المسرح الأمازيغي.. من الإنتاج إلى التداول

بقلم: فؤاد ازروال

ينظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية ندوة فكرية حول موضوع «المسرح الأمازيغي من الإنتاج إلى التداول» يوم الثلاثاء 12 أبريل الجاري بمشاركة عدد من المسرحيين والباحثين والمهتمين، ولهذا الغرض أعد المنظمون ورقة عمل لتأطير مضمون هذه الندوة ننشرها فيما يلي:

ورقة الندوة

لا يمكن فهم العرض المسرحي بعمق ووضوح إلا من خلال تتبع سلسلة تحققاته من مرحلة الإنتاج من لدن الممارسين والقيمين عليه الى غاية مرحلة الاستهلاك من لدن المتفرجين، وهي مراحل حيوية في إنضاج العمل والبحث عن سبل إجادته، وفي تهيئة شروطه ومتطلباته، وفي تنشيطه وتسويقه.
ويساهم في تحقيق هذه المراحل متدخلون متعددون ومختلفو الاختصاصات والمؤهلات يهدفون كلهم إلى خدمة العرض، بدءا من توفير التمويل اللازم والكافي، ومرورا بقيادة الفريق المشارك في العمل من ممثلين وتقنيين وفنيين، وانتهاء بترويجه بمختلف الأوجه الممكنة.  
ولعل أولى خطوات الإنتاج في المسرح تقوم على شخص المخرج الذي يفرض اختياراته وتصوراته على جميع عناصر العمل المسرحي، ويحدد متطلباته ومستلزماته المادية والبشرية واللوجستيكية، ويربط بين كل مكوناته والمشاركين فيه في إطار رؤية محددة وموجهة. ولذلك يعده الجميع المسؤول الأول عن العمل في كل جوانب الإنتاج وتفاصيلها الدقيقة.
أما الخطوة الأساس الثانية فهي التي تتعلق بكيفية تحقيق مشاريع أو خطط الترويج للعمل وتسويقه، والتي يشرف عليها في الغالب متخصص في مجال التواصل، والذي يجتهد في أن يجد طرقا مختلفة في ذلك، كتكثيف المشاركات في الملتقيات والمهرجانات والاستجابة لطلبات المؤسسات وتدبير الجولات… ولهذه الخطوة أثر بالغ في تمديد حياة العمل الواحد وفي التعريف به وإيصاله إلى الجماهير.
ومن الأكيد أيضا أن من أهم ما يكشف عن مدى أهمية مسار أي عمل مسرحي وصيرورته من البداية إلى النهاية طريقة إعداده في صيغته الأولية باعتباره مشروعا يحمل تصورات ورؤى مبدئية وأولية، وتقديمه ضمن الملتقيات باعتباره عملا منجزا ومكتملا يتلقى الاستجابات المختلفة. ومن ثمة، يمكن للمشاركين في لجن المتابعة والتحكيم أن يسلطوا الكثير من الضوء عن مدى المسافة الفارقة، بعدا أو قربا، بين صيغة المشروع والمنجز المقدم.
و قد انخرط المسرح الأمازيغي منذ سنوات في هذا النظام الضابط لصيرورة تحقق العمل الفني، إذ أضحى بدوره يحترم اشتراطات كل مرحلة من مراحل الإنتاج والإنجاز، ويعمل على الاستفادة من الكفاءات والمهارات المتخصصة في كل عنصر أو مجال، مما حقق له الكثير من الإشعاع والتألق. وبذلك فإن معرفته ووضعيته الراهنة تستوجب الوقوف عند كل محطة من محطاته الممتدة ما بين الشروع في أي عمل من أعماله وما بين عرضه أمام المتفرجين، وتقتضي طرح أسئلة دقيقة على المشتغلين والمشرفين في أهم هذه المحطات، من قبيل:
ـ  كيف يتم الإعداد لمشاريع الأعمال المسرحية؟ وما هي الصعوبات التي تعترض أصحابها وواضعوها؟
ـ كيف ينجز المخرج تصوراته العامة؟ كيف يتعامل مع فريقه والكفاءات التي تساعده؟ وما هي أهم العراقيل التي يواجهها؟
ـ ما حجم حضور المسرح الأمازيغي في المهرجانات والملتقيات الوطنية؟ وماذا يستفيد من هذا الحضور؟ وكيف يتم التعامل معه على المستوى العام؟
ـ هل ينضبط العمل المسرحي الأمازيغي لاشتراطات المراحل الأساسية في الإنجاز والعرض؟ وكيف يمكن تطوير مهارات المتخصصين بها والرقي بها؟    

Related posts

Top