المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتاونات يجدد الثقة في عبد الرحيم بوعسرية كاتبا إقليميا

حذر محمد نبيل بنعبد الله من “مواصلة” ضرب العمل السياسي واستمرار “تبخيس” أدوار الأحزاب السياسية الذي قال إنه “سيؤدي إلى كارثة حقيقية”.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي كان يتحدث السبت الماضي في تجمع حاشد بإقليم تاونات، على هامش المؤتمر الإقليمي للحزب، أن الخطوات التي تهدف إلى تبخيس دور الأحزاب، يجب توقيفها، لأن الأحزاب السياسية والمجتمع المدني، هي صمام الأمان وهي القادرة على تأطير المواطنات والمواطنين وخلق جسور تواصل مع قضاياهم، حسب المتحدث.
ودعا بنعبد الله إلى الرفع من قيمة الديمقراطية وترسيخها واحترام استقلالية المؤسسات والأحزاب والنقابات والمجتمع المدني، من أجل أن تضطلع كل جهة بمسؤوليتها، وأن تتحمل مسؤوليتها وأن تقوم بواجبها كما ينبغي من أجل النهوض بالأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ونبه بنعبد الله إلى إشكالية الفقر والمشاكل الاجتماعية المرتبطة به والتي تظهر آثارها على عدد من الجهات وأقاليم المملكة، مشيرا إلى أن النموذج التنموي الحالي/السابق حقق مكتسبات مهمة، لكنه لم يستطع، حسب المتحدث، تحقيق عدالة اجتماعية ومجالية تنعم فيها جميع مناطق المغرب بتوزيع عادل للثروات وبـ “ولوجية” للخدمات الأساسية بشكل متكافئ ومتساو.
وشدد بنعبد الله في هذا الجانب على ضرورة إفراز نموذج تنموي جديد يروم تحقيق هذه العدالة على المستويين الاجتماعي والمجالي، بحيث يجعل جميع المواطنات والمواطنين بمختلف أرجاء المعمور يستفيدون من خيرات الوطن ومن التنمية ومن الخدمات الأساسية من خلال توفير الولوجية للجميع على مستوى التعليم، الصحة، الثقافة، الشغل بالنسبة للشباب، البنية التحتية، وغيرها من الخدمات التي أكد على ضرورة جعلها تشمل جميع الجهات والأقاليم ويستفيد منها عموم الشعب المغربي بشكل عادل.
وإلى جانب دعوته إلى تحقيق العدالة الاجتماعية والمجالية، أكد بنعبد الله على ضرورة تقوية الاقتصاد الوطني ومكافحة اقتصاد الريع، والنهوض بأوضاع الناس، من أجل تحقيق التماسك الاجتماعي وتعزيز الأواصر والروابط التي تجمع بين مكونات الشعب المغربي، مجددا التأكيد على أن ذلك لن يتأتى إلا بتوفير العيش الكريم وصيانة كرامة الشعب.
وعن التعبير الاحتجاجي الذي يخوضوه المواطنات والمواطنين بمواقع التواصل الاجتماعي قال بنعبد الله إنها تأتي بسبب الأوضاع التي وصلت إليها بلادنا وبسبب شعور المواطنات والمواطنين فعلا بمشاكل اجتماعية وبغلاء المعيشة، داعيا إلى التواصل مع هذه الفئات والتحاور معها بشأن مطالبها بدل الاستهزاء منها أو نعتها ببعض الصفات أو شيء من هذا القبيل، لافتا الانتباه إلى أن هذه المطالب تعبر عن الأوضاع المزرية التي تعيشها بعض فئات الشعب.
وتابع زعيم حزب “الكتاب” أن هذه التعبيرات تؤكد على ضرورة الرفع من العمل النضالي الذي يمكن أن يؤدي إلى تحسين أوضاع المواطنات والمواطنين وأن يؤدي، كذلك، إلى احتضان هذه التعبيرات وضمان حرية التعبير وتقوية الديمقراطية.
