المغرب يعلق الرحلات من وإلى فرنسا ويمنع الولوج على مواطني جنوب إفريقيا

أعلنت السلطات المغربية تعليق جميع الرحلات من وإلى فرنسا ابتداء من منتصف ليلة الجمعة الماضية، قبل أن تقرر في وقت لاحق تأخير دخول هذا الإجراء حيز التنفيذ حتى أمس الأحد، وذلك لتسهيل عملية عودة المواطنين المغاربة والأجانب المقيمين بالمغرب، وذلك للحد من خطر دخول حالات مصابة بالمتحور الجديد لكوفيد 19 “أوميكرون”، للمملكة.
كما قررت السلطات المغربية مساء يوم الجمعة، على إثر الأخبار المتعلقة بظهور متحور جديد وخطير بجنوب إفريقيا، حظر الولوج إلى التراب الوطني على مواطني هذا البلد وعدد من البلدان الأخرى في جنوب القارة، وكذا على المسافرين القادمين من هذه البلدان أو العابرين لها.
وأوضحت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج أن الأمر يتعلق، فضلا عن جنوب إفريقيا، بكل من بوتسوانا وناميبيا وليسوتو وإسواتيني وموزمبيق وزيمبابوي.
وقد سبق للمغرب أن علق الشهر المنصرم رحلاته الجوية من وإلى ألمانيا وهولندا وبريطانيا وروسيا، قبل أن يستأنفها مع روسيا.
وتراهن السلطات على الحفاظ على التحسن الذي شهدته الوضعية الوبائية خلال الفترة الأخيرة، ما حدا بها إلى تخفيف الإجراءات الاحترازية ورفع حظر التجول الليلي ابتداء من مطلع نوفمبر. في حين أصبحت أوروبا بؤرة عالمية للوباء هذا الخريف.

