المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية يحتفي بنساء المغرب

فنن العفاني
نظم المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية، مساء أول أمس الأربعاء، بمقره بالرباط، لقاء لتخليد اليوم العالمي للمرأة تحت شعار”المناصفة في أفق 2030″، اختار خلاله الاحتفاء وتكريم ثلاث نساء كنخبة تمثل كافة نساء المغرب.
يتعلق الأمر بالراحلة فاطمة المرنيسي، والجمعوية هنو علالي معمر المناضلة في صفوف حزب التقدم والاشتراكية، والفنانة تودا أزماري، والفاعلة الجمعوية نزيهة الناتي، وهن نساء بصمن مسارات حافلة بالعمل الجاد، واستطعن ارتياد طريق صعب وتجاوز  كل المعيقات بما فيها الجغرافية واللغوية والاجتماعية.
لقد كان اللقاء لحظة متميزة، فالأمر لا يتعلق باحتفاء رمزي يخص ثلاث نساء، بل يمتد للاحتفاء بمجموع نساء المغرب المتعدد والغني بتنوع ثقافة جهاته.
وقالت الأكاديمية رحمة بورقية، أول رئيسة لجامعة مغربية في المغرب، في شهادة أدلت بها في حق العالمة الراحلة فاطمة المرنيسي، “إن فاطمة برزت كوجه مغربي مشرق متمكن من اللغات الأجنبية، تلك اللغات التي فتحت بها فاطمة أبواب العالمية لتلجها ويصبح لها صيت وتترجم مؤلفاتها لعدد كبير من اللغات”. وأضافت رحمة بورقية أن فاطمة المرنيسي “فتحت بابا كان موصدا في وجه معظم النساء، ودخلت منه حاملة لرسالة النساء ورغبتهن في العيش في ظل علاقة مساواة مع الرجال، وساهمت في تحرير المعرفة من قبضة مركزية ذكورية متجذرة في الفكر والتصورات والعقليات جراء سوء فهم تاريخي حدد ثنائية مجحفة وضعت الرجل إلى جانب الإنتاج المادي والعلمي والمرأة إلى جانب الإنجاب والتربية والتدبير المنزلي”.Sans titre-20وأضافت  بورقية أن فاطمة المرنيسي خاضت، بذلك، مغامرة التنقيب الأركيولوجي في أغوار مخيال ساهمت في بنائه المجتمعات الإسلامية لتحوله لطبقات سميكة للموروث التراثي المتراكم عبر التاريخ الطويل لتلك المجتمعات، وأقبلت على تفكيك منطق ذلك المخيال وتصوراته حول الرجل والمرأة، لتخصله مما علق به من دونية ألصقت بالمرأة عبر العصور.
واعتبرت المتحدثة أن الراحلة فاطمة المرنيسي “آمنت بكون الفكر والمعرفة قادرين على المساهمة في تغيير أوضاع المجتمع والنساء، وقد استطاعت بالفعل أن تساهم بفكرها وعلمها في تغيير واقع النساء”.Sans titre-19من جانبه أكد إسماعيل العلوي عضو مجلس الرئاسة لحزب التقدم والاشتراكية على الحمولة النضالية للسيدة هنو علالي التي تعد من بين الطبيبات الأوائل بالمغرب، ومن طينة المناضلات اللواتي التحقن بحزب التقدم والاشتراكية في سنوات الستينات، وتواجدن على مختلف واجهات الدفاع عن قضايا النساء والمجتمع، خاصة تعليم الفتيات اللواتي ينحدرن من العالم القروي، واللواتي لا تتاح لهن الإمكانية لولوج مقاعد الدراسة.
 فقد أسست  هنو العلالي من أجل ذلك، يقول اسماعيل العلوي، جمعية أطلقت عليها اسم “إللي” والتي بادرت، عبرها، لإحداث دار خاصة لإيواء تلميذات منحدرات من العالم القروي، وتجنيبهن مشقة قطع مسافة قد تمتد لأزيد من 10 كلم، في سبيل متابعة دراستهن.
وأضاف إسماعيل العلوي أن هنو تنتمي لصنف المناضلات اللواتي لا يعرفن معنى للتقاعد بالرغم من بلوغهن السن القانوني للاستكان إليه، إذ لم تقتصر حياتها الحافلة بالعطاء على مرحلة عمرية معينة، بل ظلت على الدوام معطاءة في كل المجالات وخاصة تلك التي تسمح للنساء داخل التعاونية من ضمان دخل يحفظ كرامتهن ويحسن أوضاع أسرهن.Sans titre-8وخلال هذا اللقاء قدمت سعيدة الإدريسي عضوة الجمعية الديمقراطية لنساء المغرب شهادة في حق الفنانة تودا أزمار، التي تنتمي لقرية تغرماتين بإقليم تنغير، والتي تمكنت بفضل مثابرتها من أن تكون سفيرة للمغرب في مجال التراث الموسيقي الأمازيغي.
فقد تمكنت تودا أزمار، تقول سعيدة الإدريسي، من تحدي كل الصعاب في وسط قروي صعب لا يرحم.
كما تم خلال هذا اللقاء الاحتفاء بالفاعلة الجمعوية نزيهة التاني رئيسة جمعية الإخلاص للتنمية والتكافل الاجتماعي بمدينة الحسيمة، والتي تخوض النضال إلى جانب النساء بتلقينهن مهن الصناعة التقليدية في محاولة لإخراجهن إلى الفضاء العمومي داخل منطقة تخضع فيها النساء لتقاليد وأعراف جد محافظة.

Related posts

Top