المؤبد لراعي غنم قطع رأس سيدة بإفران

قضت غرفة الجنايات الابتدائية لدى محكمة الاستئناف بمكناس، بحر الأسبوع الماضي، بالسجن المؤبد، في حق راعي غنم، بعد مؤاخذته من أجل القتل العمد باستعمال السلاح مع سبق الإصرار والترصد وجنحة الفساد، فيما قضت بعدم مؤاخذته من أجل ارتكاب أعمال وحشية، وصرحت ببراءته منها، كما قضت في حق “م.س”، سائق سيارة أجرة قروية، بشهر حبسا واحدا موقوف التنفيذ من أجل جنحة الفساد.
وتعود وقائع هذا الملف الذي شغل الرأي العام الوطني، لبشاعة الجريمة، إلى يوم 28 دجنبر 2018، عندما تم العثور على جثة امرأة مفصولة الرأس مرمية قرب منزل عائلتها بمنطقة “تفرنت”، بجماعة وادي إفران بإقليم إفران، حيث حلت السلطات المحلية وعناصر الدرك الملكي، بمسرح الجريمة وفتحت تحقيقا في الموضوع، أفضى في بداية الأمر إلى أن الجثة تعود ل (ف.ر)، امرأة مطلقة (24 سنة)، وأم لطفلة، دون السابعة ربيعا، بعد التعرف عليها من طرف بعض سكان الجماعة، قبل أن يتجه التحقيق إلى البحث والتساؤل، عما إذا كانت لهذه الجريمة البشعة “فصل الرأس عن الجسد”، دوافع انتقامية أو مدبرة من طرف جهات مجهولة، خصوصا، وأن الطريقة التي ذبحت بها الضحية شبيهة بالطريقة “الداعشية” المتبعة في مثل هذه الجرائم .
وكانت الضحية تتوجه كل صباح للعمل في إحدى الضيعات الفلاحية بالمنطقة، لإعالة عائلتها، خصوصا وأن والدها المسن الذي كان معيلا وحيدا للعائلة، أصيب بمرض مزمن ألزمه الفراش.
وبناء على مجموعة من المعطيات التي تم جمعها من طرف المحققين، توجهت الأنظار والشكوك نحو راع اختفى مباشرة بعد العثور على جثة الهالكة، من قبل شقيقتها الكبرى، قبل أن تنجح السلطات المحلية بالجماعة القروية تونفيت، الواقعة في النفوذ الترابي لإقليم ميدلت، في توقيفه في ساعة متأخرة من ليلة 29 دجنبر أي اليوم الموالي لوقوع الجريمة، قبل تسليمه إلى الضابطة القضائية للدرك بإفران للتحقيق معه حول حيثيات وظروف قتل الضحية.
وجاء إيقاف المتهم بعد أن شك عون سلطة في تصرفاته، عندما لاحظه متوجها إلى محل تجاري بالقرية لشراء ما يقتات به، بعد أن أخذ منه الجوع لقطعه مسافة طويلة عبر الغابة، قبل أن تتم محاصرته.
وبعد التحقق من هويته، اتضح أنه المبحوث عنه طيلة ساعات من قبل عناصر الدرك الملكي، التي استعانت في بحثها عنه بمروحية وكلاب بوليسية مدربة.
وتعود دوافع الجريمة، حسب ما راج في المحكمة، إضافة إلى المحاضر، إلى رغبة الجاني في الثأر من الضحية، التي كان ينفق عليها وعلى ابنتها، خصوصا بعدما انتابته، في الأسابيع القليلة التي سبقت تاريخ الواقعة، شكوك في ربطها علاقات مع أشخاص آخرين، ضمنهم سائق سيارة الأجرة القروية، ما أجج في دواخله نيران الانتقام منها، فعمد بذلك إلى قتلها وفصل رأسها عن جسدها.

 حسن عربي

Related posts

Top