أنجز المجلس الوطني للصحافة دراسة إحصائية حول واقع الصحافيات والصحافيين بالمغرب، وصفها رئيس المجلس، يونس مجاهد، ب “الغير مسبوقة” من حيث النتائج والخلاصات التفصيلية، والتي من شأنها أن توفر قاعدة معطيات مرتبطة بالجانب الاجتماعي والجانب التكويني، بالإضافة إلى التوزيع المجالي بالنسبة للصحافيين.
وكشفت هذه الدراسة التي شملت عينة من 2451 صحافية وصحافيا، من أصل 3150 صحافيا حاصلين على البطاقة الوطنية للصحافة إلى غاية تاريخ انتهاء الدراسة، أن معدل أجور الصحفيين على الصعيد الوطني، يصل إلى 10121.98 درهما شهريا، لكن ذلك لا يعكس واقع الأوضاع إلا بتدقيقه من خلال تفاوتات النسب التي لا تأخذ بعين الاعتبار علاقة الأجر بالأقدمية في العمل، وفق ما أكده عبد الله البقالي رئيس لجنة البطاقة بالمجلس الوطني للصحافة، والذي قدم نتائج هذه الدراسة في ندوة صحفية أول أمس بالرباط.
وبحسب نتائج هذه الدراسة، فإن أجور عموم الصحافيين والصحافيات بالمغرب تتوزع ما بين 3.6 في المائة تتراوح أجورهم بين ثلاثة آلاف وأربعة آلاف درهم، و23.4 في المائة تتراوح أجورهم بين أربعة آلاف درهم وستة آلاف درهم، و22.4 في المائة تتراوح أجورهم بين ستة آلاف درهم وثمانية آلاف درهم.
وكشفت الدراسة أن أعلى متوسط أجر سجل بالصحافة المكتوبة الناطقة بالفرنسية، ويبلغ متوسط أجر الصحفيين العاملين في هذا القطاع 13432.84 درهما، يليه قطاع السمعي البصري العمومي، الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة، ثم القناة الثانية وميدي1 تيفي، بمعدل أجر يناهز 13 ألف درهما وصحافة الوكالة بأزيد من 10 ألف درهما متبوعة بالإذاعات الخاصة التي يصل معدل الأجر بها 9459 درهما ثم الصحافة المكتوبة باللغة العربية ب 9344 درهما تليها شركات الإنتاج السمعي البصري ب 9101 درهما، وأخيرا “الصحافة الإلكترونية 7202 درهما .
وأظهرت الدراسة أن ما يقارب 56.3 في المائة من مجموع الصحافيات والصحافيين تقل أقدميتهم في المهنة عن عشر سنوات، كما أن 24.2 في المائة لهم أقدمية ما بين عشر سنوات وأقل من عشرين سنة، فيما لم تتجاوز نسبة الصحافيين والصحافيات الذين تتجاوز أقدميتهم العشرين الـ 19.5 في المائة.
وتبين الدراسة أن مؤشر الأقدمية له تأثير بالنسبة للفوارق في الأجور حيث يتقاضى الصحفيون الذين لديهم 20 سنة أو أكثر في الأقدمية، أجرا متوسطا يبلغ 14509,31درهم. ويتجاوز متوسط هذا الأجر ب 29% أجر الصحافيين الذين تتراوح أقدميتهم ما بين 10 و20 سنة. ويتجاوز متوسط أجر الصحفيين الأكثر أقدمية ب 78% أجر الصحفيين الذين يتوفرون على أقدمية أقل من 10 سنوات.
من جانب آخر، تؤكد المعطيات المستخرجة من الدراسة أن عدد الصحافيات يبقى ضئيلا مقارنة بالصحافيين الذكور، حيث يمثل عدد الإناث 30% فقط في حين يبلغ عدد الذكور 70% وهذا المنحى يسري على جميع المهن الصحافية والمنابر الإعلامية المغربية.
وبحسب الدراسة ذاتها، يعتبر الصحافيون الحاصلون على مستوى جامعي إجازة فما فوق، الأغلبية، حيث تتجاوز نسبتهم 64.4 %، ضمنهم 19.2 % يتوفرون على ماستر أو دكتوراه. في حين تصل نسبة الذين يقل مستواهم الدراسي عن الإجازة 35.4 %، مع ملاحظة أن الغالبية الساحقة من هذه الفئة يشتغلون في المجالات التقنية من تصوير وإخراج وتوضيب في الأخبار، وهي بالرغم من ذلك، مهن لها علاقة بالمحتوى الإعلامي.
وذكر يونس مجاهد رئيس المجلس الوطني للصحافة الذي قدم لهده الدراسة، أن هذه الأخيرة مكنت من جمع مجموعة من المعطيات حول وضعية الصحافيات والصحافيين بالمغرب، وخاصة فيما يتعلق بظروف عملهم ومستواهم الدراسي ووضعيتهم الاجتماعية، بالإضافة إلى معطيات أخرى تهتم بالوضعية العائلية وتوزيعهم على الصعيد الجغرافي والأقدمية في المهنة وغيرها.
وأكد مجاهد على أن المجلس الوطني للصحافة سيواصل هذا العمل بشكل مفصل ومدقق من خلال محورين أساسين يتعلق أولهما بالأوضاع المهنية والاجتماعية، وثانيهما بالأوضاع المادية، مع ارتباطهما بمختلف المؤشرات والمتغيرات الدالة.
من جانبه، ذكرعبد الله البقالي رئيس لجنة البطاقة بالمجلس، أن من أبرز التوصيات التي خلصت إلهيا الدراسة والتي ستتم صياغتها فيما بعد، الدعوة إلى إعادة النظر في الاتفاقية الجماعية التي لم تعد تطرح، بحسبه، أي إشكال، بالإضافة إلى الحث على ضرورة ضمان ولوج المرأة الصحافية إلى المسؤولية في المؤسسات الإعلامية، وتمكين الصحافيين من التكوين المستمر من أجل مسايرة التحولات التي يشهدها عالم الصحافة، فضلا عن ضرورة تعديل القوانين المنظمة للولوج إلى مهنة الصحافة، خاصة قانون الصحافة والنشر والقانون الأساسي للصحافي المهني والقانون المحدث للمجلس الوطني للصحافة.

< محمد حجيوي

تصوير: رضوان موسى