المعرض الدولي للنشر والكتاب في الدورة 26

مؤشرات التواصل الثقافي بين موريتانيا والمغرب

اعتبر مشاركون في ندوة نظمت يوم السبت الماض ، في إطار فعاليات المعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، أن التحديات الراهنة تفرض استثمار المجال الثقافي، كرافعة للتنمية، وتعزيز العلاقات بين الشعبين الشقيقين المغربي والموريتاني. وأبرزوا خلال هذه الندوة المنظمة حول موضوع “بلاد شنقيط : مؤشرات التواصل الثقافي بين موريتانيا والمغرب “، أن الجانب الثقافي أصبح رهانا أساسيا، ومدخلا حقيقيا لتقوية هذه العلاقات على مختلف المستويات والأصعدة.
بالعودة إلى العلاقات التاريخية الثنائية الضاربة في القدم ، استهل محمدو أمين، أستاذ التاريخ بجامعة نواكشوط، مداخلته التي عنونها ب “الصلات الثقافية بين المغرب وموريتانيا.. بلاد شنقيط نموذجا”، بالحديث عن الرحلة الحجية أو الشقيقية باعتبارها نموذجا للتواصل بين موريتانيا والمغرب، والتي سلط من خلالها الضوء على موضوع الرحلة كوسيلة من وسائل التواصل الثقافي والحضاري بين المغرب وموريتانيا. كما توقف عند محطات تاريخية علمية ضمن العلاقات الثنائية ، لافتا إلى أن عمق هذا الروابط والتواصل الدائم يتجسد أيضا من خلال عدد كبير من العلماء الموريتانيين الذين زاروا المغرب ، عبر مراحل التاريخ ، من أجل التزود بالعلم، ” قبل أن يتأكد بأن هناك ثلاث شخصيات بارزة أغنت الحقل الثقافي الموريتاني من خلال الإتيان بمكتبات من المغرب إلى موريتانيا “.
كما أن موريتانيا بعد ذلك، يضيف الباحث، لم تعد فقط تأخذ العلم من العلماء المغاربة، و” إنما أصبحت ندا، من خلال المساهمة في الإنتاج المعرفي والعلمي، خاصة مع العلامة محمد الاغظف بن أحمد مولود الذي حظي بعناية خاصة من السلطان مولاي عبد الحفيظ “.
وتابع أن هذا المعطى وغيره، يعكس أصالة ومثانة العلاقات القوية التي لم تشمل فقط العلماء، وإنما شملت أيضا الملوك والحكام، وما الاهتمام بإنشاء المركز الثقافي المغربي في نواكشوط إلا تجسيد لهذه الأواصر ، لأنه يؤدي أدوارا ثقافية مهمة، مما يسهل سبل التواصل والتفاعل بين الشعبين. وفي ذات السياق، قدم الباحث علي ولد المرواني أب ، في مداخلته تحت عنوان “بلاد شنقيط: مؤشرات التواصل في الثقافة العربية والمحيط الإفريقي”، صورة عن جغرافية بلاد شنقيط وتحديد مكانها وزمانها، كما توقف عند ما سماه ” تعريب اللسان والإحساس بالهوية والانتماء، ثم تأصيل التواصل في الذاكرة العربية”.
واستحضر المرواني ، الذي يشغل منصب رئيس مجلس إدارة المتاحف الوطنية ، أيضا مجموعة من الشخصيات المؤثرة في العلاقات الثقافية الثنائية ، مرورا بالتلاقي وجلب المتون التي أشرف على انتقالها متعلمون ومثقفون بارزون، إلى جانب التواصل عبر قنوات التصوف، سواء التصوف الطرقي أو التأملي. وفي سياق متصل قال ” تميز الشناقطة في أواخر القرن الثاني عشر وما تلاه ، بكونهم أضحوا طرفا فاعلا بفعل عملية الاستيعاب للمعارف، عبر أجيال من الفقهاء أورثوا علومهم من خلفوهم، حيث تصدرت نخبة من علماء وأعلام شنقيط ، الساحة المشرقية والمغربية بثقافتهم الموسوعية التي جرى التأسس لها من جانب طبقات من هؤلاء الأعلام وفق الحقب المتتالية، منها طبقة الرواد، طبقة المؤسسين، وطبقة المهاجرين”.
وتمت الإشارة كذلك إلى أن بلاد شنقيط تعد جوهرة ثمينة على مستوى العطاء الفكري، وهي تسمى بلاد المليون شاعر، وأيضا تحفظ المتون وتهتم بالثقافة الدينية، سواء على مستوى الحضارة، أو المذهب والاهتمام بالتصوف، وهذه كلها نقط مشتركة بين البلدين .

