الناصري في وجه العاصفة

لم يكن مفاجئا أن يثير خروج فريق الوداد البيضاوي لكرة القدم خاوي الوفاض هذا الموسم، احتجاجات فئات واسعة من جمهور القلعة الحمراء، وصلت إلى حدود المطالبة بإحداث تغيير جذري في كل مكونات النادي.
صفر لقب بموسم استثنائي، امتد لأكثر من سنة كاملة، ولولا احتلاله بصعوبة المرتبة الثانية المؤدية للمشاركة بعصبة الأبطال الإفريقية، لدخل العطالة الموسم القادم، وهذا لا يليق بفريق مرجعي، خلق لينافس كل موسم على البطولات والألقاب.
الذي لا جدال فيه أن السنوات الخمسة الأخيرة تعتبر من الأنجح في تاريخ النادي، ثلاث بطولات، لقبان قاريان، والوصافة في مناسبتين، حصيلة تعتبر جد إيجابية، جعلت عشاق الفريق الأحمر الذين يقدرون بالآلاف، يغضون الطرف عن عديد المشاكل التي حجبت عنها الرؤية النتائج المحققة، إلى أن جاء موسم كورونا، ليكشف حجم الاختلالات العميقة التي يعاني منها فريقهم المفضل.
الكل يعرف أن الوداد غارق في التسيير الفردي، لا مكتب، ولا لجان، ولا هيكلة، اللهم من أفراد يتواجدون داخل مقر النادي، يؤمرون بأوامر الرئيس الذي يقرر بنفسه في كل شيء، في المالي، في التقني، في الإداري، ينفرد بعقد الصفقات، يبيع ويشتري، يقيل المدربين والمعدين البدنيين، وكل الأطر المرتبطة بالمجال التقني، كلما أراد وكيفما شاء.
في عهد سعيد الناصري الذي جاء لمنصب الرئاسة بعد الحملة المسعورة التي أدت إلى تخلي سلفه عبد الإله أكرم، أصبحت الوداد تصنف من الأندية خارجة عن القانون، بسبب كثرة النزاعات المطروحة وطنيا ودوليا، والتي يقدر حجمها بالملايير، تثقل كاهل النادي بديون غير قادر على تسديدها في الأمد القريب.
المؤكد أن الوداد لا يمكن أن تستمر على المقاس الذي وضعه الناصري، والتغيير أصبح مطلوبا وضروريا من طرف الأغلبية الساحقة من عشاق الحمراء، إذ لا يعقل أن يستمر اختزال ناد تاريخي بحمولته الفكرية والتربوية والاجتماعية في شخص واحد.
والتغيير ينطلق من توضيح الجانب القانوني لفرع كرة القدم وعلاقته بالمكتب المديري الذي يترأسه سعيد الناصري نفسه، ثم لابد من تقديم دقيق لكل حسابات الفريق، وحجم الديون المتراكمة، ولابد أيضا من توضيح الجانب الهيكلي، إذا كانت هناك هيكلة فعلا، ومن يتحمل مسؤولية القيام بالصفقات الفاشلة التي يعرفها الفريق خلال السنوات الأخيرة.
كل هذه المهام المطلوبة والآنية، تنتظر الوداد في محاولة لتصحيح الأوضاع، ووضع حد للتراجع الذي فجر احتجاجات عارمة وسط الجمهور الودادي الذي لم يعد يثق في كل الوعود التي قدمت له، بعد أن تبين أنها مجرد مراوغة وربح للوقت.
ننتظر كيف إذن كيف سيتعامل الناصري مع كل هذه المطالب المشروعة والآنية لكل الوداديين؟

>محمد الروحلي

Related posts

Top