اللاعب الحلقة الأضعف

لم تتمكن اللجنة التي شكلها المكتب الجامعي لكرة القدم من التوصل إلى اتفاق بين الأندية والمدربين، بخصوص الأجور والرواتب ومنح التوقيع.
وسبب هذا التأخر، عكس لجنة حمزة الحجوي، التي قدمت تصورها في الآجال المحددة، يعود إلى صعوبة الملف وتضارب المصالح بين إدارات الأندية والأجراء التابعين لها، ففي أولى الاجتماعات لم تتمكن من التوصل إلى حلول، كما لم تظهر هناك أي مؤشرات إيجابية في هذا الاتجاه.
وحسب الأصداء الأولية، فإن هناك ردود فعل مختلفة ومتضاربة بين مؤيد ومعارض، في ظل معطيات توضح الصورة أكثر بخصوص العلاقة بين هؤلاء المتدخلين، فحسب التقارير والنتائج المتوفرة حتى الآن، فالأغلبية الساحقة من الأندية لم تتمكن من تسوية كل الملفات العالقة، فيما يخص مستحقات اللاعبين. وهناك ديون كثيرة متراكمة، جزء منها مطروح أمام أنظار الجامعة كملفات نزاعات، وهو تراكم يصل في العديد من الحالات إلى سنتين أو أكثر، وهذا يزيد من تعقيد الأمور خلال المفاوضات الجارية، اذ كيف يطلب من لاعب لم يتوصل بكامل مستحقاته، منذ عدة شهور، أن يتنازل عن جزء من راتبه، وهو أصلا لم يتوصل به.
فباستثناء ثلاث أندية فقط هى نهضة بركان والفتح الرباطي والجيش الملكي، فإن باقي الأندية وهي الأغلبية، عاجزة عن الوفاء بكل التزاماتها، وكل ما تقوم به الإدارات هي مجاراة كل حالة على حدة، مع كل ما تحمله هذه الطريقة المعمول بها من ممارسات، ليست في الغالب واضحة أو سليمة، إن لم نقل غير نزيهة في بعض الحالات.
أمام هذا الواقع، كيف يطلب من أي لاعب يعاني من تراكم مستحقاته المالية، كديون في ذمة النادي الذي ينتمي له، بعقد واضح البنود والشروط، أن يدخل في مفاوضات بشكل مسؤول وجدي، وهو في حاجة إلى من يساعده على حل مشاكله العالقة بمدد مختلفة من فريق لآخر.
أمام هذا الإشكال الحقيقي، فإن مجهودا منتظرا لابد وأن يبذل في هذا الاتجاه، يمكن من التوصل إلى حل توافقي يرضي كل الأطراف، إلا أن هناك ملاحظة لابد من إثارتها في هذا الإطار وتتعلق بتهميش متدخلين في الموضوع، يمكن أن يساهموا في إمكانية التوصل إلى حلول عملية، ويتعلق الأمر بوكلاء اللاعبين، بصفتهم طرفا مؤثرا وأساسيا، في علاقة اللاعبين بالأندية المتعاقدين معها.
والدور الإيجابي الذي يمكن أن يلعبه وكلاء اللاعبين في تقريب وجهات النظر والمساهمة في التوصل إلى حلول عملية، هو موضوع عمود عدد الغد.

محمد الروحلي

Related posts

Top