المدارس الخصوصية تحاول حفظ ماء وجه التعليم بالمغرب

قد لا يختلف اثنان، على أن وضعية منظومة التعليم في المغرب، أصبحت توصف بالكارثية، خصوصا في المدارس العمومية، ومع بداية الموسم الدراسي الحالي، عرف المغرب مشاكل بعد أن إدخال الدارجة المغربية، وتغيير بعض من الكتب المدرسية، التي تداولها رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وأجمعوا على أنها لا ترقى لمستوى التعليم.

لكن ولحسن الحظ، هناك بعض المدارس الخاصة، التي تحاول النهوض بالقطاع التعليمي بالمغرب، ومحاولة الانفتاح على منظومات تعليمية غربية، بهدف تكوين الأطفال / التلاميذ بطريقة عصرية، سواء على المستوى اللغوي أو الثقافي، ومحاولة استئناسهم مع مناهج التعليم بدول الغرب، في حالة إكمال الدراسة خارج المغرب بعد الحصول على شهادة الباكالوريا.
وفي زيارة قامت بها جريدة بيان اليوم، للثانوية التأهيلية غليلي للتميز، التابعة لمجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، بمدينة المحمديةّ، ظهر أن المؤسسة تطمح لخلق جو أسري، وإغناء التواصل بين كل مكونات المؤسسة، سواء التلاميذ أو هيئة الأساتيذ أو الإدارة، في شخص مديرتها البيداغوجية السيدة باحث، حيث تحاول هذه الأخيرة، التقرب من التلاميذ، ومشاركتهم أفراحهم وإحزانهم، وتبادلهم المعلومات، كما أنها تناقشهم في مواضيع شخصية، جعلتها تحظى بحب كبير من التلاميذ.
وفي السياق صرحت السيدة باحث، أن المشكل الأساسي في منظومة التعليم بالمملكة المغربية، يكمن في عدم التواصل بين المسؤول الإداري أو الأستاذ والتلميذ، وهو ما تعمل مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي على تحقيقه، إضافة إلى اشتغالها على تحقيق التطوير الذاتي للتلميذ.
وقالت المتحدثة، عن علاقة المؤطر بالتلميذ، إن “فتح باب النقاش مع التلاميذ بطريقة “ودية”، والتحدث معه في أمور تخصه، يجعل التلميذ يشعر أنه بين عائلته، أو وسط زملائه”.
وأضافت أن الحوار والتواصل بين أطراف المؤسسة، من شأنه أن يرتقي بمستوى التكوين بالتعليمي بالمدرسة عينها، كما أن الانفتاح على مناهج تسييرية وتعليمية، ببلدان أخرى، والشراكة معها، يمكن من خلق جو من المنافسة بين التلاميذ، وأن مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، تمكنت من الاتفاق وتوقيع شراكات مع عدة مدارس غربية، بكل من فرنسا، وألمانيا، وإنجلترا.
وأوضحت باحث أن هاته الشراكات مكنت من إغناء المعارف عند طلاب مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، حيث تقوم المؤسسة المذكورة وشركائها، بتبادل التلاميذ، بإرسال مجموعة من طلابها إلى أوروبا، واستقبال التلاميذ القادمين من المدارس الغربية، وذلك لمدة معينة وسط الموسم الدراسي، ليتم في نهاية المدة، إخضاع المجموعتين لنفس الامتحان.
تميز مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، لا يقتصر على المستويان الثانوي الإعدادي والتأهيلي، بل منذ الحصانة، إذ تسعى إلى تكوين الأطفال / التلاميذ، بطرق عصرية وتكنولوجيات حديثة، تتماشى مع تطورات العصر، فيما يركز المدرسون على مساعدة التلاميذ الصغار ليصبحوا أفراداً لطفاء يتحلون بالثقة بالنفس ويسعون جاهدين لتقديم أفضل ما لديهم داخل وخارج الفصول الدراسية.
وفي حديث مع بعض طلبة مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، حول البيداغوجية التي تنهجها المؤسسة، صرحت كوثر اخوجان، طالبة بمجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، بقسم الباكالوريا، أن الأجواء داخل المؤسسة جد رائعة، وأنها فخورة بانتمائها لتلاميذ مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي.
كما نوهت الطالبة المتحدثة ، بطريقة التسيير الإداري والبيداغوجي للمؤسسة، وأن التواصل الحاصل بين المسؤولين الإداريين والتلميذ، يميز مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، عن بعض المدارس الأخرى، التي ناذرا ما يحظى فيها الطالب به.
في حين عبر رضا الله الحسوني، عن سعادته بالتواجد داخل مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، التي تتلمذ داخلها في جميع المستويات الدراسية، بدءا من السنة أولى ابتدائي، وهو ما يفسر أن المؤسسة تحظى بثقة الآباء والأولياء.