في ذات السياق أوضح بنعبد الله أن اختيار حزب التقدم والاشتراكية لشعار “نفس ديمقراطي جديد” نابع من هذه الأوضاع التي تعيشها البلاد والتي تستوجب، بحسبه، نفسا جديدا على مختلف المستويات، واساسا منها على المستوى الديمقراطي الذي اعتبره مدخلا ضروريا للمستويات الأخرى.
وشدد الأمين العام للتقدم والاشتراكية على ضرورة العمل انطلاقا من محطة المؤتمر على ترسيخ نفس جديد يجعل المناضلات والمناضلين في خدمة قضايا الشعب من أجل إعلاء كلمة الحق، والدفاع عنها على مستوى عديد من الخدمات الأساسية، مشيرا إلى أن الحزب يدافع منذ عقود من الزمن من أجل إعلاء كلمة الحق بقوة وصمود في وجه جميع الضربات.
وذكر بنعبد الله في هذا الجانب بعدد من التضحيات التي قدمها ويقدمها عدد من المناضلات والمناضلين بمختلف أقاليم المملكة ومن بينها إقليم تاونات الذي قدمت فيه تضحيات كبيرة من أجل فرض الذات والانتصار على القمع وفرض الوجود، وعلى رأس هؤلاء المناضلين يشير بنعبد الله المناضل العياشي المسعودي الذي قدم تضحيات كبيرة طيلة تسعينيات القرن الماضي بالإضافة إلى ثلة من المناضلين الذين واصلوا حمل المشعل.
وعاد بنعبد الله للتذكير بالأوضاع التي عاشها مناضلات ومناضلو الحزب خلال تسعينيات القرن الماضي حين كان الدخول إلى إقليم تاونات أمرا شبه مستحيل بالنظر لكمية القمع والترهيب والتضييق على المناضلات والمناضلين، حيث قال إنه كان من الصعب على حزب التقدم والاشتراكية أن يتواصل مع الساكنة وأن يصل إلى جماعات كما هو الحال عليه اليوم، مضيفا أن آلة القمع والتهميش والإقصاء كانت قبل 20 سنة تطال الأحزاب التقدمية والديمقراطية وعلى رأسها حزب التقدم والاشتراكية الذي لم يستطع الوصول إلى هذه المنطقة دون ان يطاله القمع والمتابعة والتضييق.
ونوه بنعبد الله بالنضالات التي خاضها أبناء وبنات إقليم تاونات من أجل إعلاء راية الحزب وتحصين وجوده بهذه المنطقة، بالإضافة إلى مراكمتهم للمكتسبات طيلة عقود من الزمن سواء مع البرلماني السابق العياشي المسعودي أو مع البرلماني الحالي عن الحزب عبد الله البوزيدي، إذ قدم بنعبد الله، في هذا الصدد عددا من المنجزات التي تمت على مستوى إقليم تاونات على مستويات عديد منها التهيئة الحضرية والإسكان والماء وقطاعات أخرى، مبرزا المجهودات التي يقدمها حزب “الكتاب” من موقعه النضالي سواء من داخل الحكومة أومن خلال تسيير عدد الأقاليم والمناطق، والمساهمة في ذلك أو من خلال مناضلاته ومناضليه بمختلف الفروع المحلية الممتدة على التراب الوطني من أجل خدمة الساكنة.
وجدد بنعبد الله التأكيد على مواصلة النضال وشق درب العمل من أجل خدمة القضايا المجتمعية، “لا سيما وأنه لا زالت هناك ظواهر متشابهة من حيث عدم توفر شروط العيش الكريم، الإقصاء والتهميش، بعدد من المناطق المتواجدة في أعماق المغرب، يقول بنعبد الله. مشيرا إلى أن هناك انتظارات وتطلعات لساكنة هذه الأقاليم من أجل إنقاذهم وفك العزلة عنهم والنهوض بوضعيتهم، داعيا إلى المناضلات والمناضلين إلى العمل إلى جانب هذه الفئات وخدمة قضاياهم، كما أكد استمرار الحزب في النضال من أجل إقرار العيش الكريم وصيانة كرامة المواطنات والمواطنين من خلال توزيع عادل للثروات والخيرات الوطنية.
