المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في دورته التاسعة عشر.. تكريم المخرج الأمريكي جيمس جراي ونجم بوليود رانفير سينغ

 افتتحت مساء الجمعة الماضي بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، فعاليات الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، بحضور جمهرة من مشاهير الفن السابع من المغرب والخارج، وشخصيات بارزة من عالم الثقافة والفن والإعلام.
 وجرى حفل افتتاح هذه الدورة في أجواء احتفالية كبرى بعودة المهرجان، بعد التوقف الذي عرفه لسنتين بسبب جائحة كوفيد-19، وذلك في تكريس لدور السينما في إشاعة الفرح والأمل وتعزيز قيم التلاقي والتلاقح والحوار بين المجتمعات والثقافات.
  وباشر المهرجان فعالياته بتقليد عبور السجادة الحمراء التي سار عليها عدد من ضيوف المهرجان والفنانين والفنانات المغاربة والأجانب تحت أضواء الكاميرات وعدسات مصورين يمثلون عدة منابر إعلامية وطنية ودولية.
 واستقبل جمهور المهرجان لجنة تحكيم المسابقة الرسمية للمهرجان، التي يترأسها المخرج الإيطالي باولو سورينتينو، وتضم في عضويتها الممثلة البريطانية فانيسا كيربي، والممثلة الألمانية ديان كروجر، والمخرج الأسترالي جاستن كورزيل، والمخرجة والممثلة اللبنانية نادين لبكي، والمخرجة المغربية ليلى المراكشي، والممثل الفرنسي طاهر رحيم.
 وتميز حفل افتتاح هذه الدورة بتقديم فقرة خاصة بعنوان “في الذاكرة”، استحضر فيها المهرجان وجمهوره أرواح عدد من رواد الفن والسينما المغاربة الذين غادروا إلى دار البقاء خلال السنوات الثلاث الأخيرة، بعدما بصموا بأعمالهم وخبراتهم الساحة الفنية الوطنية بل والدولية.
 وفي كلمة خلال حفل الافتتاح، أعرب رئيس لجنة التحكيم، عن سعادته بحضور “هذا المهرجان الدولي المرموق” الذي ينظم بمدينة مراكش “الساحرة”، وعن شكره العميق لجلالة الملك محمد السادس، وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
 كما نوه سورينتينو، الحائز على جائزة الأوسكار، بكرم الضيافة وحفاوة الاستقبال اللذين خصه بهما المهرجان رفقة أعضاء لجنة التحكيم، مضيفا أن هذه التظاهرة العالمية تشكل مناسبة لمشاهدة ومناقشة جديد الأفلام السينمائية عبر العالم.
 ووفاء لنهجه المتمثل في الاحتفاء بالسينما العالمية في تنوعها، كرم المهرجان الدولي للفيلم بمراكش في هذا الحفل، النجم الهندي المتألق رانفير سينغ.
 وبهذه المناسبة تسلم النجم الهندي “النجمة الذهبية” من يدي مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش ميليتا توسكان دو بلونتيي، قبل أن يعلن أعضاء لجنة التحكيم عن الانطلاقة الرسمية للدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.