كما أشاد بالمستوى العالي للمدرسة، والمنهجية التي تتخذها ، إضافة إلى خبرة الأساتذة الذين أغلبهم من الشباب، ما يسهل عملية التواصل وإيصال المعلومة.
نجاح تجربة مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، وحصد خريجيها لعدد من المناصب، في مختلف المجالات، كالطب، والصيدلة، والأبناك، وغيرها من الإدارات الكبرى، لم يأتي من فراغ، بل هو ثمرة يجنيها من طريقة التسيير والتأطير، والتي اشتغلت عليها منذ نشأتها سنة 2002، والتي يعود فضلها بالدرجة الأولى للمدير العام، الدكتور سعيد جمال، الخبير في الإنتاج وجودة تسيير المقاولات والمصانع، إضافة لكونه مخترع دولي، ويعي تماما كيفية التعامل من الطفل/التلميذ، كون الرجل أستاذ جامعي، ويعتمد ابتكاره الخاص في التسيير، والذي أصبح يعتمد بأكثر من 20 دولة.
ويقول جميل سعيد، “إن الارتقاء بالعليم يبدأ بخلق السعادة لدى التلميذ، وحسن إدارة المؤسسة”، و”إن الهاجس الذي ارقني قبل الإقدام على إنشاء أول مدرسة خصوصية، هو تقديم تعليم نموذجي يحترم قيم الثقافة المغربية، ويكون مبنيا على نظام منفتح ذو نظرة مستقبلية، وعلى جعل التلميذ محورا رئيسيا في هذا النظام”.
وأكد جميل سعيد أنه يحرص على التواصل الدائم مع كل مكونات المجتمع المدني ومحيط المؤسسات التي يرأسها على اختلاف مكوناتها.
وأبرز المتحدث، أن للمؤسسة رؤية مبنية على ثلاثة أعمدة أساسية ومتكاملة بشكل جيد حددها في :
– تعليم مزدوج اللغة من أجل مواطن منتج، بروح الاستمرارية اللغوية.
– إتباع منهج يهدف إلى التميز في البرامج التي تدرس، والإبداع، والتطوير الشخصي والانفتاح على العالم الخارجي.
– الترقية والتدريب المستمر للموارد البشرية التابعة للمؤسسة، والمبنية على الاستماع الفعال والتأطير الذاتي.
“تتوج هذه الأعمدة من خلال بيداغوجية نشيطة وتشاركية، ومساعدة التوجيه الديناميكي والتواصل المستمر والوثيق مع الطلاب ومع شركائنا. وقد مكن هذا مؤسستنا من الحصول على نتائج ممتازة كل عام من حيث النجاح والاندماج في كبرى المدارس التجارية والهندسية المغربية والأجنبية”، يقول جميل سعيد.
وأردف المتحدث قائلا “إن نجاح التعليم الخصوصي يكمن في تطوير هياكله سنويا، حيث أن الدروس والنقل والأنشطة هي سمة أساسية لكل المؤسسات، لكن ما يجب أن يكون هو أن تخلق المؤسسة التميز”.
وأضاف المتحدث، أنه تماشيا مع ما يجب أن توفره أو تخلقه المؤسسة، اعتمدت مجموعة مدارس فيفالدي – غليلي، على أربع سمات، ذكرت كالتالي :
1- التخفيف من عبء محفظة التلميذ: فالكل يعلم أن محفظة التلميذ أصبحت تشكل له عائقا في حياته الدراسية، لذا قررنا أن لا يحمل التلميذ في محفظته إلا الكتب الأساسية وكراسات التمارين، أما باقي الكتب فهي ثانوية ويتم الاحتفاظ بها برفوف منظمة، لكل التلاميذ وبدون استثناء. وبهذا الإجراء ساهمت المؤسسة في التخفيف على كل التلاميذ من ثقل الكتب، وأصبحت المحفظة تحمل بدون قلق أو متاعب.
2- الرياضة مادة أساسية للتدريس: إننا نعتمد على الرياضة كمادة أساسية ضمن البرنامج الدراسي العام، وذلك بالاعتماد على حصتين في الأسبوع، كل حصة محددة في ساعتين، مع العلم أن لنا مركبا رياضيا خاصا بالمؤسستين، به ملاعب ذات عشب اصطناعي وتجهيزات رياضية متطورة وأطر ذات تكوين جيد. والهدف من أنشطة هذا المركب هو اكتشاف المواهب الرياضية القادرة على تحقيق التميز في مختلف الألعاب الرياضية.
3- الانفتاح على الأوراش التكوينية: نعتمد في منهجنا التعليمي على أن ينفتح التلاميذ على الأوراش التكوينية، وبشكل خاص في المجال البيئي ومكونات التربة والمجال الزراعي، لأن هذا المجال يجهله غالبية التلاميذ.
4-الكرنفال الإفريقي: اعتدنا  تنظيم نشاط له صبغة وطنية، ويتعلق بالكرنفال الإفريقي، وذلك بمشاركة شباب إفريقي، الهدف منه أن يستفيد تلاميذ وتلميذات مؤسساتنا من الثقافة الإفريقية، والسير العام لحياتهم وعاداتهم”
وأردف المتكلم قائلا “إنني فضلت أن لا أتحدث عن السير اليومي للمؤسسة، لكوني أومن بالإبداع والبحث عن التميز، أما الأداء التعليمي، فإن نتائج نهاية السنة غنية عن كل تعليق.
وختم جميل سعيد حديثة بالإشارة إلى “أن أكثر الناجحين بأقسام الباكالوريا من تلامذتنا هم بكل المدارس العليا التي تعتمد على النخب المتميزة، مع العلم أن تلاميذ مؤسستنا يتابعون كذلك دراستهم بأكبر المدارس والمعاهد الأوروبية”.

> زكرياء قدور

Related posts

Top