المغرب يسجل سادس حالة إصابة بفيروس ويلغي المواسم الدينية والأنشطة الثقافية والعلمية

أعلنت وزارة الصحة، أول أمس الأربعاء، عن تسجيل سادس حالة إصابة مؤكدة بفيروس كورونا المستجد، عند مواطنة فرنسية من أصول سنيغالية بالغة من العمر 64 سنة وصلت إلى مدينة فاس يوم الخميس 5 مارس الجاري قادمة من فرنسا.
وأوضح بلاغ للوزارة، توصلت بيان اليوم بنسخة منه، أن المصابة تعاني من أمراض مزمنة، وقد ظهرت عليها أعراض تنفسية يوم السبت 7 مارس الجاري ، فتقدمت على إثرها إلى إحدى المؤسسات الصحية.
وحسب نفس المصدر، فقد تم تشخيص الحالة المرضية للمواطنة الفرنسية من قبل طاقم طبي متخصص راودته شكوك حول إصابتها بالفيروس، الشيء الذي تم التثبت منه بعد إجراء التحليل المخبري بالمعهد الوطني للصحة بالرباط، ليتم التكفل بالحالة وفقا للإجراءات الصحية المعتمدة.
وذكر المصدر، بأن مصالحه تقوم بالإجراءات اللازمة المصاحبة لمثل هذه الحالة، وفقا لمعايير السلامة الصحية الوطنية والدولية، وجرد لمخالطي المصابة وتقييم مدى احتمال إصابتهم

إخضاع 35 ألف شخص للمراقبة بنقط العبور

ووفق ذات المصدر، فإن وزارة الصحة تمكنت بتنسيق مع اللجنة الوطنية للقيادة، منذ ظهور الوباء العالمي المتعلق بفيروس كورونا المستجد وإلى حدود 8 مارس الجاري، من مراقبة أزيد من 35 ألف شخص على مستوى نقط العبور الجوية والبحرية والبرية بالمغرب، مبرزا في ذات السياق، أنه لحدود أول أمس الأربعاء، سجلت المنظومة الوطنية لليقظة والرصد الوبائي 78 حالة محتملة: 6 حالات مؤكدة ضمنها حالة وفاة واحدة، و73 حالة تم استبعاد إصابتها بعد تحليل مخبري سلبي لمرض كوفيد.
وأشار المصدر ذاته، أنه إلى حدود يوم الثلاثاء الماضي، تمت الإجابة على 4823 مكالمة في إطار استقبال استفسارات المواطنين حول مرض كوفيد-19، عبر الرقم الاقتصادي “ألو اليقظة الوبائية 080 100 47 47”. وأبرز البلاغ أن الخطة الخاصة بالرصد والاستجابة لمرض كوفيد-19، يتم تنزيلها عبر ثلاثة مراحل تتمثل في مرحلة تسجيل حالات وافدة، ومرحلة انتشار الوباء على نطاق ضيق، ومرحلة انتشار الوباء على نطاق واسع، مبرزا أنه، إلى حدود اليوم، لا يزال المغرب في مرحلته الأولى، والتي تهدف إلى الاكتشاف المبكر لكل حالة وكذا احتواء الفيروس والتكفل بالحالات.

إلغاء مواسم دينية وتظاهرات ثقافية

وفي أعقاب ظهور وباء فيروس كورونا المستجد في عدد من البلدان، ألغت المملكة، أول أمس الأربعاء، جميع المواسم الدينية مهما كان حجم التجمعات التي تشهدها، وذلك في إطار التدابير الاستباقية لمواجهة هذا الوضع الاستثنائي.
وأفاد بلاغ لوزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، أن هذا القرار يأتي عملا بتوجهات الشرع في حفظ الأنفس والأبدان من الهلاك ومن جميع الأضرار، واعتبارا للوباء الذي ظهر في عدد من البلدان، وما وجب من اتباع الإرشادات الطبية الواردة في الموضوع، ولاسيما ما يتعلق بتجنب العدوى خلال التجمعات.
وأهابت الوزارة، في هذا الصدد، بالعلماء والعالمات والخطباء والوعاظ والواعظات والأئمة بأن يعملوا على توعية الناس بموضوع الوقاية من الوباء، لاسيما بالتزام النظافة وتجنب كل فرص انتقال العدوى.
وفي نفس السياق، أرجئت جميع الأنشطة الثقافية والعلمية التي كان المعهد يعتزم تنظيمها إلى متم مارس الجاري. وأوضح المعهد الملكي للثقافة الأمازيغية في بلاغ له أول أمس، أن هذا القرار يأتي بناء على القرارات الحكومية ذات الصبغة الاستعجالية لمواجهة الوضع الاستثنائي المتعلق بخطر تفشي الفيروس”، والقاضية أساسا باتخاذ مجموعة من الإجراءات الاحترازية تبعا لمستجدات الوضعية الوبائية للفيروس، من قبيل منع عدد من التظاهرات أو تأجيلها على مستوى التراب الوطني لمنع انتشاره.