 كما كرم المهرجان المخرج وكاتب السيناريو الأمريكي الكبير جيمس جراي، وخلال هذا الحفل الكبير الذي أقيم بقصر المؤتمرات بالمدينة الحمراء، بحضور عدد من الوجوه السينمائية البارزة، وشخصيات أخرى من عالم الفن والثقافة والإعلام، تسلم جيمس جراي النجمة الذهبية للمهرجان، تحت تصفيقات الجمهور، من الممثلة الفرنسية الكبيرة ماريون كوتيار.
 وأعرب جيمس جراي، الذي سبق أن ترأس لجنة تحكيم الدورة السابعة للمهرجان، بهذه المناسبة، عن شكره العميق للجلالة الملك محمد السادس وصاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد، رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، وكذا لمؤسسة المهرجان على هذا التكريم وعلى تنظيم هذا الحدث الثقافي والفني الذي قل نظيره.
 كما عبر النجم الأمريكي عن شرفه الكبير بالحصول على النجمة الذهبية للمهرجان، وعن سعادته بالحضور في مدينة مراكش، التي تحتل مكانة خاصة في قلبه، والتي تثير إعجاب أفراد عائلته الذين يزورونها كثيرا.
 واستحضر جيمس جراي بالمناسبة أقوى لحظات النسخة السابعة عشر من هذا المهرجان، التي ترأس خلالها لجنة التحكيم، مشيدا بالمستوى الجيد للإنتاجات السينمائية التي تعرض بهذا المحفل الفني الكبير.
  وإثر حفل التكريم، انتقل المخرج الأمريكي إلى ساحة جامع الفنا حيث كان على موعد مع جمهور المدينة الحمراء، العاشق للسينما الأمريكية، الذي تفاعل معه بشكل مباشر.
 وتم بالمناسبة عرض العمل الأخير لجيمس جراي “زمن هرمغدون”، الذي كتبه وأخرجه وأنتجه بنفسه -ببطولة أنتوني هوبكنز وآن هاثاواي وجيريمي سترونج. وينضاف هذا العمل لسلسة أفلام جراي التي تتميز بلمسة كلاسيكية مستوحاة من المخرجين الأوروبيين لعقدي الخمسينيات والستينيات، أمثال فيديريكو فيليني وفيتوريا دي سيكا.
 وولد جيمس جراي في نيويورك عام 1969، ونشأ في حي كوينز، ودرس السينما في جامعة كاليفورنيا الجنوبية. وكان جراي يبلغ من العمر 25 عاما عندما أخرج عمله الأول “ليتل أوديسا”، والذي حاز على جائزة النقاد في مهرجان دوفيل للسينما الأمريكية، وجائزة “الأسد الفضي” في مهرجان البندقية السينمائي الدولي،. بالإضافة إلى اختياره للتباري على جوائز “إندبندنت سبيريت”، حيث كان مرشحا لجائزتي أفضل فيلم وأفضل سيناريو.
يشار إلى أنه، ووفاء لنهجه المتمثل في الاحتفاء بالسينما العالمية في تنوعها، يكرم المهرجان في دورة هذه السنة أربع شخصيات متميزة من عالم الفن السابع تقديرا لمساراتها الفنية والمهنية الرائعة.
 وإلى جانب المخرج الأمريكي جيمس جراي ونجم بوليود رانفير سينغ الذي تم تكريمه في أول أيام المهرجان، ستعرف هذه الدورة تكريم كل من الممثلة الأسكتلندية الشهيرة تيلدا سوينتون، ورائدة السينما المغربية المخرجة فريدة بنليزيد .
  وكان جمهور المهرجان على موعد مع فيلم افتتاح الدورة، وهو فيلم “بينوكيو من غييرمو ديل تورو”، التحفة الجديدة للمخرج المتوج بجائزة الأوسكار غييرمو ديل تورو، والتي شاركه في إخراجها مارك غوستافسون. ويتعلق الأمر بفيلم الرسوم المتحركة الموسيقي المنجز بتقنية إيقاف الحركة يعيد إبداع مغامرات الدمية الخشبية الشهيرة التي كانت تحلم بأن تصبح يوما طفلا صغيرا حقيقيا.
 وتتنافس 14 فيلما في المسابقة الرسمية لنيل النجمة الذهبية للمهرجان، ويتعلق الأمر ب”الروح الحية” لكريستيل ألفيس ميرا (البرتغال)، و”أشكال” ليوسف الشابي (تونس) و”أستراخان” لدافيد دوبيسيفيل (فرنسا)، و”سيرة ذاتية” لمقبول مبارك (إندونيسيا)، وأزرق القفطان لمريم التوزاني (المغرب)، و”أغنية بعيدة”، لكلاريسا كامبولينا (البرازيل).
 كما تتنافس على “النجمة الذهبية” أفلام “بترول” لألينا لودكينا (أستراليا)، و”حذاء أحمر”لكارلوس كايزر إيشلمان (المكسيك)، و”رايسبوي ينام” لأنتوني شيم (كندا)، و”أمينة” لأحمد عبد الله (السويد)، و”الثلج والدب” لسيلسين إرغون (تركيا)، و”حكاية من شمرون” لعماد الابراهيم دهكردي (إيران)، و”طعم التفاح أحمر” لإيهاب طربيه (سوريا)، و”برق” لكارمن جاكيي (سويسرا).
 وإلى جانب أفلام المسابقة الرسمية، تشهد هذه الدورة من المهرجان تقديم أفلام في إطار الأقسام الأخرى للمهرجان، وهي “العروض الاحتفالية” و”العروض الخاصة”، و”القارة الحادية عشرة”، و”بانوراما السينما المغربية”، و”سينما الجمهور الناشئ” و”عروض الأفلام في الهواء الطلق بساحة جامع الفنا”، بما يقدم في المجموع 76 فيلما من 33 بلدا تعرض لتشكيلة متنوعة من التجارب السينمائية من جميع جهات العالم.
 وسيكون جمهور المهرجان على موعد مع حوارات حرة مع عشرة من كبرى أسماء السينما العالمية، ستشاركه “بكل سخاء” جمهور رؤيتها وممارستها للسينما التي تستند إلى تجارب رائعة وحكايات مثيرة. ويتعلق الأمر بكل من نجم بوليوود رانفير سينغ، والممثلة الفرنسية المتألقة مارينا فويس والمخرج الفرنسي المتفرد ليوس كاراكس، والممثلة والمخرجة الفرنسية الموهوبة والحيوية جولي ديلبي، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، والمخرج والشاعر الأمريكي جيم جارموش.
 كما يتعلق الأمر بالمؤلف الموسيقي الفرنسي اللبناني الحائز على جائزة الأوسكار غبريال يار، والممثل البريطاني المتميز جيريمي أيرونز، والمخرج الإيراني الكبير المتوج مرتين بجائزة الأوسكار أصغر فرهادي، والمخرج السويدي الحائز على سعفتين ذهبيتين، روبن أوستلوند.
 وستكون السينما المغربية حاضرة بقوة خلال هذه الدورة بإجمالي خمسة عشر فيلما ستشارك في مختلف أقسام المهرجان، من ضمنها مجموعة مختارة من خمسة أفلام روائية ووثائقية من آخر الإنتاجات السينمائية الوطنية ضمن قسم “بانوراما السينما المغربية”.

