المهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء

كان عشاق أب الفنون مؤخرا، على موعد مع تقديم أعمال مسرحية من المغرب وفرنسا وإيطاليا، تستحضر تجارب حياتية ذات بعد وجودي، وذلك في إطار فعاليات الدورة الحادية والثلاثين للمهرجان الدولي للمسرح الجامعي للدار البيضاء. وفي هذا الإطار قدمت فرقة “تياترو سوطو فيتش” التابعة لكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية – فاس مسرحية “الأرض المجهولة” للمخرج رضا التسولي بالمركب الثقافي مولاي رشيد، والتي بلغت مدة تقديمها 57 دقيقة.
وتناولت هذه المسرحية عالما يحاصر فيه الإنسان في محاكاة لا منتهية، وذلك في إطار حلقات أنطولوجية تستكشف نهاية العالم وما بعدها، حيث تتصادم أعظم الدوافع وأعمق الغرائز الإنسانية. وأوضح سعيد الودغيري ( طالب بكلية العلوم القانونية والاجتماعية والاقتصادية بفاس/ جامعة سيدي محمد بن عبد الله) أن مسرحية “الأرض المجهولة” تحاكي عوالم مشابهة لعالمنا وتستحضر مجموعة من التغيرات التي تقع بعد فناء البشرية.
هذا العمل، يضيف الودغيري، أحد أفراد الفرقة التي شخصت أدوار هذه المسرحية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا العمل، الذي يعتمد على لغة الجسد، يحمل في طياته العديد من الرسائل تنبذ العنف وتدعو إلى الابتعاد عن التفكير السلبي.
أما الفرقة المسرحية الفرنسية (طورو بار كورن) التابعة لجامعة باريس 8 سان دونيس فقد قدمت على مدى 60 دقيقة مسرحيتها “الغزو” للمخرج سينا طيلا بالمعهد الفرنسي بالدار البيضاء. وتتناول المسرحية المئات من المخطوطات تطغى على مشهد مثقل بالحداد والمسكوت عنه.. حضور الأمهات يقوى تدريجيا ليضيق الخناق على هذه الجلسة المغلقة، إلى درجة تنشب فيها حرب. وتتضمن المسرحية شخصيات، بأسمائها أو بدون أسماء، تصطدم فيما بينها في فضاء محدود، دون أن تنجح في حفظ ما هو أغلى لديها.
بينما عرضت فرقة أكاديمية المسرح لروما صوفيا أميندوليا الإيطالية مسرحية “وهم” للمخرج فابيو أمودي على مدى 55 دقيقة باستديو الفنون الحية بالدار البيضاء.
وتحكي المسرحة قيام رجل وامرأة بجولة في بحيرة بقاربهما الصغير. ويسقطا في الماء، فيجدا نفسيهما في مكان سريالي. فتتحول الأحداث، من قصة حب إلى قصة موت.
وتجدر الإشارة إلى أن الجمهور استمتع على مدى خمسة أيام الماضية، بمشاهدة عروض فرق مختلفة مثلت العديد من البلدان من أجل إبراز مواهب الطلبة واكتساب مزيد من الخبرة في الطريق المفضية إلى الشهرة.
وتضمن برنامج دورة هذه السنة، إلى جانب تقديم العروض المسرحية، تنظيم موائد مستديرة وورشات تكوينية في محور الدورة ” المسرح والتغيير” أطرها أكاديميون من فرنسا والولايات المتحدة الأمريكية والصين والمغرب .

Related posts

Top