المغرب ـ مصر.. مباراة حاسمة.. لكن بدون تشنج

المغرب يواجه مصر في ربع نهاية الكان، مواجهة حتى وإن كانت متوقعة، فإنه لم يكن مرغوب فيها من الجانبين، نظرا لحساسية النتيجة التي ستسفر عنها المباراة، ونظرا لطابعها شبه المحلي، ونظرا لتراكم المواجهات السابقة وما أسفرت عنه من نتائج أثارت الكثير من ردود الفعل.
صحيح أن كرة القدم المغربية استطاعت في الكثير من المرات كسب الامتياز، إلا أن المواجهة، في هذا الظرف بالذات، صعبة على الهضم من الطرفين، خاصة وأن المنتخبين معا يمران بمرحلة إعادة البناء، وبالتالي فإن نتيجة مباراة ذات طابع عربي خالص قد تكون لها بطبيعة الحال انعكاسات سلبية، رغم علامات الرضا التي تحيط بالفريقين بعد تأهيل متفوق في دور المجموعات، وعلى حساب منتخبات قوية كالكوت ديفوار ومالي.
المؤكد أن مباراة يوم الأحد القادم، بملعب بورجانتي، ستعرف الكثير من ردود الفعل التي لا تخرج عن طابع المغالاة، خاصة من جانب أشقائنا المصريين، ولنا في المواجهات السابقة خير دليل، عندما حول بعض “المتعصبين” سامحهم الله، مباراة رياضية عادية إلى مسألة حياة أو موت، الشيء الذي كان له تأثير على مجريات المباراة فوق أرضية الميدان، وهذا المنحى ما لا نرضاه ولن نسمح به بالنسبة للمباراة المقبلة التي يلتقي فيها منتخبان عربيان شقيقان، تجمعهما الكثير من الروابط والتاريخ المشترك، ولعل دماء الشهداء من الجنود المغاربة على أرض سيناء، لا زالت شاهدة على هذا المصير المشترك الذي يجمع بين الشعبين المغربي والمصري.
فأصدقاء العميدين المهدي بنعطية وعصام الحضري، أبانا عن إمكانيات مهمة خلال دور المجموعات، وكل المتتبعين يرون في المباراة القادمة فرصة لتقديم عرض راق، وإظهار روح رياضية عالية بغض النظر عن النتيجة، كما أن جمهور المنتخبين سيكون حاضرا بالمدرجات للتشجيع والدعم والمساندة، بكثير من الاحترام للفريق الآخر، جنبا إلى جنب بالمدرجات دون الحاجة للحواجز والفوارق ولا حتى الاحتياطات الأمنية.
  ننتظر مقابلة الأحد القادم، لنؤكد لأفريقيا كل هذا التقدير المتبادل بعيدا عن الحسابات الضيقة، والتركيز على تقديم عرض كروي يشد الانتباه من طرف مدرستين كرويتين رائدتين، ساهمتا كثيرا في إغناء رصيد كرة القدم على الصعيد القاري، كما قدمتا على امتداد التاريخ صورا ناصعة عن “الماما أفريكا” التي تحتضننا جميعا.     

محمد الروحلي

Related posts

Top