***

جامعة محمد الخامس تشارك بشعار “خذ الوقت الكافي للقراءة من أجل العيش في النور”

تشارك جامعة محمد الخامس بالرباط في الدورة الـسادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، المنظم من طرف وزارة الثقافة والاتصال، في الفترة الممتدة إلى 16 فبراير.
في هذه الدورة وتحت شعار: “خذ الوقت الكافي للقراءة من أجل العيش في النور”، تشارك جامعة محمد الخامس ببرنامج غني ومتنوع من حيث الرصيد المعرفي، بحيث يضم رواقها منشورات ومؤلفات الجامعة الشاملة التخصصات، وتنظيم أنشطة متعددة تشمل عروض، وتوقيع مؤلفات أساتذة من مختلف المؤسسات التابعة لجامعة الرباط، وورشات مختلفة، وأنشطة ثقافية وفنية، أيضا إهداء مؤلفات جامعة محمد الخامس إلى جمعيات مغربية من المجتمع المدني.
ينظم الحفل الختامي لرواق الجامعة لهذه الدورة، يوم 15 فبراير ، على الساعة الثانية والنصف بعد الزوال، تحت رئاسة رئيس جامعة محمد الخامس، الأستاذ محمد غاشي، بحيث سيتم إهداء مؤلفات جامعة محمد الخامس إلى جمعيات مغربية من المجتمع المدني، بحضور رؤساء، وأساتذة، وإداريي المؤسسات التابعة لجامعة محمد الخامس، وجمعيات، وزوار المعرض.
وبهذا الصدد تدعو الجامعة المهتمين لزيارة رواق جامعة محمد الخامس لاطلاع على المنشورات، والأنشطة الثقافية، وعروض التكوين بالجامعة، والاستفادة من محاضرات-نقاش، وموائد مستديرة، ومعارض متنوعة.

***

رئيس الوفد الموريتاني الرسمي: المرحلة الراهنة مرحلة عودة العلاقات المغربية الموريتانية إلى أوجها

أشاد الدكتور أحمد ولد أباه ولد سيد أحمد، الأمين العام لوزارة الثقافة والصناعة التقليدية والعلاقات مع البرلمان بالجمهورية الإسلامية الموريتانية التي تحل هذه السنة ضيف شرف على الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب، في كلمة تلاها بمناسبة حفل العشاء الذي نظم على شرف الوفود المشاركة  بمناسبة الافتتاح الرسمي للمعرض، بمتانة العلاقات الثقافية والعلمية بين المغرب وموريتانيا “الضاربة بجذورها في أعماق تاريخنا المشترك، وعلى مدى حقب مفصلية من حضارتنا، والتي ازدهرت منذ أوائل القرن الحادي عشر الميلادي واستمرت في التطور والتنوع والازدهار إلى غاية يومنا هذا”.
وشكر الأمين العام الذي ترأس الوفد الموريتاني الرسمي، المملكة المغربية على منحها موريتانيا شرف الحضور كضيف شرف في هذا الحدث الثقافي الكبير، منوها بمستوى العلاقات المغربية الموريتانية على جميع المستويات، مبرزا كون الفضل فيها يعود  “للسياسات الرشيدة والعلاقات البناءة التي يشيدها بكل ثبات وثقة وإيمان، فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني، وجلالة الملك محمد السادس، تجسيدا للتاريخ الوضاء للعلاقات بين بلدينا، ومن أجل ربط الحاضر الواعد، بالماضي المجيد؛ سبيلا إلى صياغة مستقبل زاهر”.
واعتبر رئيس الوفد الموريتاني، المرحلة الراهنة مرحلة عودة العلاقات المغربية الموريتانية إلى أوجها حيث ذكر:
“واليوم يعود التواصل إلى سابق عهده بكل ألق، فها نحن نسترجع معا، في يومنا هذا تجربتنا الرائدة عبر التاريخ، رافعين أبصارنا بثبات إلى مستقبل يستحقه الشعبان العظيمان، الشعب الموريتاني والشعب المغربي”.
كما عبر الأمين العام عن بالغ امتنانه لوزارة الثقافة والشباب والرياضة بالمملكة المغربية، على تنظيم هذا الحدث العلمي والثقافي ذي الصيت الدولي، مشيدا بمستواه التنظيمي الرفيع.

