المسرح الحساني ودسترة الحسانية

نظمت جمعية أنفاس للمسرح والثقافة فعاليات مهرجان الداخلة للمسرح الحساني في نسخته السابعة، تحت شعار “المسرح الحساني ودسترة الحسانية”، في الفترة ما بين 13 و16 أبريل الماضي، بشراكة مع  المجلس الوطني لحقوق الإنسان واللجنة الجهوية لحقوق الإنسان الداخلة اوسرد، ومجموعة فوسبوكراع ووكالة الجنوب، وبدعم من وزارة الثقافة..
وقد تميزت فعاليات الدورة السابعة بانفتاحها على القطر الموريتاني الشقيق، من خلال مشاركة مركز الدراسات الصحراوية وجمعية المسرحيين الموريتانيين، وثلة من الصحفيين والإعلاميين والذين واكبوا الدورة السابعة بالفعل المسرحي والإعلامي، كما تميزت فعاليات المهرجان بالعمل المشترك مع المركز الدولي لدراسات الفرجة، وتقديم عمل مسرحي خارج المنافسة لجمعية القنطرة بطنجة.
وشهدت مدينة الداخلة بالموازاة مع فعاليات المهرجان عددا من الأنشطة الثقافية، إلى جانب العروض المسرحية المشاركة، وذلك من خلال خيام المهرجان الموضوعاتية المنصوبة جوار دار الثقافة والتي استضافت عددا من الكتاب والشعراء من المغرب وموريطانيا في احتفاليات حميمية، بداية بخيمة المسرح الاحتفالي، ومرورا بخيمة طنجة، وصولا إلى خيمة موريتانيا… إضافة إلى جلسات أدبية تخللتها قراءات شعرية وتوقيعات إصدارات جديدة.. ولقاء تواصلي مع الفنان الموريتاني لمرابط ولد الزين.. وتنظيم وسهرات فنية وتراثية حسانية…
وفي إطار النشاط الفكري للمهرجان عقدت ندوة كبرى حول موضوع “المسرح الحساني والامتداد الإفريقي”  
وبخصوص العروض المسرحية، فقد ضمت فعاليات الدورة السابعة لمهرجان الداخلة للمسرح الحساني مشاركة سبع فرق مسرحية منها ثلاثة خارج المسابقة هي:
> مسرحية” الصعلوك” لفرقة أنفاس للمسرح والثقافة من الداخلة (الجمعية المنظمة).
> مسرحة ” لافاش” لفرقة القنطرة من طنجة.
> مسرحية ” حبل غسيل” لجمعية المسرحيين الموريتانيين من موريتانيا.

أما العروض المسرحية المشاركة في المنافسة الرسمية للمهرجان فهي:
> مسرحية “هوما من هوما” لفرقة” أوتاد الركح
> مسرحية “بقايا زمن” لجمعية سيدات الصحراء من العيون
> مسرحية “ما سمعني الفالي” لفرقة مسرح الحبشي من سمارة
> مسرحية “لا كاسامار” لفرقة بروفا للفنون المشهدية بالعيون.
وتكونت لجنة تحكيم هذه الدورة من المسرحي والإعلامي الحسين الشعبي، رئيسا؛ وعضوية كل من الباحثة والناشطة الجمعوية ميمونة السيد؛ والناقد المسرحي ميلود بوشايد؛ والإعلامية حجيبة ماء العينين؛ والباحث في الثراث الحساني باه النعمة.
وأسفرت نتائج لجنة التحكيم عن الجوائز التالية:
> جائزة أحسن ممثل للفنان حمزة بابا عن دوره في مسرحة “ما سمعني الفالي” لفرقة الحبشي المسرحية بالسمارة
>جائزة أحسن ممثلة للفنانة  علية الطوير عن دورها في مسرحية “لا كاسامار” لفرقة بروفا للفنون المشهدية بالعيون.
>جائزة أحسن نص مسرحي: لمسرحية “ما سمعني الفالي” للكاتب عمر ميارة
>جائزة أحسن إخراج: للفنان محمد علي بنيحيى عن إخراجه لمسرحية “بقايا زمن” لفرقة سيدات الصحراء بالعيون.
>جائزة الداخلة الكبرى: لمسرحية “لا كاسامار” لفرقة بروفا للفنون المشهدية بالعيون.
> جائزة لجنة التحكيم: لمسرحية “ماسمعني الفالي” لفرقة الحبشي

