم.

وأثار قرار استيراد الأغنام من الخارج الجدل بين المربين و”الكسابة”، خوفا من تهاوي الأثمنة في السوق، متسائلين حول دعم هذه العملية، في حين لا يتم دعم الفلاح محليا.

وقال عبد الغني وهو كساب، إن الحكومة تتفاعل بشكل مزاجي مع الفلاح، عبر دعم عملية الاستيراد في الوقت الذي يعاني فيه الكساب من ارتفاع تكاليف العلف وقلة الأمطار، مما يلزمه اقتناء مواد مصنعة للعلف التي تشهد ارتفاعات هي الأخرى في أسعارها، لضمان جودة جيدة في اللحوم.

ونبه عبد الغني في تصريح لجريدة بيان اليوم، إلى أن الأغنام المستوردة قد لا تكون جودتها جيدة بالمقارنة مع جودة الأغنام المحلية.

وفي هذا الصدد، شدد حجي عبد الرزاق أستاذ زائر بكلية العلوم القانونية والاقتصادية بالمحمدية، بأن أضحية العيد المحلية أفضل بكثير من المستوردة، نظرا لعامل الثقة الذي يحظى به المنتوج الوطني المحلي، المرتبط بطبيعة العلف والمكان (المرقد).

وأوضح حجي عبد الرزاق، أن شكل الأضاحي المحلية يتماشي وشروط البراديغم الديني الذي يؤكد على سلامة الأضحية ومنظرها، كونها تبقى أضحية لها طابعا قدسيا عكس الأغنام المستوردة التي تواجه تدني منسوب الثقة فيها، لا سيما على مستوى الأعلاف أو الشكل، مما يدفع بالمواطن إلى الميل للمنتوج المغربي الأصيل رغم الغلاء الذي تعاني منه الكثير من الأسر، والذي لا يستقيم ووضعيتها المادية ودخلها المحدود.

من جانبه، عبر الفاعل الجمعوي عرباز اسماعيل، عن استيائه لمبادرة استيراد الأغنام، داعيا إلى إلغاء العيد، بدافع أن المغاربة لازالوا متأثرين بمخلفات أزمة كوفيد، إضافة لمنتجات أخرى ليس للمواطن المغربي القدرة الشرائية.

ويرى عرباز اسماعيل، أنه بدل تقديم دعم للمستوردين، كان من المستحب أن يوجه هذا الدعم بشكل مباشر إلى جيوب المواطنين المغاربة، حتى يتمكن كل فرد من اقتناء الأضحية حسب قدرته الشرائية، وله حرية الاختبار سواء في اقتناء المنتوج المحلي أو المستورد.

وبخصوص الأسعار، يتوقع عبد العزيز، أنها يمكن أن تنخفض في القريب العاجل، لا سيما أمام توجه الحكومة نحو الأسواق الخارجية، مشددا بأن عيد الأضحى هو مناسبة تحتفل بها كل الأسر المغربية مهما كانت حالتها المادية، وعموما فالأهم لديها هو نحر الأضحية صباح العيد.

من جهتها، اعتبرت نادية أن أسعار عيد الأضحى جد مرتفعة خلال هذه السنة، مؤكدة أن أسرتها قررت أن تقتني أضحية العيد، استنادا إلى قدرتها الشرائية، شرط أن لا تكون مستوردة.

نهيلة سليم (صحافية متدربة)

Related posts

Top