***

المجلس الوطني لحقوق الإنسان يشارك في المعرض بشعار «1990 – 2020: مسار متواصل لفعلية الحقوق»

يشارك المجلس الوطني لحقوق الإنسان، للمرة التاسعة على التوالي، في فعاليات الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء.
يخصص المجلس برنامج مشاركته، التي تأتي تحت شعار»1990 – 2020: مسار متواصل لفعلية الحقوق»، لتقاسم مسار ثلاثة عقود من تاريخ المؤسسة مع زوار المعرض بمشاركة مجموعة من الفاعلين الحقوقيين والمؤسساتيين والأمميين وكذا من المجتمع المدني.
سيكون رواق المجلس، على امتداد عشرة أيام، فضاء للنقاش والتعبير عن الرأي والقراءة وتبادل وجهات النظر حول قضايا حقوق الإنسان، من خلال برمجة غنية ومتنوعة تتوزع على خمسة مستويات: «نقاش وندوات»، «تقديم كتاب»، «تكريم»، «رواق المجلس رهن إشارة الأطفال»، «أصوات المجتمع المدني».
سيتم تنظيم أكثر من عشر لقاءات للنقاش، التي ستتناول مواضيع تتمحور حول فعلية الحقوق وتحليل التطورات والتحديات والرهانات المرتبطة بممارسة مختلف فئات حقوق الإنسان ومن بينها: «السياسة الجنائية وحقوق الإنسان»، «تعزيز المساواة: أي أدوار لوسائل الإعلام؟»، «العدالة الانتقالية، من معالجة الانتهاكات إلى دسترة الحقوق»، «الشباب والمشاركة، قوة محركة من أجل التنمية»، «التنوع الثقافي والتعدد اللغوي، رهانات التمتع بالحقوق وممارستها»، «المدرسة والتربية على المواطنة وحقوق الإنسان»، و»الحق في التنمية والمجال الترابي».
وتكريسا لتقليد الاعتراف، يبرمج المجلس فقرات يومية لتكريم شخصيات ساهمت في النهوض بحقوق الإنسان، تقديرا لعملها وجهودها، ومن بينها الأستاذ محمد الإدريسي العلمي المشيشي، وزير العدل سابقا وخبير في القانون، الأستاذ أحمد عبادي، باسم الرابطة المحمدية للعلماء، الدكتورة هنو علالي، طبيبة وعضو سابق بالمجلس الوطني لحقوق الإنسان، السيدة نزهة برنوصي، مناضلة حقوقية وإطار سابق بالمجلس، نزهة بنجلون، إطار سابق بالمجلس، تجربتين في الوسط المدرسي حول التربية على المواطنة وحقوق الإنسان من خلال جمعية «شمس الأمل» والمجلس الإقليمي لتلاميذ المديرية الإقليمية للتعليم بسيدي البرنوصي.
وسيتم في إطار فقرة «تقديم كتاب»، بالإضافة إلى عرض إصدارات المجلس، تقديم وقراءة مؤلفات حديثة طرحت مختلف مواضيع حقوق الإنسان من بينها: «بوح الذاكرة وإشهاد الوثيقة: أحداث 3 مارس 1973» لمؤلفه مبارك بودرقة عباس، «أخلاقيات علم الأحياء وحقوق الإنسان: أي آفاق للمغرب» لمؤلفه علي بن مخلوف، «الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، قراءات وإضاءات» لمصطفى العراقي، وديوان «تعبيرات وانطباعات» لعائشة بلعربي، ورواية «يستحيل المكوث» للكاتبة أميناتا باكني، وكتاب «ليالٍ بلا قمر» للكاتب عبد الرحمن خوجة، و»الإعاقة: تمثلات وتصورات حول الأشخاص في وضعية إعاقة في المغرب» للسيد جمال خليل، الخ.
وإعمالا لمبدأ المشاركة للأطفال، يحتضن رواق المجلس حوالي 220 طفلا من مختلف جهات المغرب. ضمن ورشات تفاعلية حول حقوق الإنسان وقيم المواطنة.
وإدراكاً منه لدور المجتمع المدني في المسار المشترك لحقوق الإنسان والتفاعل بين هذه الحقوق والمواطنين، وضع المجلس الوطني لحقوق الإنسان، ولأول مرة، رواقه رهن إشارة مختلف أطياف المجتمع المدني لتقاسم مواضيع تهم انشغالهم ومبادراتهم ذات الصلة بحقوق الإنسان.
يمتد رواق المجلس على مساحة 400 متر مربع، ليستضيف أزيد من 58 نشاطا وما يقارب 120 متدخلا من المغرب ودول أخرى.