**********

فيلم “الثلج والدب” لسيلسين إيرغون يفتتح المسابقة الرسمية

 تم عرض فيلم “الثلج والدب” لمخرجته التركية سيلسين إيرغون، وذلك في إطار المسابقة الرسمية للدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش.
 ويحكي الفيلم قصة شابة في مقتبل العمر تم تعيينها حديثا ممرضة في بلدة صغيرة يجتاحها فصل شتاء قاس ويبدو بلا نهاية، جعلها معزولة بالكامل عن العالم، وتجد نفسها في صراع من أجل فرض نفسها في مجتمع تسوده سلطة الرجال.
 وفي هذا الجو الشتائي اللامتناهي، يتم اكتشاف الجوانب الأكثر تعقيدا من الطبيعة البشرية، من خلال الاختفاء المفاجئ لأحد رجال البلدة وانتشار شائعات مفادها أن الدببة خرجت مبكرا من سباتها. وعلى الرغم من أن الدب هو “بطل” الرواية باعتباره عدوا مفترضا، فإن الخوف المتنامي من ظهوره كان أكبر من العدو نفسه.
 وفي كلمتها بالمناسبة، أبرزت مخرجة الفيلم وكاتبة السيناريو الخاص به، أن هذا العمل مميز بالنسبة لها، لأنه من “القصص المؤثرة” التي تخرج من نسق الأفلام التي لها نهاية سعيدة.
 وأضافت أن إعداد هذا العمل السينمائي تأثر بشكل كبير بالجائحة الصحية لكوفيد-19، حيث “لم تكن متيقنين وقتها من أننا سنتمكن من إنهاء الفيلم وإخراجه إلى الجمهور”.
 ولم تخف إيرغون سعادتها بانتقاء “الثلج والدب”، الذي يعد أول فيلم روائي طويل لها، ضمن لائحة الأفلام المتنافسة في المسابقة الرسمية للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، في أول نسخة بعد سنتين من التوقف من جراء الجائحة الصحية.
 يشار إلى أن سيلسين إرغون درست التصميم الصناعي والثقافة البصرية في جامعة الشرق الأوسط التقنية. وحصلت على درجة الماستر في الإخراج وكتابة السيناريو من جامعة إسطنبول بيلجي. وشاركت في ملتقى المواهب وورشة الفنانين Nipkow Medienboard بمهرجان برلين. وتم عرض فيلميها القصيران مواجهات (2008)، و”يوم مشمس” (2012)، في مهرجانات دولية مختلفة ونالا العديد من الجوائز.
  يذكر أنه التزاما بالتوجه الذي اختاره المهرجان، تشارك في المسابقة الرسمية أفلام طويلة تعد الأولى أو الثانية لمخرجيها، بحيث تستهدف الكشف عن مواهب جديدة في السينما العالمية والترويج لها. وتتنافس في مسابقة هذه الدورة 14 فيلما من ضمنها عشرة أفلام هي الأولى لمخرجيها، وستة منها من إبداع مخرجات سينمائيات.

