الندوة التنظيمية الوطنية الأولى للجمعية الديمقــــــــــراطية للمنتخبين التقدميين بمدينة أزمور

تفعيلا لبرنامج العمل في شقه التنظيمي، نظم المكتب الوطني للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، أول أمس السبت، الندوة التنظيمية الوطنية الأولى، بقاعة البلدية بمدينة أزمور، برئاسة وفد عن القيادة الوطنية لحزب التقدم والاشتراكية يتقدمه محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام للحزب.
وأتت هذه الندوة، المنظمة تحت شعار “منتخبون للتغيير”، كمحطة تنظيمية اعتزم من خلالها المكتب الوطني للجمعية ترسيخها كتقليد سنوي، بهدف إجراء تقييم أولي لحصيلة عمل الجمعية خلال الموسم المنصرم، وذلك على الصعيدين الوطني والجهوي، وكذا تدارس تقارير الفروع الجهوية للجمعية، وبلورة المحاور الأساسية لبرنامج عمل الجمعية للموسم المقبل.
وشارك في أشغال هذه الندوة التنظيمية الوطنية الأولى أعضاء المكتب الوطني للجمعية، وعضوات وأعضاء المكاتب الجهوية للجمعية، وعضوات وأعضاء مجلسي البرلمان، ورئيسة ورؤساء المجالس الجماعية، ورؤساء المجالس الإقليمية، وعضوات وأعضاء المجالس الجهوية، ورئيس وعضوات وأعضاء الغرف المهنية.