ندوة المهرجان: المسرح الحساني والامتداد الإفريقي

في إطار فعاليات مهرجان الداخلة للمسرح  الحساني في دورته السابعة، انعقدت ندوة المهرجان صباح يوم السبت  16 أبريل 2016 بقاعة الاجتماعات للجنة الجهوية لحقوق الانسان الداخلة أوسرد، بالداخلة. وقد تمحور موضوع الندوة حول: “المسرح الحساني والامتداد الافريقي” وحضرها إلى جانب المشاركين ضيوف المهرجان وعدد من المثقفين بمدينة الداخلة وهيئات حقوقية ومدنية.
وقد أطر محاور هذه الندوة، السادة الأساتذة:
> الدكتور أحمد مولود أيدا لهلال،
> الدكتور ميلود بوشايد،
> الدكتور حسن اليوسفي،
> الدكتور اسليمة امرز.
> وقد قام بتسيير هذه الندوة الأستاذ مراد محمد لمين
وتوزعت هذه الندوة على المحاور التالية:
> الفرجة الحسانية في موريتانيا
> توظيف التراث في المسرح الحساني –  مهرجان الداخلة نموذجا –
> مقاربة الفرجة الحسانية في ضوء الدراسات الفرجوية الحديثة.
> المقدس في الفرجة الحسانية.
بعد تقديم ومناقشة مداخلات الأساتذة الذين قدموا أوراقا بحثية هامة انتهى المشاركون والمتدخلون إلى مجموعة من الخلاصات والتوصيات التي جاءت متداخلة ومتكاملة عبر مداخلاتهم، وهي كما يلي:
> تثمين تجربة المسرح الحساني وضرورة تطوريها.
> الخروج بالمسرح الحساني من ربوع الصحراء وانفتاحه على تجارب مسرحية مختلفة .
> الابتعاد عن الحساسيات الضيقة التي من شأنها أن تعيق الفعل المسرحي الحساني.
> تثمين تجربة نشر النص المسرحي الحساني والاستمرار في تدوينه .
> ضرورة مواكبة المؤسسات الأكاديمية ومراكز الأبحاث لتجربة المسرح الحساني من خلال تشجيع الطلبة والباحثين على الاشتغال على الظاهرة المسرحية في الصحراء متنا وعرضا.
> البحث في الأشكال الفرجوية الحسانية وفق تصورات منهجية ورؤى حديثة.
> مطالبة النقاد والباحثين مواكبة تجربة المسرح الحساني بالنقد الهادف.
> تثمين العمل المشترك بين الفعاليات المسرحية الحسانية في الضفتين الشمالية والجنوبية (الأقاليم الجنوبية للمملكة والشقيقة موريتانيا).
> بلورة التجربة المسرحية الحسانية من خلال انفتاحها على تجارب مسرحية وطنية وعربية وعالمية.
> إبراز مظاهر التلاقح الثقافي بين الثقافة الحسانية وغيرها من الثقافات المجاورة لها في الأعمال المسرحية الحسانية.
> التعامل مع المسرح الحساني بمفهوم المسرح الحديث الذي يمتح من الثقافة الحسانية ويعمل في الآن ذاته على تجريب المناهج والتقنيات المسرحية المعاصرة.
> تعميم المسرح الحساني والعمل على التعريف بتجاربه في المناطق الشمالية من المملكة باعتباره مكونا من مكونات الظاهرة المسرحية المغربية.
> ضرورة توفير الدعم المادي والمعنوي للتظاهرات المسرحية الحسانية تفعيلا للمرجعية دستور 2011 والخطب الملكية السامية الداعية إلى الاهتمام بالحسانية كرافد من روافد الثقافة المغربية  المتنوعة.

توصيات لجنة التحكيم

إن لجنة تحكيم الدورة السابعة لمهرجان الداخلة للمسرح الحساني، المكونة من الحسين الشعبي رئيسا، وعضوية كل من حجيبة ماء العينين، وميمونة السيد، وميلود بوشايد، وباه النعمة. بعد متابعتها للعروض المسرحية الرسمية المشاركة في هذه الدورة، وبناء على خلاصات مداولاتها وأشغالها المواكبة للعروض تأكد لها قويا أن هناك حاجة قصوى إلى تأمين استمرارية هذا المهرجان باعتباره فضاء ثقافيا نوعيا يسهم خدمة الثقافة الحسانية من جهة وتأكيد عمقها الرمزي وغناها الإنساني من جهة أخرى، كما يسهم في خدمة المسرح المغربي بتوسيع وتنويع وتجويد آفاقه وممكناته.
وبهذه المناسبة فإن لجنة التحكيم تنوه بالجهود المبذولة في سبيل تنظيم هذا العرس الثقافي الذي حظي بمتابعة نوعية من قبل جمهور متعطش لأبي الفنون وهذا ما يوجب تكريس وتجذير الممارسة المسرحية وتعزيز حضورها في الثقافة الحسانية.
كما تشدد اللجنة على ضرورة توفير كل الإمكانيات والموارد البشرية والفنية للنهوض بهذا المهرجان والعروض المسرحية التي تتقدم للمشاركة فيه بما يخدم رهان الجودة والإبداعية ولهذا توصي لجنة التحكيم بما يلي
1- الحرص على تنظيم ورشات تكوينية في كل مجالات الصناعة الثقافية المسرحية لفائدة الجمعيات المحلية في الجهة .
2- العمل على دعم الكتابة المسرحية باللغة الحسانية ودعم البرامج والمشاريع الرامية إلى توظيف التراث الحساني في الكتابة والإبداع المسرحي .
3- دعم مشاريع تبادل الخبرات والتجارب المسرحية لتمكين الجمعيات من الاستفادة منها.
4- الدعوة إلى تنويع برنامج المهرجان عن طريق تطوير وتوسيع مجال الندوات والورشات التكوينية في القادم من الدورات .

الداخلة: بيان اليوم

Related posts

Top