***

الزجال إدريس بلعطار لـ “بيان اليوم”

نحن في مرحلة انتقالية تفرض المزاوجة بيت النوعين الورقي والرقمي

يشهد الكتاب الورقي تنافسا شديدا من لدن الكتاب الإلكتروني. مع ذلك، فإن حركة النشر بنوعيها، تواصل نشاطها غير مبالية بإكراهات الواقع.
على هامش الدورة السادسة والعشرين للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء، كان لبيان اليوم حوار مع نخبة من الأدباء حول إصداراتهم الجديدة وحول مشاركاتهم في الفعاليات الثقافية للمعرض، وكذلك حول نظرتهم الخاصة لمستقبل الكتاب الورقي، بالإضافة إلى قضايا أخرى.

< ما هي طبيعة مشاركتك في الدورة الحالية للمعرض الدولي للنشر والكتاب بالدار البيضاء؟
> مشاركتي في المعرض الدولي لهذه السنة عبارة عن مساهمة في ندوة حول الزجل تحت عنوان “الأبعاد الجمالية في الكتابة الزجلية” على اعتبار أن الزجل هو الآخر قد استفاد من الثقافة العالمة ومن المعارف الكونية، شأنه في ذلك شأن الشعر المعرب (الفصيح)، ويشارك في الندوة التي يديرها الأستاذ محمد رمسيس، كل من أحمد لمسيح ومراد القادري وحميدة البلبالي. وأعتقد أن هذه الندوة هي بمثابة أول ندوة تقدم بالمعرض الدولي تتناول إحدى قضايا الزجل المغربي المعاصر، وهذا مكسب وجب شكر وزارة الثقافة عليه كما وجب التشبث به ليصبح عرفا ثقافيا مع إلحاحنا الدائم على تخصيص جائزة للكتاب الزجلي إبداعا ونقدا.

< ما هو أحدث إصداراتك وماذا عن محتواه؟
> كما هو معلوم فقد طبعت ديوانا وحيدا “عيوط أم هاني” والذي أنهيت كتابته سنة 1998 ولم أصدره إلا سنة 2005 وأعدت طبعه سنة 2016
ولقد شغلني الاهتمام بالزجل داخل الإطار الجمعوي عن طبع دواويني التي راكمتها منذ إصدار الديوان الأول، وهي إلى حد الآن ستة دواوين طبعت أحدها هذه السنة تحت عنوان “مقام الما” الذي صمم غلافه المبدع شفيق الزوكاري، اشتغلت في أغلب نصوصه على تيمة الماء من مرجعية وعوالم ݣناوية. وقد قسمت الديوان إلى قسمين ،يحمل القسم الأول عنوان “تراب الما” ويضم خمس قصائد هي “شرية بلا دلال”، “مشموم ݣليع اليوم”، “الجنان اللي كان”، “حبق الشراجم”، “سرقتني عيني”، ويضم القسم الثاني الذي يحمل عنوان”ملوك الما” خمس قصائد هو الآخر وهي كالتالي:”خاص لمداد بحر”، “بنت الحضرة”، “جدبة الما”، “ماية الما”، “محراب الما”.