**********

النجم الهندي رانفير سينغ  .. تكريمي في المغرب مفخرة ورسالتي في الحياة إمتاع الناس
    

أكد النجم السينمائي الهندي رانفير سينغ أن تكريمه في افتتاح فعاليات الدورة التاسعة عشر للمهرجان الدولي للفيلم بمراكش، يشكل مصدر فخر بالنسبة له، وحافزا للاستمرار في مسيرته الإبداعية التي تقوم رسالتها على إمتاع الناس.
 وقال سينغ الذي حل ضيفا على فقرة “حوار مع..” في إطار هذه الدورة التي تنظم إلى غاية 19 نونبر الجاري، إن “التكريم الذي حظيت به يوم يشكل “مبعث فخر بالنسبة لي”، مضيفا أنه “شرف لي أن أحضر بمراكش إلى جانب عدد من ألمع نجوم الفن السابع بالعالم”.
 وأضاف النجم الهندي الذي التقى بشكل مباشر مع جمهور المهرجان سواء خلال حفل الافتتاح في قصر المؤتمرات أو بساحة جامع الفنا، أن حلوله ضيفا على المهرجان وزيارته للمملكة مكناه من الوقوف على حجم العشق الذي يكنه المغاربة للسينما الهندية، وهو ما يؤكد بحسب قوله “سحر السينما وقدرتها الهائلة على الربط بين الشعوب والثقافات عبر العالم”.
 سينغ الذي لم يخف فرحه الكبير بهذه “اللحظة التاريخية” في مساره الفني، أكد أن هذا التكريم يشكل بالنسبة له حافزا قويا للمضي قدما في مسيرته الإبداعية. ولم يفته التأكيد على أن رسالته في الحياة باعتباره فنانا وممثلا تقوم في المقام الأول على إشاعة مشاعر الفرح بالحياة وإمتاع الناس عبر العالم.
 وقال نجم بوليود “أنا أومن أن لكل إنسان على هذه الأرض جانبا مظلما في حياته ومعركة يخوضها في مواجهة الأعباء والمعاناة التي تعترض طريقه.. وأعرف أن كل إنسان يسعى في مقابل ذلك إلى البحث عن مصدر للفرح والمتعة لتخفيف هذه الأعباء والمعاناة”.
 وشدد في هذا الصدد على أن “ما أقوم به باعتباري فنانا وممثلا هو المساهمة أن إنارة هذه الجوانب المظلمة وبث الطاقة الإيجابية لمشاهدي أفلامي عبر العالم”، وهو ما يحضر بقوة في أفلامي الحافلة بمظاهر الفرح عبر الأغاني والإيقاعات الموسيقية والرقصات الجماعية التي تحتفي بألوان الحياة.
  يذكر أن مدينة مراكش عاشت مساء الجمعة الماضي، على إيقاع استقبال حار وتكريم مميز خصه المهرجان الدولي للفيلم بمراكش لنجم بوليود حيث تسلم في حفل الافتتاح، النجمة الذهبية من طرف مستشارة رئيس مؤسسة المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، ميليتا توسكان دو بلونتيي، قبل أن يتوجه إلى ساحة جامع الفنا حيث التقى الجمهور العاشق للسينما الهندية عامة ولأفلامه على الخصوص.
 ويعد النجم رانفير سينغ اليوم أحد أشهر الممثلين في الهند. أصبح أحد النجوم الأكثر شعبية بالنسبة للشباب في الهند وحتى خارج حدودها. وجعلته موهبته الفذة يرفض أن يصنف في نوع محدد من الأفلام، وهو ما يتضح من خلال اختياره لأدواره المتنوعة.
 وإلى جانب سينغ، تستضيف فقرة “حوار مع..” ضمن هذه الدورة من المهرجان الدولي للفيلم بمراكش، تسعة من كبرى أسماء السينما العالمية تشارك جمهور المهرجان رؤيتها وممارستها للسينما التي تستند إلى تجارب رائعة وحكايات مثيرة.
 ويتعلق الأمر بكل الممثلة الفرنسية المتألقة مارينا فويس والمخرج الفرنسي المتفرد ليوس كاراكس، والممثلة والمخرجة الفرنسية الموهوبة والحيوية جولي ديلبي، والمخرجة الفرنسية جوليا دوكورنو، والمخرج والشاعر الأمريكي جيم جارموش.
 كما يتعلق الأمر بالمؤلف الموسيقي الفرنسي اللبناني الحائز على جائزة الأوسكار، غبريال يار، والممثل البريطاني المتميز، جيريمي أيرونز، والمخرج الإيراني الكبير المتوج مرتين بجائزة الأوسكار أصغر فرهادي، والمخرج السويدي الحائز على سعفتين ذهبيتين، روبن أوستلوند

Related posts

Top