المغرب والأمم المتحدة يخلدان اليوم العالمي الأول لشجرة الأركان

احتفل المغرب والأمم المتحدة، الإثنين الماضي، باليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يشكل مناسبة لتتويج جهود المملكة المغربية في تثمين شجرة الأركان، باعتبارها تراثا ثقافيا لا ماديا للإنسانية ومصدرا للتنمية المستدامة للمحيط الحيوي للأركان.
وترأس لقاء الاحتفال بهذا اليوم، عزيز أخنوش، وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، وعرف مشاركة ثلة رفيعة من المتدخلين الدوليين:السفير عمر هلال، الممثل الدائم للمملكة لدى منظمة الأمم المتحدة.فولكان بوزكير، رئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة.أمينة ج. محمد، نائبة الأمين العام للأمم المتحدة ورئيسة مجموعة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.أودري أزولاي، المديرة العامة لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “يونسكو”، تيدروس غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، أنيتا باتيا، نائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة، ماريا هيلينا سيميدو، المديرة المساعدة لمنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة؛يانيك كليماريك، المدير التنفيذي للصندوق الأخضر للمناخ.

نشأة اليوم العالمي لشجرة الأركان

يأتي إعلان هذا اليوم العالمي بعد اعتماد الاقتراح الذي قدمه المغرب للجمعية العامة للأمم المتحدة، وهو القرار الذي تمت المصادقة عليه بالإجماع من طرف الدول الأعضاء بنيويورك يوم 3 مارس 2021، حيث حاز المغرب بموجبه على دعم المجتمع الدولي لحماية هذا الموروث الطبيعي وتنمية مجاله الحيوي.
تعود الإجراءات المتعلقة بهذا القرار إلى فبراير 2020 خلال تظاهرة نظمتها المملكة، بالتعاون مع الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجرة الأركان(ANDZOA)، وقطاع الشؤون الاقتصادية والاجتماعية بالأمم المتحدة، ومنظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة، واليونسكو، ومنظمة الصحة العالمية، والصندوق الأخضر للمناخ. واختتم هذا الحدث بإطلاق المفاوضات حول نص قرار الأمم المتحدة. وهو القرار الذي تم تبنيه بالإجماع من قبل جميع الدول الأعضاء في الأمم المتحدة والذي بموجبه حشد المغرب المجتمع الدولي بأسره حول قضية حماية شجرة الأركان وتنميتها.
وكما جاء في تصريح عمر هلال، الممثل الدائم للمغرب بالأمم المتحدة، “نحن فخورون بإعلان المجتمع الدولي هذا اليوم العالمي لشجرة الأركان، الذي يتوج الجهود التي تبذلها المملكة المغربية داخل الأمم المتحدة لتعبئة جميع الدول الأعضاء حول قضية حماية هذا التراث الثقافي وتعزيزه وتطويره في إطار مسؤول بيئيا مع مراعاة الإدماج السوسيو-اقتصادي للسكان المحليين، والنساء القرويات على رأسهن. وبالتالي، فإن هذا اليوم العالمي هو دعوة لتقاسم المعارف حول هذه الشجرة المباركة والإحتفال بها كرافعة للتنمية السوسيو-اقتصادية المستدامة”.

تثمين شجرة الأركان، استراتيجية المملكة الطموحة

كما ورد في قرار الأمم المتحدة، يمثل هذا اليوم اعترافا للمرأة القروية بالمجهودات التي تقوم بها خاصة لنقل المعارف الخاصة بهذا القطاع للأجيال الصاعدة وكذا الحفاظ على البعد الاقتصادي والاجتماعي والبيئي لهذه الشجرة باعتبارها مصدرا لخلق فرص الشغل على المستوى المحلي والتمكين الاجتماعي والاقتصادي وإدماج المرأة القروية.
لقد بذل المغرب حتى الآن، من خلال استراتيجية مخطط المغرب الأخضر، جهودا كبيرة لتطوير وتعزيز هذا القطاع وجعله رافعة لخلق القيمة المضافة ومناصب الشغل للسكان المحليين.
حسب معطيات الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان (ANDZOA)، يوفر هذا القطاع حاليا، أكثر من 25.500 منصب شغل ومعدل مبيعات سنوية تبلغ حوالي 1.2 مليار درهم. وبفضل الترويج لهذه الشجرة المتوطنة في المنطقة الجنوب غربية من البلاد، تحظى منتوجاتها خاصة زيت الأركان بتقدير كبير في جميع أنحاء العالم، حيث قدر الإنتاج بـ 5000 طن والصادرات بأكثر من 1200طن وحجم المبيعات ب 280 مليون درهم.
إن إعادة تأهيل مجال الأركان، وهو مشروع يشرف عليه قطاع المياه والغابات، يمثل تحديا كبيرا لهذا القطاع؛ ولا سيما في الحفاظ على المحيط الحيوي للأركان. في هذا الصدد، بذل قطاع المياه والغابات جهودا كبيرة لإعادة تأهيل أكثر من 164.000 هكتار من أصل 200.000 هكتار المخطط لها، أي بمعدل 82٪. في الوقت نفسه، يمثل برنامج غرس الأركان الفلاحي في أراضي الخواص على مساحة 10.000 هكتار بحلول سنة 2022، نقلة نوعية حيث يبدي المستفيدون اهتماما متزايدا بهذا البرنامج لما له من أهمية بيئية واقتصادية.
يشهد البحث العلمي دينامية مهمة. يتم بموجبها تنفيذ العديد من مشاريع البحث العلمي الخاصة بالقطاع من قبل مؤسسات متخصصة مختلفة، وفي هذا الصدد تم تنظيم 5 دورات ناجحة للمؤتمر الدولي للأركان(CIA) بأكثر من 500 منشور علمي ومشاركة حوالي600 محاضر. وبهذا أصبح المؤتمر الدولي للأركان، حدثا مهما في جدول أعمال الجهات الفاعلة المعنية بشجرة الأركان ومجالها والذي يعتبر فرصة للتفاعل بين العلماء والمهنيين.
في إطار المجهودات التي يقوم بها مختلف الفاعلين لتنمية مناطق الأركان، تقدر الإستثمارات التي قام بها جميع شركاء الوكالة الوطنية لتنمية مناطق الواحات وشجر الأركان، بين سنتي 2012 و2020، في مختلف القطاعات بـ31 مليار درهم.
يعتزم المغرب، إطلاق برنامج لإطلاق دينامية جديدة في القطاع من خلال استراتيجية “الجيل الأخضر، 2020-2030″، والتي جاءت استجابة للتوجيهات الملكية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس. وهي استراتيجية مصممة حول ركيزتين استراتيجيتين رئيسيتين تضع العنصر البشري على رأس الأولويات، مع ضمان استدامة التنمية الفلاحية.
ساهم تنفيذ هذه البرامج على مستوى قطاع الأركان إلى وضع أهداف جديدة وطموحة في أفق سنة 2030، والتي تتمثل في إعادة تأهيل 400.000 هكتار من غابات الأركان؛ غرس الأركان الفلاحي على مساحة 50.000 هكتار؛ إنتاج 10.000 طن من زيت الأركان مع وضع علامة المؤشر الجغرافي المحمي على 500 طن وتصدير 5000 طن؛ إضافة إلى تسويق ما لا يقل عن 30٪ من الإنتاج عبر منصة رقمية مخصصة بحلول سنة 2030.

Related posts

Top