< ما هي أهم المراحل التي قطعتها تجربتك الأدبية؟
– يمكن اختزالها في ثلاثة مراحل أساسية:
> مرحلة البدايات والتأثير المباشر بظاهرة المجموعات حيث كونت في أواسط السبعينيات بمعية ثلة من الأصدقاء مجموعة غنائية كنت زجالها وأعطتني هذه التجربة الاختزال في التعبير والتحكم في الإيقاعات الزجلية. بعدها تأتي مرحلة التمدرس والاهتمام بالشعر العربي قديمه وحديثه وبإبداعات مجاورة له كالقصة والرواية وبعض الكتب النقدية وغيرها، وهي مرحلة تمكنت فيها أيضا من امتلاك ثقافة شعبية وتراثية (العيطة والملحون والمرددات النسائية والأمثال الشعبية والتراث الݣناوي والحمدوشي والاحتكاك بالشعر الأمازيغي …)، كل هذا تفاعل في لحظة معينة ليؤشر على ظهور قصيدة أخذت من التراث ما لا يزال مشعا يفرض حضوره من جهة واعتمدت الكثير من التقنيات التي عرفها الشعر الحديث هناك من جهة أخرى. أما المرحلة الثالثة فتبتدئ في أواخر الثمانينيات وبداية التسعينيات، حيث بدأت أنشر نصوصي عبر الجرائد الوطنية وانصهرت جمعويا في العمل داخل الرابطة المغربية للزجل التي أخرجت الزجل من وجود بالقوة إلى وجود بالفعل، حيث التقيت بأهم التجارب التي تركت بصمتها في المشهد الزجلي بالمغرب.

< ما تقييمك للزجل المغربي المعاصر؟
> إذا كان المقصود بالزجل المغربي المعاصر، هو الإنتاجات الزجلية التي ظهرت منذ بداية السبعينيات من القرن العشرين وحاولت خلق طفرة نوعية على مستوى الشكل والمضمون، فإننا نؤكد على أن هناك تراكما تحقق خلال هذه العقود التي أفرزت جيلا من الرواد وجيلا من الشباب، تميزت قصائدهم الزجلية بالتنوع حسب لغاتهم ومعارفهم وتجاربهم الشخصية ومن مميزات القصيدة المعاصرة:
أن الزجال متعلم ويمتلك ثقافة عالمة إضافة إلى ثقافته الشعبية.
وأن المضامين قد تعددت من التصاق بالواقع المعيش وقضايا المجتمع إلى الهموم الشخصية (أسئلة ذاتية، أسئلة وجودية).
وأن لغة القصيدة عرفت شكلين تعبيريين ( لغة بيضاء أو لغة ثالثة ولغة أصيلة بدوية مدينية) وكلتا اللغتين ساهمت في تطوير أساليبها التعبيرية (الشعرية) بتوظيف أعلى مستويات الانزياح في الصور، بناء على اعتماد خيال إنساني (محلي/كوني) أساسه أنواع الرموز والأساطير.
وأن شكل القصيدة عرف تغييرا كسر فيه الزجال نمطية القصيدة التقليدية، فاعتمد عدة تقنيات تغيى منها بلوغ ما بلغته قصيدة (الفصيح) الحديثة.

< ما موقفك من الأجناس التعبيرية المستحدثة، مثل الومضة القصصية، الهايكو المغربي..؟
> هذه التعابير المستحدثة لها حق في الوجود، لأنها تعبير عن حاجة جديدة تتحكم فيها مقتضيات الزمن وسرعته لكن بالنسبة للومضة الشعرية فهي ليست بغريبة عن ثقافتنا الشعبية فإننا نجدها في المرددات النسائية وفي متون العيطة حيث يصطلح عليها “الحبة” وتكون عبارة عن ثنائية كما في العيطة الزعرية “الݣليب تقصح ..كيبكي بصح..”أو ثلاثية كما في العيطة الحصباوية”خرجت للمراح..طلعت للسطاح..الحال مابغا يصباح” ورباعية كما في العيطة المرساوية “رياض حبيبي .. فيه شي وردات .. سناحو شيبي .. فيه شي بولات…”.

< هل أنت متفائل بخصوص مستقبل الكتاب الورقي في ظل النشر الرقمي؟
> رغم المنافسة الشديدة والعنيفة للكتاب الورقي من طرف النشر الرقمي تبقى الحاجة ماسة لكتاب الورق إلى أجل مسمى، وذلك لأن القراءة والبحث العلمي ارتبطا به لمدة قرون كمصدر أو مرجع يحمل معرفة مسؤولة، وهذا لا يعني أن ضرورة تطوير الكتاب تلغي أهمية النشر الإلكتروني، فهذا الأخير أصبح يوفر المراجع والمصادر بسهولة كبيرة عن طريق التحميل، مما يعطيه مصداقية.
ونحن الآن في مرحلة انتقالية تفرض المزاوجة بيت النوعين الورقي والرقمي.

أجرى الحوار: عبد العالي بركات

Related posts

Top