من جانب آخر أكد بنعبد الله على أن المؤتمر الوطني العاشر لحزب التقدم والاشتراكية المزمع انعقاده في 11/12/13 ماي يشكل فرصة لتقييم حصيلة الحزب ومراجعة الذات، والمراقبة الذاتية لما تم إنجازه وما لم يتم إنجازه سواء على مستوى القيادة الوطنية أو القيادات الإقليمية والمحلية والتنظيمات الموازية، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية حزب النضال والعمل وليس حزب “المسارات الشخصية”.
من جانبه قال عبد الرحيم بوعسرية الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية بتاونات والذي تم تجديد الثقة فيه للولاية القادمة، إن المشهد السياسي للمغرب عرف تراجعا كبيرا منذ الانتخابات الأخيرة التي تمت سنة 2016 والتي عرفت محاولة للالتفاف على الديمقراطية.
وأضاف بوعسرية، في ذات اللقاء الذي سيره سعيد الفكاك عضو الديوان السياسي ومتتبع جهة فاس – مكناس وحضره كل من عبد السلام البقالي عضو المكتب السياسي، عبد لله البوزيدي الإدريسي البرلماني عن حزب التقدم والاشتراكية وفاطمة الزهراء برصات النائبة البرلمانية، ومحمد الحناوي عضو جهات فاس – مكناس، عبد الرحمان الغريب رئيس مجلس بلدية طهر السوق بتاونات وكمال الشريطي عضو اللجنة المركزية ومتتبع جهة فاس – مكناس، (أضاف) أن المؤتمر الإقليمي للحزب بتاونات ينعقد في سياق وطني “مقلق” يتطلب تكثيف الجهود والنضال من أجل صيانة الخيار الديمقراطي.
ودعا بوعسرية على ضرورة الرفع من مستوى النضال بإقليم تاونات وغيره من الأقاليم من أجل خدمة قضايا الساكنة وخدمة قضايا المواطنات والمواطنين، مشيرا إلى أن هذه النضالات مدخل أساسي لتقوية العمل السياسي وحماية الديمقراطية.
من جهة أخرى طرح الكاتب الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية قضية الوحدة الترابية التي قال إنها تمر من منعرج خطير تفرض علينا الاستعداد وشد الهمم من أجل مواجهة كافة الاستفزازات والاعتداءات التي تقوم بها عدد الجهات المعادية للمغرب في محاولة يائسة للمساس بوحدته.
وأكد بوعسرية على أن جميع المغاربة منخرطين ومجندين وراء جلالة الملك للدفاع عن وحدة الوطن وردع كافة المحاولات الهادفة إلى النيل من الوحدة الوطنية، كما أكد ذات المتحدث على اصطفاف الشعب المغربي إلى جانب الشعب الفلسطيني ضد الانتهاكات التي يقوم بها الكيان الصهيوني المحتل ضد بنات وأبناء فلسطين.
وأشاد المتحدث بالمواقف التي تتخذها قيادة حزب التقدم والاشتراكية وقواعده حيال عدد من القضايا الوطنية والدولية، داعيا إلى مواكبة هذه القضايا تماشيا والخط السياسي المتميز للحزب الذي يصطف إلى جانب الحق وإلى جانب الفئات المقهورة والشعوب المضطهدة أينما وجدت.
جدير بالذكر أن المؤتمر الإقليمي لحزب التقدم والاشتراكية جدد الثقة في عبد الرحيم بوعسرية كاتبا إقليميا، كما صادق في جلسته التنظيمية المغلقة على مندوبات ومندبي المؤتمر الوطني العاشر بالإضافة إلى أعضاء وعضوات اللجنة المركزية للولاية المقبلة.

> محمد توفيق أمزيان

Related posts

Top