الملاكم المغربي تحدث لبيان اليوم عن اعتقاله و من آرزروه في محنته

قال الملاكم المغربي حسن سعادة، إنه لن ينسى مواطنا مغربيا مقيما في ري ودي جانيرو، يدعى مصطقى الزياني، الذي آزره في محنته وعامله كإبنه في محنته، إضافة إلى سفير المغرب بالبرازيل وجامعة الملاكمة على مساندته هناك.
وأضاف سعادة في حديث خص به بيان اليوم، أنه يواجه مصيرا مجهولا بالبرازيل، حيث كان يفكر في عائلته ولا أعرف الراحة، وكان يسعى للتخفيف من الألم وأوجاع الوضع القاسي بالتواصل المكثف مع والدته، ويبين لها أنه ليس وحيدا في محنته وكل الفعاليات تؤازره ماديا ومعنويا..
وأشار الملاكم المغربي أنه يشكر جمعية لشباب مغاربة يقطنون في هولندا (مؤسسة روتردام) أعضاؤها، الذين زاروا المنتخب الوطني للملاكمة سنة 2015 في تجمع بمدينة أزمور وساعدوه بلوازم رياضية. في ما يلي نص الحوار..

< أنت تعانق الحرية وتعود إلى وطنك بعد أشهر من الاعتقال والاغتراب…ما رأيك؟
<< الحمد لله وهذا فضل منه وأشكر كل الذين ساعدوني وساندوني في محنتي القاسية… وقد لمست تآزر جامعة الملاكمة واللجنة الوطنية الأولمبية وسفارة المغرب في البرازيل.. ولن أنسى مواطنا مغربيا مقيما في مدينة ريو دي جانيرو مصطفى الزياني عاملني بمثابة ابنه استقبلني في بيته وأكرمني وهو مغربي ينحدر من منطقة أزرو هذا الرجل رافقني ولم يفارقني إلى أن عدت إلى المغرب…

< كيف واجهت الاغتراب والتهمة الملفقة إليك والألم؟
<< مصطفى الزياني ساعدني كثيرا على الابتعاد نسبيا في بعض الأوقات عن التفكير في الغربة والتهمة والقيود التي فرضت علي البقاء في مدينة حللت بها للتنافس الرياضي.
كنت أملأ وقت فراغي في التداريب اليومية ومرافقة ” الزياني” المغربي الصديق وحاولت تعلم اللغة البرتغالية، وعرفت أشياء كثيرة هناك وانتبهت إلى الحياة وما تحمل وأشكر هذا الرجل كثيرا لأن متاعبي كانت ستتضاعف لولاه…

< بالنسبة للعائلة؟
<< الأمر صعب وأطلب السماح من عائلتي وخاصة الوالدة.. كنت في البرازيل أواجه مصيرا مجهولا لم أرتكب جرما وعلى كاهلي تهمة…وأخضع للمحاكمة..أفكر في عائلتي ولا أعرف الراحة وكنت أسعى للتخفيف من الألم وأوجاع الوضع القاسي بالتواصل المكثف مع والدتي ونتبادل المواساة والصبر وأحاول تهدئتها ومحو تخوفها من وضعيتي وأبين لها أني لست وحيدا في محنتي وكل الفعاليات تؤازرني ماديا ومعنويا..
وكنت في اتصال يومي مع مسؤولي فريقي (نادي البشرى) المدرب والمسؤولين، إضافة إلى مسيري الجامعة والمؤطرين وكذا أصدقائي…
وأشكر جمعية لشباب مغاربة يقطنون في هولندا (مؤسسة روتردام) أعضاؤها زاروا المنتخب الوطني للملاكمة سنة 2015 في تجمع بمدينة أزمور وساعدونا بلوازم رياضية… وهم من التحقوا بي أيضا بالبرازيل وقضوا معي خمسة وعشرين يوما ساهموا خلالها في التخفيف من أحزاني…وأشكر كل الذين ساعدوني وحتى الذين انتقدوني ظلما أقول لهم جازاكم الله خيرا

< كانت بدايتك في التنافس الرياضي حارسا للمرمى في الرجاء والوداد؟
<<في البداية اخترت ممارسة رياضة الفول كونطاكت ثم التحقت بصغار الرجاء حارسا للمرمى ومنه إلى الوداد، ثم الملاكمة حيث وجدت ضالتي…فلم أستمر في مدار الكرة وها أنا في الملاكمة…
ومنذ صغري وأنا أعشق الرجاء ولا زلت ومن بين أصدقائي في الفريق اللاعب بنحليب ابن الحي في درب السلطان وأتمنى له التألق.