إحداث لجنة لليقظة الاقتصادية

ومن أجل تتبع الانعكاسات الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للوباء على الاقتصاد الوطني، أعلنت وزارة الاقتصاد والمالية وإصلاح الإدارة، أول أمس،عن إنشاء لجنة اليقظة الاقتصادية من أجل العمل على رصد آني للوضعية الاقتصادية الوطنية، وتحديد الأجوبة المناسبة فيما يتعلق بمواكبة القطاعات الأكثر عرضة للصدمات الناجمة عن أزمة كورونا.
وتضم هذه اللجنة التي سيقوم وزير الاقتصاد بتنسيق أشغالها، كل من وزارات الداخلية، والشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، والفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات، ووزارة الصحة، وزارة الصناعة والتجارة والاقتصاد الأخضر والرقمي. كما تضم هذه اللجنة في عضويتها وزارة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي والاقتصاد الاجتماعي، ووزارة الشغل والإدماج المهني، وبنك المغرب، والمجموعة المهنية لبنوك المغرب، والاتحاد العام لمقاولات المغرب، وجامعة الغرف المغربية للتجارة والصناعة والخدمات، وجامعة غرف الصناعة التقليدية.
وحسب نفس المصدر، فإنه يمكن للجنة اليقظة الاقتصادية أن تتعزز، إذا لزم الأمر ذلك، بجهات فاعلة أخرى من القطاع العام أو الخاص، مضيفا أنه من المنتظر أن يعمل مختلف أعضاء اللجنة، كل في مجال تدخله، على وضع آليات رصد قطاعية وذلك بتنسيق مع جميع الفرقاء المعنيين.

وزارة التربية الوطنية تنفي الشائعات

وبخصوص ما تداولته بعض المواقع الإلكترونية وصفحات التواصل الاجتماعي، بشأن العطلة المدرسية المقررة نهاية شهر مارس الجاري، فقد نفت وزارة التربية الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث العلمي، أول أمس، أن يكون قد صدر عنها أي بلاغ بخصوص ذلك معتبرة، في بيان حقيقة، ما تداولته هذه المواقع والصفحات، “بلاغا مفبركا ».
وجددت الوزارة، وهي تقدم هذه التوضيحات، التذكير بضرورة تحري الدقة في المعلومات والتأكد من مصداقيتها والحرص على استقائها من مصادرها الموثوقة والمأذونة، وبأن الترويج للأخبار الزائفة يضع مرتكبي هذه الأفعال تحت طائلة القانون.

الصحة العالمية تعلن الفيروس”جائحة »

هذا، وأعلنت منظمة الصحة العالمية، أول أمس الأربعاء، أنها باتت تعتبر فيروس كورونا المستجد الذي أصاب أكثر من 110 آلاف شخص حول العالم منذ دجنبر 2019، “جائحة”، لكنها أكدت أن هذا الوباء العالمي ما زال من الممكن “السيطرة عليه”.
وبحسب المنظمة التابعة للأمم المتحدة فقد تضاعف في الأسبوعين الأخيرين عدد الإصابات بالفيروس خارج الصين 13 مرة، كما تضاعف عدد البلدان التي وصل إليها الوباء ثلاث مرات.
وتخطى عدد الوفيات جراء هذا الفيروس، 4500 شخص في أنحاء العالم من بين أكثر من 124 ألف إصابة استنادا إلى الأرقام الرسمية.
وقال المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس في مؤتمر صحافي في جنيف “نحن قلقون للغاية إزاء مستويات التفشي المقلقة وخطورتها وكذلك أيضا إزاء مستويات انعدام التحرك المقلقة” في العالم.
وأضاف ” يمكن تصنيف كوفيد-19 الآن على أنه جائحة… لم يسبق مطلقا أن شهدنا انتشار جائحة بسبب فيروس كورونا”.
وأكد المدير العام للمنظمة الأممية أن”توصيف الوضع على أنه جائحة لا يغير تقييم الخطر الذي يشكله فيروس كورونا. هذا الأمر لا يغير ما تقوم به منظمة الصحة العالمية، كما لا يغير ما
يتعين على الدول القيام به”.
وأضاف أن عدد الإصابات والوفيات والدول المتأثرة سيزداد “في الأيام والأسابيع المقبلة”،
مجددا دعوته إلى البلدان للتحرك من أجل “احتواء” الوباء الذي تخطت وفياته أربعة آلاف شخص.
وأكد المدير العام على “ضرورة اعتماد مقاربة أكثر تشددا”، مؤكدا أن “دولا عدة برهنت أنه يمكن القضاء على الفيروس أو السيطرة عليه”.
وأضاف أنه وعلى غرار الأيام الأخيرة، واصلت المنظمة دعوة المجتمع الدولي إلى “احتواء” الوباء وعدم الاكتفاء بـ”تخفيف” حدة تداعياته.
من جهته حض الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش كل الدول على تعزيز جهود مكافحة فيروس كورونا المستجد، قائلا إن “الإعلان اليوم عن جائحة هو دعوة للتحرك موجهة للجميع في كل مكان”، مضيفا “لا نزال قادرين على تغيير مسار هذه الجائحة لكن ذلك يتطلب التصدي لعدم التحرك”، داعيا “كل الحكومات إلى التحرك وتعزيز جهودها فورا”.

