الناتو يسعى إلى الحد من التدخلات الخارجية في ليبيا

تثير التدخلات الروسية في ليبيا مخاوف الحكومة الإيطالية مع توتر علاقات موسكو مع الغرب وخاصة روما بسبب اجتياح أوكرانيا في فبراير الماضي.

وقال وزير الخارجية الإيطالي لويجي دي مايو، في إحاطة برلمانية قدمها الثلاثاء أمام لجنتي الخارجية والدفاع المشتركتين لمجلسي النواب والشيوخ إن “وجود المرتزقة الروس في ليبيا من مجموعة (فاغنر)، الذي يستفيد من الدعم اللوجستي للطيران الروسي، لا يزال يمثل عاملا من عوامل عدم الاستقرار للجناح الجنوبي لحلف شمال الأطلسي ولمنطقة البحر الأبيض المتوسط بأسرها”.ووفق ما نقلته وكالة الأنباء الإيطالية “آكي”، قال وزير الخارجية الإيطالي إن “هنالك مخاوف حقيقية في ضوء تغلغل موسكو المتزايد في منطقة الساحل وأفريقيا جنوب الصحراء الكبرى”.

وتزيد التدخلات الخارجية خاصة الروسية والتركية من الأزمة والصراعات في ليبيا حيث يوجد مقاتلون ومرتزقة في ليبيا شاركوا في الحرب التي دارت رحاها قبل سنوات بين حكومة فائز السراج والجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة حفتر.

ودعت المبعوثة الأممية إلى ليبيا ستيفاني ويليامز مرارا إلى إنهاء التدخلات الأجنبية وانسحاب المرتزقة من ليبيا لوضع حد للصراع هنالك ولكن يبدو أن دعواتها تواجه برفض من قبل دول لا تزال تطمع في ثروات البلاد وفي الموقع الاستراتيجي لليبيا.

وتتخوف روما التي دخلت في خلافات مع موسكو وسعت إلى تعويض الغاز الروسي بالتعويل على دول جنوب المتوسط على غرار الجزائر وليبيا من تعرض مصالحها للتهديد من قبل الدب الروسي خاصة وأن عملاق النفط الإيطالي “إيني” يريد تعزيز استثماراته في المنطقة بمليارات الدولارات.

وتحدث الوزير الإيطالي عن تداعيات التوتر في ليبيا الذي تفاقم مؤخرا بعد الاشتباكات في العاصمة طرابلس والخلافات بين حكومة الوحدة الوطنية بقيادة عبدالحميد الدبيبة وحكومة فتحي باشاغا المدعومة من مجلس النواب في طبرق.

وقال الوزير الإيطالي إن “المجتمع الدولي بقيادة الأمم المتحدة، ملتزم بتجنب مخاطر المزيد من التشرذم الاجتماعي والمؤسسي والحفاظ على التقدم فيما يتعلق بالاستقرار والتعاون مع ليبيا”.

وشهدت العاصمة طرابلس صراعا بين الفصائل المسلحة على النفوذ والسيطرة، في ظل غياب أي دور لحكومة الدبيبة التي يتولى فيها وزارة الخارجية إلى جانب رئاسة مجلس الوزراء.

وأدت الاشتباكات في طرابلس إلى سقوط قرابة 16 قتيلا وعدد من الجرحى لتشهد مصراتة بعد ذلك اشتباكات مماثلة.

والمواجهات التي دارت رحاها بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة في مناطق سكنية بطرابلس، جاءت على خلفية اختطاف جهاز الحرس الرئاسي لأحد عناصر جهاز الردع وهو عصام هروس بمنطقة معسكر السعداوي، وذلك ردا على اعتقال أحد عناصر “الردع” وهو أكرم دغمان، المتهم في قضايا قتل وخطف وتعذيب وابتزاز.

ويسعى الغرب جاهدا إلى إنهاء حالة التوتر في ليبيا في مواجهة محاولات موسكو استغلال الاضطراب لدعم مصالحها وربما استغلال الملف الليبي كورقة ضغط جديدة فيما يتعلق بالحرب الأوكرانية.

وكان السفير الأميركي مبعوث الولايات المتحدة لدى ليبيا ريتشارد نورلاند قد عبر الأسبوع الماضي عن “دعم الولايات المتحدة بقوة دعوة بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا إلى ممارسة ضبط النفس والحفاظ على الاستقرار من أجل حماية المدنيين”.

وقال نورلاند في تغريدة عبر تويتر “يجب على جميع الفاعلين حل نزاعاتهم من خلال الحوار وليس العنف”.

وبالتالي فإن القوى الغربية والناتو على وجه الخصوص يسعيان إلى صد النفوذ والتدخلات الروسية في ليبيا وجنوب المتوسط لتفويت الفرصة على موسكو لاستغلالها كما هو الحال مع ساحات أخرى تمتلك فيها المزيد من النفوذ.

Related posts

Top