المؤتمر الرابع للكشاف الجوال يعيد انتخاب وديع درموك قائدا عاما

اختتمت أول أمس الأحد بمجمع مولاي رشيد للشباب والطفولة ببوزنيقة، أشغال المؤتمر الوطني الرابع لمنظمة الكشاف الجوال، بإعادة انتخاب القائد وديع درموك قائدا عاما للمنظمة، وانتخاب القائد عبد الله عرجان رئيسا للمجلس الوطني، بالإضافة إلى انتخاب أعضاء القيادة العامة، ومكتب المجلس الوطني للمنظمة.
وقد تميزت الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الوطني الرابع، التي التأمت مساء الجمعة الماضي، بكلمة محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، والذي أثنى من خلالها على المجهود الجبار الذي تقوم به قيادة هذه المنظمة الكشفية التي راكمت تجربة ما يناهز 24 سنة في تأطير شباب وأطفال هذا الوطن، مشيرا إلى أن المؤتمر الوطني الرابع هو تتويج لهذا المسار المثمر والغني والإيجابي والمتميز.
وأضاف الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، أن العمل الذي يقوم به مناضلوا ومناضلات الكشاف الجوال يساهم بشكل كبير في رفع الوعي وتنمية روح المسؤولية من أجل تملك وتبني قضايا الوطن، لأن الكشفية، بحسب نبيل بنبعد الله، هي البناء الجماعي، لجيل يكون مسؤولا اتجاه الوطن، ومواطنا وواعيا بكل تفاصيل الحياة العامة لبلادنا، جيل تربى في فلسفة الاعتماد على الذات من أجل خدمة الوطن والمواطنات والمواطنين.
ويرى محمد نبيل بنعبد الله في اختيار شعار “الحاجة إلى تعبئة وطنية لإنجاح النموذج التنموي” للمؤتمر الوطني الرابع لمنظمة الكشاف الجوال، هو دليل ساطع على الأدوار الوطنية المهمة التي تضطلع بها المنظمة، من خلال تفاعلها مع ما يجري في محيطها، مشيرا إلى أن جميع فصائل الشعب المغربي منهمكة، اليوم، ومنشغلة بطرق مقاربة الحاضر والمستقبل من خلال هذا النموذج التنموي الذي نطمح إليه.

وأوضح الأمين العام لحزب الكتاب، أن الحديث عن النموذج التنموي، يعني بالدرجة الأولى الناشئة والأطفال، بنات وأبناء اليوم، وبكل ما تمثلونه من حيوية، مؤكدا على أن المسألة التربوية تحتل مكانة خاصة، ضمن هذا النموذج التنموي الذي أكد على خلاصة أساسية تتمثل في ضرورة الاستثمار في العنصر البشري وضرورة الاستثمار في التعليم وفي التربية، والحرص على تنشئة جيل جديد قادر على مجابهة جميع التحديات في الحاضر والمستقبل.
وقال محمد نبيل بنعبد الله “إن هناك حاجة اليوم إلى تعبئة وطنية حقيقية، وإلى إسهام كل الفعاليات الوطنية، من أجل حمل هذا النموذج التنموي، حيث لا يكفي فقط أن نسطر له ولأهدافه ولمضامينه ولتوجهاته الأساسية، دون أن يكون هناك من يحمل تلك التوجهات والتصورات، ومن يناضل ويكافح من أجل بلورتها”.
من جانبه، أكد وديع درموك القائد العام لمنظمة الكشاف الجوال، أن المؤتمر الوطني الرابع للمنظمة، الذي ينعقد في سياق وطني متميز، يعد مناسبة للوقوف على ما تم تحقيقه من مكتسبات وإنجازات للمنظمة عبر ربوع المملكة ومن أهم الإنجازات تأسيس عدد كبير من الفروع في جهات المملكة، مشيرا إلى أن المؤتمر يعتبر بالضرورة محطة تنظيمية فاصلة في حياة المنظمة من أجل تجديد العطاء، ومن أجل تسطير البرامج التي من شأنها العمل على مجابهة التحديات التنظيمية والإشعاعية التي تنسجم مع طبيعة العمل الكشفي الوطني.

كما تميزت الجلسة الافتتاحية، بكلمة أصدقاء المنظمة من الجسم الجمعوي، حيث تناول الكلمة كل من محمد حجيوي باسم رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، وصلاح الدين مبروم باسم الرابطة الكشفية المغربية.
وعاش مؤتمرو ومؤتمرات المؤتمر الوطني الرابع، خلال الجلسة الافتتاحية، لحظة إنسانية راقية، امتزج فيها الاعتراف والعرفان، بالتأكيد على المواصلة من أجل العطاء، فكانت لحظة التكريم، مبادرة مشعة في هذه المحطة التاريخية في الحياة التنظيمية للكشاف الجوال، حيث تم تكريم محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، وسلمه القائد العام وديع درموك ذرع التكريم، كما تم تكريم الفاعل الجمعوي والتربوي محمد القرطيطي رئيس الجامعة الوطنية للتخييم، إلى جانب شخصيات جمعوية وتربوية تشتغل في الحقل الكشفي، بالإضافة إلى تكريم رواد وكشاف الوفد الرسمي الإفريقي والعربي والمشرقي الحاضرين في المؤتمر.
وعلى مدى ثلاثة أيام، انكب المؤتمرون والمؤتمرات على وضع أسس المخطط الاستراتيجي للمنظمة للست السنوات القادمة وترتيب الهياكل المناسبة، ودراسة الآليات الملائمة لتنفيذها وترجمتها على أرض الواقع تعزيزا للحركية الكشفية التي أبدعتها المنظمة.
وشهد فضاء المؤتمر إقامة معرض خاص بأنشطة منظمة الكشاف الجوال، حيث تم خلاله عرض مجموعة من الصور واللوحات والملصقات لأنشطة المنظمة، والفنون الكشفية وكذلك مهارات فنون الريادة .
وخلال الجلسة الختامية للمؤتمر صباح أول أمس الأحد، تمت تلاوة البيان الختامي للمؤتمر من طرف القائد العام وديع درموك، والذي أكد من خلاله على أن العمل الكشفي داخل المنظمة، يبقى دائما في خدمة جميع فئات المجتمع المغربي خاصة فئة الشباب والشابات، معلنا التزامه بالاستمرار في وظيفته التأطيرية التي يضطلع بها وسط عموم الشباب المغربي وفق القيم الكشفية النبيلة من أجل إعداد مواطن صالح منخرط في جميع القضايا التي تخدم وطنه.
يشار إلى أن المؤتمر الوطني الرابع عرف حضورا وازنا لمناديب وفروع المملكة المغربية بحوالي 200 مؤتمر ومؤتمرة بمعدل 55 فرع وطنيا، بالإضافة لحضور وفد وازن لكشافة دول شمال إفريقيا ودول المشرق العربي كمفوضية نواكشوط والكشفية بالجمهورية الإسلامية الموريتانية، ومجموعة الفراعنة الكشفية الجوية بدولة الكويت مصر، وجمعية الكشفية التونسية بدولة تونس، ورواد ورائدات كشافة جمعية الحكمة بدولة البحرين، بالإضافة إلى رواد الكشافة والمرشدات الأردنية بالمملكة الهاشمية الأردنية.

< محمد حجيوي
< تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top