المغرب يتجه نحو إغلاق معبر سبتة بشكل دائم

بعد قرار إغلاق معبر مليلية السليبة وتعويضه بميناء الناظور، تتجه الحكومة المغربية إلى إغلاق معبر سبتة المحتلة هو الآخر، وذلك عقب قرار الغلق الذي اتخذ بتاريخ 7 أكتوبر الماضي.
وأوضحت صحيفة “إلكونفدونسيال” الإسبانية أن اقتصاد الثغر المحتل سبتة، يتجه نحو مزيد من التدهور نتيجة قرار الغلق الذي يستمر إلى أجل غير مسمى، مرجحة إغلاقه بشكل كلي اقتداء بغلق معبر مليلية السليبة الذي كان قد تم فتحه سنة 1866 بعد توقيع معاهدة ثنائية بين المغرب والدولة المحتلة إسبانيا.
وأفاد ذات المصدر نقلا عن صحيفة “إلفارو دي كويتا”، أن رجال الأعمال الإسبان حانقون من قرار الغلق، نظرا لتضرر نشاطهم الاقتصادي، لاسيما وأن صادرات هذه المدينة السليبة نحو المغرب تعادل صادرات إسبانيا من النبيذ والنفط نحو الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك بقيمة مالية تصل إلى 700 مليون يورو سنويا، في الوقت الذي حققت فيه مدينة مليلية رقم 47 مليون يورو خلال سنة 2017.
وأشار المصدر ذاته إلى تصريح نبيل لخضر، المدير العام لإدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة، الذي قال فيه لموقع “ميديا 24” إن رقم معاملات هذا المعبر يتراوح سنويا بين 565 و754 مليون يورو، دون أن يستفيد المغرب من هذا التعامل الاقتصادي ضريبيا.
وفي الوقت الذي يضغط فيه رجال الأعمال الإسبان على سلطات بلدهم من أجل التدخل لإعادة فتح المعبر، قام بعض النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي بتنظيم وقفة احتجاجية، أول أمس الأحد، بوسط مدينة تطوان (ساحة مولاي المهدي)، احتجاجا على قرار الغلق الذي أزم الوضع الاقتصادي بالمدينة، خصوصا في صفوف الباعة المتجولين، وكذا ناشطي التهريب الذين يقدر عددهم، بحسب إحصائيات رسمية، بـ 7500 امرأة ورجل.
وعقب هذه الدعوات للخروج إلى التظاهر بالمدينة، أصدرت السلطات المحلية بالحمامة البيضاء قرارا يقضي بمنع تنظيم هذه الوقفة الاحتجاجية، معللة ذلك بعدم كشف الجهة المنظمة عن هويتها، وكذا عدم تقديم الإشعار إلى السلطات المحلية في الآجال القانونية، وهو ما اعتبرته إخلالا بالأمن والنظام العام.
وبالرغم من الزيارات التي يقوم بها بعض أعضاء الحكومة الإسبانية إلى المعبر للاطلاع على تقدم الأشغال بها، بالإضافة إلى عقد اجتماعات ثنائية مع اتحاد رجال الأعمال في سبتة السليبة الذين يحتجون على قرار غلق المعبر، إلا أن قرار الفتح بشكل رسمي، لم يتم اتخاذه بعد.
جدير بالذكر، أن قرار غلق المعبر، جاء نتيجة وفاة شاب في العشرينيات من عمره، بمستشفى سانية الرمل بتطوان، خلال الأسبوع الأول من شهر أكتوبر الماضي، بعد تأثره بإصابة بليغة على مستوى الرأس، علما أن سيدة، كانت قد لقيت حتفها، قبل ذلك، جراء سقوطها من أحد المنحدرات حينما كانت بصدد الدخول للثغر السليب.

< يوسف الخيدر

Related posts

Top