الحل الوحيد.. التلقيح واحترام التدابير الوقائية

وفي هذا السياق، قال الطبيب والباحث في السياسات والنظم الصحية، الطيب حمضي، أول أمس السبت، إن المغرب اتخذ التدابير اللازمة للحد من خطر دخول حالات مصابة بالمتحور الجديد لكوفيد 19 “أوميكرون”، الذي أعلنت عنه منظمة الصحة العالمية قبل يومين، ووصفته بأنه “مثير للقلق”.
غير أنه أوضح في مقال تحليلي بعنوان “المتحور الجديد الجنوب إفريقي: قلق ويقظة”، أن “كل متحور سريع الانتقال -إذا تم التحقق من ذلك- ينتهي بالوصول إلى كل أرجاء العالم”.
وبرأيه، فإن احترام التدابير الاحترازية هو فقط الكفيل بالتصدي للحالات القادمة من الخارج وإبطاء تفشي الفيروسات، في انتظار حماية السكان عن طريق التلقيح.
وبعدما أكد على أهمية التحلي بالمزيد من اليقظة، من خلال التلقيح السريع والكامل والمعمم، شدد الخبير على أنه “السلاح الوحيد المتاح حتى اليوم للحد من مخاطر ظهور متحورات جديدة”، وكذا “أسرع طريق للعودة إلى الحياة الطبيعية ووضع حد لهذا الوباء”.
وأوضح الدكتور حمضي أن متحور”أوميكرون”، الذي يحتوي على 30 طفرة، 10 منها تتعلق بجزء من الفيروس مرتبط بالانتقال والحماية المناعية، تم اكتشافه في نونبر الجاري في جنوب إفريقيا، في مقاطعة تتميز بكثافتها السكانية العالية وتتركز فيها 80 في المائة من مجموع الحالات المصابة بفيروس كورونا داخل هذا البلد، الذي لا يتجاوز معدل التلقيح فيه 24 في المائة من السكان.
وبخصوص السيناريوهات المحتملة على مستوى العالم، أبرز الدكتور حمضي أنه إذا تبين أن قابلية انتقال المتحور الجديد تفوق بشكل طفيف متحور”دلتا”، السائد حاليا، فإن الوضع لن يشهد تغيرا كبيرا، بينما إذا وصلت قابلية الانتقال إلى 50 في المائة أو أكثر من “دلتا”، فإن العالم سيواجه موجات قوية جديدة، خاصة في البلدان التي لم تبلغ فيها عملية التلقيح مستويات متقدمة. وفي ما يتعلق بمدى ضراوة هذا المتحور، أشار الطيب حمضي إلى أنه إذا تبين أن متحور “أوميكرون” أكثر قابلية للانتقال، لكنه أقل ضراوة من “دلتا” (وهو أمر غير مرجح ولكنه ممكن)، فإن هذا المتحور سيحل محل “دلتا” مع موجات أقل حدة ونسبة وفيات أقل.
وبخصوص مقاومة الأجسام المضادة، أورد الخبير أنه إذا كان المتحور يتغلب فعلا على المناعة، فسيتعين على المختبرات والباحثين تكييف لقاحاتهم للتعامل معه، وسيستغرق ذلك بضعة أشهر. وحول فعالية اللقاحات ضد متحور “أوميكرون”، قال الدكتور حمضي إنه “لا يمكن إعطاء جواب نهائي في الوقت الحالي”.
كما نبه الباحث إلى وجود “مؤشرات على أن هذا المتحور يمكن أن يحبط أو يضعف فعالية اللقاحات، وأنه من الممكن أن يكون خطر الإصابة بالعدوى مجددا مرتفعا لدى الأشخاص الذين تم شفاؤهم من كوفيد”، مشيرا إلى أن بعض الطفرات في هذا المتحور معروفة بقدرتها على مساعدة الفيروس على الهروب من الجهاز المناعي ومقاومة الأجسام المضادة.
وفي هذا السياق، قال الخبير إنه تم أخذ عينات دم من الأشخاص الذين تلقوا اللقاح أو أولئك الذين تعافوا من كوفيد، لمواجهة أجسامهم المضادة مع المتحور الجديد في المختبرات، مضيفا أن الإجابات الأولى ستكون متاحة في غضون أسبوعين، في حين سيتيح تتبع الوضع في جنوب إفريقيا، في ظل الظروف الحقيقية للوباء، إجابات أكثر دقة، ولكن مع مزيد من التأخير.

منطمة الصحة العالمية تصنف المتحور الجديد بـ”المقلق”

من جهة أخرى، صنفت منظمة الصحة العالمية، المتحور الجديد لفيروس كوفيد 19، الذي رصد في جنوب إفريقيا، “مقلق” وأطلقت عليه اسم “أوميكرون”.
وأصبح هذا المتحور، الذي تم تحديده لأول مرة قبل أسبوعين في جنوب إفريقيا، هو الخامس الذي يتم تصنيفه على هذا المستوى من الأهمية، من قبل خبراء منظمة الصحة العالمية الذين طالبوا بتعزيز المراقبة وتسلسل الفيروس.
وأوضحت مجموعة الخبراء المكلفة بمتابعة تطورالوباء، في بيان، أنه “تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن المتحورة بي.1.1.529 لأول مرة من قبل جنوب إفريقيا في 24 نونبر 2021 (…)”، لافتة إلى أن الإصابات في جنوب إفريقيا ارتفعت بشكل حاد في الأسابيع الأخيرة، تزامنا مع اكتشاف المتحور الجديد.
ولتسهيل النقاشات العامة حول المتحورات، تقوم منظمة الصحة العالمية بتسميتها باستخدام الأحرف الأبجدية اليونانية (ألفا، بيتا، غاما، دلتا، إلخ)، حتى يصل إلى أكبر عدد ممكن من الجمهور غير العلمي، وذلك لتجنب وصم البلد الذي تم فيه اكتشاف هذا المتحور في البداية.
ووفق مجموعة خبراء منظمة الصحة العالمية، تشير البيانات الأولية إلى أن هناك “خطرا متزايدا للإصابة مرة أخرى” بـ “أوميكرون” مقارنة بالمتحورات الأخرى المثيرة للقلق، مشيرة إلى أنه “لم يسبب أي متحور جديد هذا القدر من القلق في العالم منذ رصد المتحور دلتا”.
وتتحور كل الفيروسات، بما فيها سارس-كوف-2 المسؤول عن كوفيد 19، بمرور الوقت. ومعظم الطفرات لها تأثير ضئيل أو معدوم على خصائص الفيروس، لكن بعض الطفرات يمكن أن تؤثر على خصائص الفيروس وتؤدي مثلا إلى تسهيل انتشاره أو رفع شدة المرض الذي يسببه أو تقليص فعالية اللقاحات والأدوية المضادة له.
وحسب منظمة الصحة العالمية، فإن متحور سارس-كوف-2 يصنف مقلقا عندما يرتبط بتغيير واحد أو أكثر، مثل زيادة قابلية الانتقال والضراوة، وانخفاض فعالية التدابير الصحية العامة والاجتماعية أو أدوات التشخيص واللقاحات والعلاجات المتاحة.
يشار أنه يوجد حاليا أربع متحورات أخرى “مثيرة للقلق” هي “دلتا” التي صارت تمثل جميع الحالات المسجلة في العالم تقريبا، و”ألفا” و”بيتا” و”غاما”.

