المؤتمر الدولي حول الأركان: المشاركون يوصون بإنشاء مركز وطني يعنى بتثمين الشجرة و حماية نظامها البيئي

> محمد التفراوتي

أسدل الستار، مؤخرا، عن أشغال المؤتمر الدولي الثالث حول الأركان التي خصصت للتفكير في الإطار العام لتطور شجرة الأركان، مع التركيز على أدواره المتعددة، الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما سلطت هذه الدورة الثالثة الضوء على أهمية التفاعل الإنساني مع النظام البيئي. وقد ولد هذا التفاعل تراثا حاملا للثروة مما يتطلب التثمين لفائدة المهنيين والفاعلين المحليين .
كل هذا لا يمكن اعتباره خارج نطاق التغيرات والتحولات العالمية والجهوية والمحلية، بما في ذلك تغير المناخ والتغيرات الاجتماعية والثقافية، والتغيرات الاقتصادية والتقنية… الخ.
كما يتطلب استحضار العديد من الفرص و المزايا المتوفرة من قبيل مخطط المغرب الأخضر، وإنشاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، وعقد برنامج الأركان والمنظمات المهنية والمؤسسات الجديدة المتوحدة حول قطاع الأركان، والتطور الإيجابي للسوق الدولي لمنتجات مشتقات شجر أركان.
وقد أضحى هذا المؤتمر فضاء رئيسيا يدعم دور نتائج البحث كرافعة لتنمية متكاملة لشجرة أركان ومجالها.
وشهدت هذه الدروة المنظمة تحت شعار “الأركان : تراث إنساني ومصدر ثروة  يستوجب الحماية والتثمين” وفرة من حيث المداخلات العلمية بلغت 133  مداخلة عالجت أربع محاور واشتملت على معظم الأسئلة البحثية التي ينبغي تناولها من قبيل بنية وعمل المنظومة البيئية لمجال الأركان ونظم الإنتاج والتكثيف، و زراعة الأركان والتكنولوجيا الحيوية، و تثمين وتسويق منتجات الأركان والبعد التراثي، والتحولات الاجتماعية والجوانب القانونية.
وتقاسم المؤتمرون هذه النتائج البحثية من خلال 14 ورشة تضم 74 مداخلة ومائدتي نقاش مستديرتين و 59 ملصق علمي، مما منح الفرصة لمناقشة أفضت إلى التوصيات مهمة.
وأوصى المشاركون بتحديث قواعد البيانات حول غابات شجر الأركان مع توجيه وإدارة أفضل لبرامج المحافظة وإعادة التأهيل والتثمين، وتشجيع  البحوث بغية تعزيز النظام الإيكولوجي لغابات الأركان، خصوصا مجال استعادة النظم الإيكولوجية، ودمج دراسات التنوع البيولوجي في غابات الأركان باعتبارها عنصرا أساسيا في القيمة الإجمالية لهذا النظام البيئي في أفق تثمينها.
ودعا المؤتمرون إلى استغلال النتائج المتوصل إليها في “ميكانيزمات التأقلم” التي تم تحديدها ودراستها بالمختبر لإنتاج المواد الزراعية المتأقلمة اللازمة لتنفيذ مشاريع إعادة التأهيل و”الاركان الزراعي” في شراكة مع المهنيين.  ثم التعمق في تحليل التنوع الوراثي الذي يميز شجرة الأركان للحفاظ على “التراث الجيني”، وتقييمها لاستثمار الأصناف الجيدة.ووضع برنامج للانتقاء الوراثي متعددة التخصصات، ومبني على كل الأشغال والنتائج التي تحققت من أجل إنجاح” الأركان الزراعي”. وأوصى المشاركون في المؤتمر كذلك بتعزيز البحوث حول “الأركان الزراعي” بغية تطوير المسار التقني للإنتاج والتدبير .
 نظرا لفوائد الزيت وغيرها من منتجات شجرة أركان، أبدت العديد من الدراسات والأبحاث مدى أهمية القيمة الصحية للزيت، مؤكدة على ضرورة تشجيع المشاريع البحثية لاستكشاف باقي مزايا زيت الأركان وتأثيرها على بعض الأمراض خصوصا الأمراض الصعبة، مع تشجيع العمل متعدد التخصصات في المجال الصحي (الدراسات السريرية، والكيمياء الحيوية، علم وظائف الأعضاء …)  من أجل فعالية أكبر.
وعلى مستوى آخر، يعد مجال الأركان غنيا بالرموز والأشكال التراثية المتنوعة مما يشكل امتيازا يستوجب توظيفه لفائدة الساكنة والمجال .كما يجب تنفيذ إجراءات بحثية محددة من أجل دعم وتعزيز البحوث في القضايا الاجتماعية والاقتصادية للقطاع، وللنظام الإيكولوجي وحول مختلف الخدمات التي يقدمها مجال الأركان، وتطوير قاعدة معلومات عن المعارف والممارسات التقليدية في مجال أركان، وتعزيز البحوث حول قضايا التراث من حيث التوصيف، والقيمة، والمحافظة واستخدامها لفائدة الساكنة والمجال.
يشار أن المؤتمرين قدموا أيضا توصيات أفقية همت تعزيز مقاربات وتقنيات مبتكرة في مجال  الاتصال والتعليم من أجل ترويج واضح وإشراك للأجيال الشابة، ووضع معجم موحد ومصطلحات مشتركة في مجال البحوث حول شجرة ومجال الأركان. وكذا تشجيع التشبيك بين فرق البحث والباحثين لتجميع وتوظيف أمثل للموارد وترشيد الجهود. ثم وضع برنامج بحث مشترك وآليات تمويل أكثر فعالية ومشجعة مع تعزيز التنسيق وتنشيط الأبحاث من خلال إنشاء “المركز الوطني للشجرة أركان”.

Related posts

Top