< عبرت مسارا مميزا وبلغت المشاركة في الأولمبياد وهذا حلم ظل يراودك لكن القدر غير الوضع؟
<< كل رياضي يتمنى المشاركة في الألعاب الأولمبية وقد تعرضت للخسارة في بطولة إفريقيا ( نعم خسروني)، فلم أيأس واستأنفت العمل بإصرار بحثا عن تأشيرة المرور إلى الأولمبياد “ريو”، اعتمادا على التداريب وتوجيهات المدربين وتمكنت من احتلال الرتبة الخامسة في بطولة العالم وسط ملاكمي أكثر من 300 بلد، انتصرت في ثلاثة مباريات ورغم إصابتي بجرح في الحاجب انهيت التباري خامسا… وكنت ضمن 80 ملاكم في وزني وكان أملي إسعاد عائلتي وبلدي وتدربت بجدية وحماس، لكن حدث مالم يكن في الحسبان وأتمنى أن أعوض ما ضاع في مناسبات قادمة … وما عشته لم يسرب إلي الإحباط والملل بل على العكس من ذلك زاد في حماسي وإصراري لأنني بريء والحمد لله لا أيأس تعودت على تدبير أمور حياتي…
أنا الأصغر رفقة اختي التوأم …ووالدتي تشتغل وتتحمل أعباء العائلة وأتمنى أن أريحها وأخفف عناءها..إخوتي الكبار يشتغلون وأمل أن أعوض لوالدتي شيئا مما تحملت.

< ربما زادت معاناتك عند انتهاء الأولمبياد وعاد الوفد المغربي إلى الوطن وبقيت وحيدا؟
<< نعم…هذا طبيعي لأنني سافرت إلى البرازيل ضمن وفد ومع الحادث وجدت نفسي وحيدا، لكن بفضل المغربي مصطفى الزياني تغلبت على وحدتي وكنت أحاول الخروج من التفكير في المشكل وتمكنت من ذلك بفضل دعم اللجنة الأولمبية والجامعة… وكنت في اتصال مستمر مع السيد نور الدين بنعبد النبي الذي يوفيني بالمال وكل ما احتاجه. هذا ما كتب علي واعتمدت الصبر وانتظار الفرج..

< كيف تلقيت خبر الافراج عنك؟
<< نعم في يوم رمضاني خرجت صباحا لاقتناء بعض الفيتامينات وفوجئت بمكالمة من السفير ومعه الصديق مصطفى الزياني، وأخبرني السفير بضرورة الالتحاق بمكتب المحامي في اليوم الموالي من أجل تسلم جوازي…كان الخبر سارا وتفاديت زفه إلى حين التأكد منه… وفي الموعد تسلمت الجواز ومعه الحرية والحمد لله.

< كيف يمر يومك في مدينة فرض عليك البقاء فيها؟
<< الوضع صعب وغامض لأنني أواجه تهمة والقضاء يفرض علي ملازمة المكان وعدم مغادرة مدينة ريودي جانيرو وهي مدينة عملاقة…نحاول قتل الوقت وتفادي التفكير في المشكل أتدرب…أتجول رفقة الصديق الزياني وأكتشف مجتمعا آخر بثقافته وطقوس عيشه…ولا وجود لرائحة رمضان والطقوس المغربية في هذا الشهر الكريم…حتى التغذية فيها معاناة من غياب اللحم الحلال نأكل السمك والفواكه وكنت أتبادل الصور والرسائل مع العائلة والأصدقاء للخروج نسبيا من المعاناة.
كنت دائما أفكر في العائلة وفي أصدقائي في النادي في سوق القريعة الذي أعيش فيه نشاطا تجاريا بسيطا.

< ماذا تقول في الختام هل تستمر في الحماس والطموح؟
<< لن أضع السلاح كل ما حدث يزيدني حماسا وإصرارا ولن أبتعد عن التداريب لأبلغ المراد وأعوض كل ما ضاع وأسعد عائلتي ووطني وكل من ساعدني وازرني…وسني يسمح لي بالاجتهاد أكثر.. والله الموفق

 حاوره: محمد أبو سهل

Related posts

Top