جديد الوضعية الوبائية

هذا، أما بخصوص جديد الوضعية الوبائية المرتبطة بفيروس كورونا وفق آخر معطيات وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، لأول أمس السبت، فتم تسجيل حالة وفاة واحدة و 116 إصابة جديدة بفيروس (كوفيد 19)، فيما بلغ عدد المتعافين 171 خلال لـ24 ساعة الماضية. وبلغ، عدد الذين تلقوا الجرعة الثالثة من اللقاح المضاد للفيروس إلى غاية نفس اليوم مليون و641 ألف و169 شخصا، فيما ارتفع عدد الملقحين بالجرعة الثانية إلى 22 مليون و631 ألف و370 شخصا، مقابل 24 مليون و409 ألف و859 شخصا تلقوا الجرعة الأولى. ورفعت الحصيلة الجديدة العدد الإجمالي لحالات الإصابة المؤكدة بالمملكة إلى 949 ألف و 648 حالة، فيما بلغ مجموع حالات الشفاء التام 931 ألف و883 حالة بنسبة تعاف تبلغ 98.1 في المائة، بينما بلغ عدد الوفيات 14 ألف و 774 حالة بنسبة فتك قدرها 1.6 في المائة.
وبلغ مجموع الحالات النشطة 2991 حالة، فيما بلغ عدد الحالات الخطيرة أو الحرجة الجديدة 8 حالات خلال الـ24 ساعة الأخيرة، ليصل مجموع هذه الحالات إلى 103 حالات، منها 5 حالات تحت التنفس الاصطناعي الاختراقي. وبلغ معدل ملء أسرة الإنعاش المخصصة ل كوفيد 19 1.96 بالمائة.

حالة الطوارئ الصحية

وفي سياق متصل، قرر مجلس الحكومة، المنعقد يوم الخميس الماضي، تمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني إلى غاية 31 دجنبر 2021، وذلك في إطار الجهود المبذولة لمكافحة تفشي جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد19).
وقال الوزير المنتدب لدى رئيس الحكومة المكلف بالعلاقات مع البرلمان، الناطق الرسمي باسم الحكومة، مصطفى بايتاس، في تصريح صحفي في أعقاب أشغال المجلس، إن مجلس الحكومة صادق على مشروع مرسوم رقم 2.21.955 بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا كوفيد 19، قدمه السيد عبد الوافي لفتيت، وزير الداخلية.
وأوضح أن المرسوم يمدد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني، من يوم الثلاثاء 30 نونبر 2021 في الساعة السادسة مساء إلى غاية يوم الجمعة 31 دجنبر 2021 في الساعة السادسة مساء، وذلك من أجل الاستمرار في ضمان فعالية ونجاعة الإجراءات والتدابير المتخذة من طرف السلطات العمومية الرامية إلى التصدي لانتشار جائحة كوفيد 19.

< سعيد ايت اومزيد

Related posts

Top