المصطفى الريس يوقع بآزمور كتاب «الزاوية الكتانية من خلال الصحافة العربية الموالية للحماية الفرنسية»

محمد الصفى

نظم كل من نادي المراسلين الصحافيين بآزمور والدائرة ومنظمة الطلائع أطفال المغرب فرع آزمور وحركة الطفولة الشعبية فرع آزمور، حفل توقيع كتاب “الزاوية الكتانية من خلال الصحافة العربية الموالية للحماية الفرنسية”  لصاحبه الكاتب و الباحث الدكتور المصطفى الريس،  مؤخرا بالخزانة البلدية بآزمور، حيث قام بتسيير اللقاء المسرحي والفاعل الجمعوي مصطفى الزيات الذي قدم نبذة عن الكاتب وارتباطه الوثيق بمدينة آزمور باعتبارها مسقط رأسه فيما قام الأستاذ والصحفي محمد الصفى بقراءة موجزة حول الكتاب أبرز من خلالها ما يشكله موضوع الزوايا من حساسية وأكثر إثارة للجدل بين طوائف الأكاديميين ومعشر الباحثين، إضافة إلى أنها تمزج بين القوة الاجتماعية والسلطة الروحية والفاعلية السياسية غير المعلنة، موضحا أن كتاب الدكتور المصطفى الريس يعتبر دراسة سلط من خلالها الكاتب الضوء على واحدة من الزوايا التي لم تنل حقها في الكتابة والبحث والتحميص من قبل الباحثين في المشهد التاريخي للمغرب، سيما إبان فترة الحماية، باستثناء بعض المواضيع التي لامست جوانب دون أخرى وفي فترات تاريخية محددة، وأن اختياره لموضوعه هذا “الزاوية الكتانية من خلال الصحافة العربية الموالية للحماية الفرنسية” هو فرصة لتوسيع أفق باقي الأبحاث والدراسات حول هذه الزاوية وكذا إلى طرح إشكالات من شأنها أن تحظى بالدرس ومحاولة كشف وجه من وجوه حضورها وإشعاعها في فترة هامة و حاسمة من تاريخ المغرب المعاصر.
لتأتي بعد ذلك مداخلة الأستاذ عبد اللطيف عوام الذي قام بعملية تشريح في الكتاب من خلال مباحثه الخمسة، انطلاقا من إشكالية توظيف الصحافة في الكتابة التاريخية، وحدود توظيف الإنتاج الصحفي في كتابة تاريخ المغرب المعاصر، والمسار الذي سلكته الصحافة الأجنبية على مدار فترة الحماية، مع الإشارة إلى الأدوات المنهجية التي يستند عليها الباحث في اعتماد الصحافة كمصدر للتاريخ وإمكانيات توظيفها في إزالة بعض جوانب اللبس الذي يشوب العلاقة بين المرسل والخبر والمتلقي في سياق تاريخي معين، فيما يتعلق بالمبحث الأول فيما خصص المبحث الثاني إلى علاقة الزوايا والطرق الصوفية بالصحافة، مع توقف الكاتب عند المواكبة الإعلامية التي حظيت بها الزاوية الكتانية  من لدن جرائد السعادة والوداد والقيامة، فيما تطرق إلى ما تضمنه المبحث الثالث لما رصدته جريدة السعادة من مواقف معادية لشيخ الطريقة الكتانية محمد بن عبد الكبير الكتاني، وتحامل عليه لا لسبب إلا لكونه دعا لمناهضته ودعوته الجهادية ضد الغزاة، إلى أن تمت تنحيته وتعويضه بمن يساير مطامعهم ورغباتهم الجانحة للسيطرة على البلاد، وهو كما ذكر الأستاذ عوام ما تطرق له المبحث الرابع حول الصورة التي رسمتها الحماية الفرنسية للشيح المدعوم من قبلها الشيخ عبد الحي الكتاني وما رسمته له من مكانة  علمية وحضور سياسي وازن  في جريدة السعادة، أما المبحث الخامس فقد جاء لمعالجة الأدوار السياسية التي أسندت لشيخ الزاوية الكتانية  في الخمسينيات، من  قبيل مساهمته امتزاج الطرقية بالحزبية، ودوره في التحريض على عزل السلطان محمد بن يوسف، ليقوم بعد ذلك الباحث والكاتب الدكتور المصطفى الريس بأخذ الكلمة، موضحا ملابسات وظرفية صدور الكتاب والموضوع الذي تطرق إليه والذي اعتبره موضوع “السوق” موضحا في نفس السياق أدوار الزاوية وأنواعها وأسباب تركيزه على هذا الموضوع الذي سيتعزز قريبا بمؤلف ثالث كتتمة لسلسلة الزوايا. ونشير إلى أن الحفل حضره إلى جانب عدد من ممثلي جمعيات المجتمع المدني ونخبة من كتاب ومثقفي المدينة وممثلي المنابر الإعلامية، رجال  ينتمون للزاوية الكتانية بمدينة آزمور.

Related posts

Top