خسائر بشرية واقتصادية فادحة في أنحاء العالم

وأعلن الرئيس دونالد ترامب، بداية الأسبوع الجاري، أن الولايات المتحدة سوف توقف السفر من والى أوروبا لمدة ثلاثين يوما في محاولة لوقف انتشار وباء فيروس كورونا.
وكان وزير الخزانة ستيفن منوتشين، أعلن أول أمس الأربعاء، أن الإدارة الأميركية تعمل “على مدار الساعة” لوضع خطة لدعم الاقتصاد الوطني في مواجهة انتشار فيروس كورونا المستجد .
وهبط مؤشر داو جونز الصناعي 5.9 بالمئة إلى 23.553.22 نقطة، أي متراجعا بأكثر من 20 بالمئة مقارنة بآخر سعر قياسي حق قه في فبراير الماضي.
وظهر فيروس كورونا دجنبر في الصين ثم انتشر في كل قارات العالم باستثناء أنتاركتيكا “القارة القطبية الجنوبية”، وهو يعرقل الحياة اليومية والدورة الاقتصادية في عدد متزايد من الدول.
من جهته، قال المدير التنفيذي لبرنامج الطوارئ الصحية في منظمة الصحة العالمية مايكل راين إن إيران وإيطاليا هما في الواجهة و”تعانيان”، محذرا من أن دولا أخرى ستصبح في وضع مماثل لوضعهما.
وأوضح أنه “حاليا في إيران هناك نقص في أجهزة المساعدة على التنفس والأوكسجين”.
وأعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، مساء أول أمس الأربعاء، في خطاب إلى الأمة إغلاق كل المتاجر في سائر أنحاء البلاد باستثناء تلك التي تبيع الأغذية والصيدليات، وذلك في إجراء غير مسبوق للحد من تفشي فيروس كورونا المستجد في البلاد.
وأشار إلى أن “خدمة التوصيل إلى المنازل ستبقى مسموحة” وأن “مفعول هذا الجهد سيظهر في الأيام الـ14 المقبلة”، في وقت بلغ فيه عدد المصابين بالوباء أكثر من 12 ألف شخص قضى منهم 827 شخصا .
وفي إيران تخطت حصيلة وفيات فيروس كورونا المستجد 350 حالة بعد تسجيل 63 وفاة جديدة.
من جهته، أكد المدير العام لمنظمة الصحة العالمية أن “إيران تبذل قصارى جهدها”، لكنها تعاني نقصا في التجهيزات و”نحن نحاول حشد المزيد من الدعم لإيران”.
ولم يشأ مسؤولو المنظمة إعداد قائمة بالدول التي تعتبر تحركها في مواجهة الوباء غير كاف، وقد أكد راين إلى أن المنظمة التابعة للأمم المتحدة “لا توجه انتقادات علنية للدول الأعضاء. ما نحاول القيام به هو العمل مع الدول الأعضاء”.
لكنه وجه انتقادات لدول اعتبر أنها تفرض شروطا كثيرة لإجراء فحوص الإصابة، كأن يكون الأشخاص المعنيون مسنين أو عائدين من الصين.
ودعا المجتمع الدولي إلى تعزيز نظام المراقبة، وتعزيز حماية مراكز الاستشفاء وعدم التوقف عن رصد حالات الإصابة وتعقب المخالطين للمصابين بهدف وقف تفشي الفيروس.
وقال راين إن “هناك دولا لا تتواصل جيدا مع أبنائها”، ودولا تواجه صعوبات في تنظيم الاستجابة وتنسيقها.

> سعيد أيت اومزيد

Related posts

Top