النبيذ الفرنسي من مشروب فاخر إلى سائل تعقيم

عطل وباء كورونا تسويق النبيذ الفرنسي الشهير بسبب إغلاق الحانات والمطاعم في فرنسا والخارج جراء إجراءات الاحتواء والحجر الصحي.
وانخفضت الصادرات الفرنسية من النبيذ إلى الولايات المتحدة إلى النصف بعد أن فرضت إدارة ترامب تعريفات جمركية عقابية بنسبة 25 في المئة في أكتوبر الماضي، كما استمرت الصادرات في التراجع بشكل أكبر مع بداية أزمة كورونا.
وأعلنت وكالة الزراعة الفرنسية عن قرار  صانعي النبيذ الفرنسيين تحويل النبيذ الكاسد إلى مطهر للأيادي لفسح المجال للإنتاج الخاص لهذا العام.
وكشفت المؤسسة الوطنية للمنتجات الزراعية والبحرية “فرانس أغري مير” الحكومية أن حوالي 3 ملايين هكتولتر من النبيذ بحاجة إلى التقطير نتيجة انخفاض المبيعات بسبب أزمة فايروس كورونا.
وتفاديا لاستمرار كساد تجارة منتجات العام الماضي، أعلنت المؤسسة الحكومية أنه اعتبارا من يوم الجمعة تم التصريح لـ33 خمّارة بجمع مليوني هكتولتر من النبيذ غير المباع لتحويله إلى إيثانول أو مطهر كحولي مائي من أجل تفريغ مساحات التخزين لدى صناع النبيذ لإنتاج هذا العام.
وسيتم منح صانعي النبيذ حتى 19 يونيو الجاري للتقدم بطلب للحصول على المخطط وتحديد مقدار النبيذ الذي يرغبون في تحويله، وسيتم دفع 78 يورو للهكتولتر الواحد بالنسبة للنبيذ المرتبط بمنطقة معينة و58 يورو لغير المسمى.
كما سيتم استخدام الكحول الذي يتم إنتاجه من خلال عملية التقطير من قبل شركات صناعة الأدوية ومستحضرات التجميل وإنتاج المطهرات المعقمة لليدين، بحسب موقع “يورو نيوز“.
وقال ديدييه جوسو، رئيس فرع النبيذ في مؤسسة فرانس أغري مير، “لن يتم استخدام النبيذ المقطر على أي حال لإنتاج المشروبات الروحية”. وأضاف “من المحتمل أن تكون هناك حاجة إلى تخزين الإيثانول أيضا، لكن الكمية ستكون أقل من النبيذ“.
وتبرع حوالي 500 من صانعي النبيذ من منطقة بورغندي بـ3000 زجاجة، ثلثها ذات جودة عالية، ليتم بيعها بالمزاد العلني لدعم موظفي المستشفيات في المنطقة. وسيقام المزاد الأول في 13 يونيو الجاري بالنسبة للنبيذ العادي فيما ستنظم جلسة بيع خاصة بالنبيذ عالي الجودة في 22 من نفس الشهر.
ويقول صانعو النبيذ من بورغندي إن لديهم مخزونا أقل من نظرائهم في بوردو، ولكن العديد منهم لم يتحصلوا إلا على حصاد كامل واحد فقط من العنب خلال السنوات الأربع الماضية. حيث تضررت كرومهم بسبب البرد في العام 2016 والصقيع في العام 2017 والصقيع والجفاف في العام 2019.
وقد تضررت منطقة الشمبانيا بشكل خاص من أزمة فايروس كورونا المستجد، حيث سجلت انخفاضا في المبيعات الأسبوعية بلغت 64 في المئة خلال فترة الإغلاق بالمقارنة مع العام الماضي. وفي إيطاليا، عبر صانعو النبيذ عن استعدادهم أيضًا لتحويل منتجاتهم إلى مطهرات لليدين. وفي شهر مايو الماضي، طلب اتحاد الزراعة الإيطالي كونفاغريكولتورا من الحكومة الحصول على تصريح وتمويل.
وتهدف الجمعية إلى جمع ما بين 1.5 مليون ومليوني هكتولتر من النبيذ غير المباع وتحويله إلى مطهر يدوي. استخدام النبيذ المخزن في الأقبية، سيواجه القطاع مشكلة توفر مساحة تخزين النبيذ المنتج بعد الخريف المقبل.

Related posts

Top