المصلي تستعرض إصلاحات المغرب للنهوض بوضعية المرأة وحماية حقوقها

استعرضت جميلة المصلي، وزيرة التضامن والتنمية الاجتماعية والمساواة والأسرة، أول أمس الثلاثاء، خلال مؤتمر عربي افتراضي، الإصلاحات التي أطلقها المغرب من أجل النهوض بوضعية المرأة وحماية حقوقها، انسجاما مع المقتضيات الدستورية للمملكة.
وأكدت المصلي خلال الجلسة الافتتاحية لأشغال المؤتمر الثامن الذي تنظمه منظمة المرأة العربية حول موضوع» المرأة العربية والتحديات الثقافية»، أن موضوع المساواة يشكل أحد أهم انشغالات مكونات المجتمع المغربي بصفة عامة وأولوية حكومية بصفة خاصة، باعتباره أحد أهم ركائز التنمية المستدامة.
وذكرت في هذا الصدد بالخطة الحكومية للمساواة « إكرام1» 2012-2016، التي تعد حصيلة وازنة تشمل إصلاحات ذات طابع هيكلي ومهيكل، مضيفة أن النسخة الثانية من الخطة للفترة (2017-2021)، أخذت بعين الاعتبار المدخل الثقافي لتحقيق المساواة الفعلية، من خلال الإجراء ات التي تمت برمجتها للنهوض بثقافة المساواة بين النساء والرجال، عبر تحديد وتقاسم المعلومات والممارسات الفضلى والتعبئة المجتمعية حول الصور النمطية المبنية على أساس الجنس.
ولفتت المصلي، وهي عضوة المجلس التنفيذي للمنظمة، إلى أن الثقافة، تعتبر أهم المداخل، للتقليل من العنف وتجفيف منابعه في حالة استثمارها بطريقة صحيحة، عبر نشر الثقافات المضادة له، موضحة أنه بقدر ما تمكن بعض القواعد والممارسات الثقافية المرأة وتعزز حقوقها، تستعمل العادات والتقاليد في الغالب لتمرير العنف ضدها.
وعلى غرار باقي الحقوق، أشارت إلى أن تمتع المواطنات والمواطنين بالحقوق الثقافية عرف عدة تحديات في زمن الجائحة ارتبطت بإعلان المملكة حالة الطوارئ الصحية وما تلاه من إغلاق لكافة المتاحف والمعاهد والمسارح ودور الثقافة والسينما إلى غير ذلك من المؤسسات التي تعنى بالشؤون الثقافية.
وفي هذا الإطار وللتخفيف من الآثار السلبية للجائحة أثناء الحجر الصحي، ذكرت الوزيرة أنه تم العمل على توفير العديد من الخدمات الثقافية عن بعد، من خلال، فتح المتاحف للزيارات الافتراضية والمكتبات وإتاحة الكتب والفن والموسيقى للجمهور الواسع عبر منصات التواصل.
وأشارت ايضا إلى دعم وتطوير الخدمات الموجهة عن بعد لفائدة النساء ضحايا العنف والتي يمكن أن تقوم بها الجمعيات وشبكات مراكز الاستماع الشريكة للوزارة من أجل مواكبة النساء في وضعية صعبة خلال هذه المرحلة الحرجة وتطوير الخدمات عن بعد ومواكبة النساء ضحايا العنف في جميع أنحاء التراب الوطني.
وسجلت أن التوجه الذي عرفته الثقافة في زمن الجائحة، سيكون له امتداداته فيما بعد، على مستوى طرق التواصل، من ناحية تسهيل الولوج للمصادر الثقافية والتداول في الشأن الثقافي بشكل انسيابي أكبر، والذي سيكون بإبداع أكبر مستقبلا، خاصة من الناحية التقنية، وأيضا ستتوثق علاقة المثقفات والمثقفين بجمهورهم، وبالتزامهم مع قضايا الأمة وما يتهددها من مخاطر.
تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الثامن للمرأة العربية الذي ينظم خلال الفترة من 23 إلى 25 فبراير الجاري عبر الاتصال المرئي ،يلقي الضوء على التحديات الثقافية التي تواجهها الجهود المبذولة لتمكين المرأة في المنطقة العربية، ويرصد الخطابات الثقافية ذات الصلة كما يكشف تجليات إشكالية التراث/الحداثة على صورة المرأة وأوضاعها الاجتماعية.
كما يناقش دور السياسات العامة والأطر القانونية والاقتصادية في محاربة الثقافة النمطية وإتاحة المجال للمرأة لأن تتجاوز التأثيرات المقيدة للثقافة التقليدية والانخراط بشكل إيجابي في المسار التنموي للمجتمع.
وتتوزع أعمال المؤتمر الذي يعرف مشاركة عدد من ممثلي المنظمات الدولية والإقليمية والمحلية ومجموعة متميزة من الباحثين والأكاديميين والخبراء من مختلف الدول العربية ،على خمس جلسات عمل تنعقد على مدار يومي 24 و25 فبراير الجاري، حيث يقوم 24 بحثا علميا بمقاربة أهم قضايا المرأة من منظور ثقافي.

Related posts

Top