قال الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، نبيل بنعبد الله، أول أمس السبت، بمدينة أزمور، “إن الجمعية الوطنية للرفاق التقدميين، عرفت خلال الآونة الأخيرة، نشاطا مشهودا له، بعد الفتور الذي كانت عليه في السابق، الأمر الذي يبين تحرك اللجنة الجديدة من خلال تفاعلها المستمر ومساءلتها وتتبعها الدائم لأنشطة الحزب وهياكله التنظيمية بمختلف المدن والجهات المغربية”.
وأوضح بنعبد الله، في كلمته الافتتاحية أمام مناضلي حزب التقدم والاشتراكية، من نواب برلمانيين، ومستشارين، ومنتخبين محليين أن هذا اللقاء “يهدف إلى تعميق حضور الحزب على جميع المستويات، والتعريف بمختلف التجارب السياسية للجماعات المحلية المنتخبة التي يعتز بنجاحها الحزب، وهو ما يقدم صورة طيبة عن العمل السياسي النبيل، الذي أصبح يتسم في الوقت الحالي بالضبابية والتشكيك، من خلال التقليل من قيمته ومن قيمة السياسيين ككل، وهو ما تروجه بعض الأصوات المُبخسة للعمل داخل المجتمع”.
ودعا الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، منتخبي الحزب، إلى الصبر والمثابرة والعمل بجدية، خدمة للصالح العام، علاوة على “تقديم يد المساعدة للمواطنين الذين هم في حاجة إلى قضاء أشغالهم وتسيير أمورهم، من قبيل؛ التعليم، والصحة، والسكن، كقطاعات يعد النهوض بها خدمة للمواطنات والمواطنين من بين المرتكزات الأساسية للحزب، ومن ضمن الأهداف التي سطرها، شريطة أن يتم تجاوز الإكليشيهات والتعابير اللاذعة التي تمس مصداقية العمل السياسي ومسيري الشأن المحلي للساكنة”.
ودعا نبيل بنعبد الله إلى “حسن استغلال لقاءات الجمعية الوطنية للرفاق التقدميين من أجل التعرف والتقرب من التجارب الناجحة لأطر الحزب على جميع المستويات، ناهيك عن الوقوف على بعض القصور الذي قد ينجم عن التجربة الأولى لبعض رفاق الحزب على مستوى بعض الجماعات المحلية”.
وألح الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية على ضرورة التحالف مع بعض الأحزاب التي تشتغل بجدية وببرنامج يسعى إلى خدمة المواطنين، وذلك من خلال اختيار الأحزاب التي يستحق التحالف معها، والتي يتميز مرشحوها بنزاهة ومصداقية عملهم السياسي.
وشدد نبيل بنعب الله على ضرورة “العمل ثم العمل، مع الكد والاجتهاد في تقديم الأفضل والأحسن قصد كسب ثقة الساكنة والمواطنين الذين لا زالوا بالفعل في حاجة إلى رجال وسياسيين قادرين على التغيير”، ولن يتأتى هذا، يضيف المتحدث، إلا بـ”معايير الجودة العالية التي تتطلب الاستقامة، واليقظة، واستنفار الطاقة القصوى من أجل إثبات الذات، رغم كل الصعوبات التي قد تعترض مسيري الشأن العام، ورغم بعض الممارسات البعيدة عن خدمة المواطنين والغيرة على مصلحتهم، استنادا إلى سياسة القرب والحضور الدائم في الميدان”.
ونوه بنعبد الله بعمل الجمعية الوطنية للرفاق التقدميين، حديثة العهد بعد ضخ دماء جديدة في شرايينها، مبرزا أنها ظلت على الدوام قادرة على تحقيق استقلالها المالي عن الحزب، ومشددا على الدور الذي تلعبه على مستوى التنسيق الميداني بين الجهات والذي أضحى، يقول المتحدث” مهما وضروريا اليوم من أجل خلق تواصل مستمر وفعال مع كافة المناضلين داخل الحزب، فضلا عن تعميق النقاش والتعارف، وتبادل وتشارك الآراء ووجهات النظر التي قد تختلف في بعض الأحيان غير أنها تصب في آخر المطاف في مصلحة الحزب”.
وأشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن “الوقت الحالي أصبح في حاجة إلى رص الصفوف والاتحاد بشكل كبير، خصوصا وأن مطالب الساكنة وانتظاراتهم أصبحت كبيرة، دون الحديث عن التتبع اللصيق للرأي العام لمنجزات المنتخبين المكلفين بتدبير وتسيير الشأن العام”.
وأبرز بنعبد الله، أن “العمل لا يمكن أن يكون بكثرة الكلام والشعارات الفارغة، بقدر ما يتطلب في الوقت الحالي تحقيق النتائج الإيجابية التي تنعكس على المحيط الاجتماعي، والتي من بين أبسطها الحفاظ على نظافة وجمالية المدينة، وخلق اتفاقيات وشراكات مع القطاع الخاص والعام بهدف دعم بعض المشاريع التي من شأنها أن تحرك الدورة الاقتصادية للجماعة، واعتبار الشباب أكبر الفئات التي توجد في حاجة ماسة إلى أنشطة اقتصادية، تؤمن حياته اليومية من مأكل وملبس ومسكن، وتضمن، بالتالي، استقراره النفسي والاجتماعي.
وطالب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، منتخبي الحزب، بمراجعة أوراقهم باستمرار، بهدف الوقوف عند أهم المنجزات والإخفاقات التي لم ينجح الحزب في تحقيقها بعد قطعه الوعد مع المواطنين الذين وضعوا فيه الثقة، والتي تعتبر رأس مال الحزب، وسبب حضوره في المشهد السياسي بالمغرب.
ودعا بنعبد الله، بنبرة حادة، مناضلات ومناضلي الحزب الذين يسهرون على تسيير الشأن العام إلى “الوعي بمشروع التقدم والاشتراكية، الذي يقوم على التشاركية، والحرية، والعدالة الاجتماعية، والكرامة. وهي القيم التي ظل يناضل من أجلها الحزب ويخوض معاركة كبيرة من أجل تحقيقها و ترسيخها من خلال العمل المؤسساتي، من داخل مؤسسات الدولة التي تم ترشيحنا لها من طرف المواطنين المغاربة الذين لا يطلبون منا إلا تعليما جيدا، وسكنا لائقا، وعملا قارا يحقق كرامتهم”.
وذكّر الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، بضرورة استحضار شعار “المعقول” الذي تبناه الحزب خلال الاستحقاقات التشريعية الأخيرة، مؤكدا على “الالتزام المسؤول في كل خطوة يتخذها المنتخبون، التي من بينها التحالف مع الأحزاب التي تتقاسم معنا نفس الهم، وتتبنى نفس الرؤية على مستوى ثوابت البلاد المتعارف عليها جميعا”.
وشجع نبيل بنعبد الله أطر الحزب على مواكبة عملهم ومواصلة مشوار التألق وتحقيق النتائج الايجابية على مستوى الميدان، “فنحن نستحق أكثر بكثير من ما نحن عليه اليوم بعد الانتخابات الأخيرة، فالذي يهمنا حاليا هو مواصلة المشوار بثبات، ورفع صوتنا، الذي به يتحقق وجودنا، ونؤكد من خلاله حضورنا المؤسس على مبادئ وقواعد رصينة ومتينة”.
وأشار الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، إلى أن “الحزب كان موجودا وحاضرا منذ القديم في جميع القضايا المصيرية التي تهم الوطن، ولا زال الأمر كذلك إلى اليوم”، داحضا بذلك أطروحة “التبخيس والتقليل من سمعة الحزب التي تقوم على نوايا مبيتة وكيدية يتوخى من ورائها التأثير على صورة التقدم والاشتراكية”، داعيا أصحاب هذه التصورات إلى “النزول إلى الشارع والبحث عن منجزاتنا”.
ولم يفت نبيل بنعبد الله، خلال كلمته الافتتاحية، الحديث عن الاستعداد للمؤتمر العاشر لحزب التقدم والاشتراكية الذي من المرتقب أن ينعقد خلال العام المقبل، فاتحا المجال لكل أطر حزب التقدم والاشتراكية، إلى تقديم أفكار وتصورات، ومقترحات، من شأنها أن تقدم إضافة إيجابية لمشروع الحزب، معتبرا هذا المؤتمر “مناسبة لتقوية وجود الحزب داخل الساحة السياسية بالمغرب”، مؤكدا ضرورة أن يكون الجميع مستعدا وجاهزا للمشاركة بقوة في هذه المناسبة التاريخية، التي يمكن استغلالها، يقول المتحدث، ” لتوسيع الصفوف، وتجديد الصلة بمواقف الحزب، الذي يسعى إلى ترسيخ العمل السياسي القوي والناضج”.

***

كريم التاج: أطر الحزب مدعوة لبذل مزيد من المجهودات لإنجاح مشروع الجمعية

دعا كريم التاج، الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، كل أطر الحزب إلى بذل الجهد من أجل إنجاح مشروع الجمعية، مزكيا بذلك توصيات نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، الذي ألح في كلمته على العمل والمثابرة وتحقيق النتائج الإيجابية على أرض الواقع، رغم المشاكل والعراقيل التي قد تعترض المنتخبين التقدميين.
وقال التاج، “إن هذا اللقاء ليس لعرض المشاكل والملفات، بل فرصة لتبادل الآراء والخبرات، فضلا عن التقرب من التجارب الناجحة التي شهدتها بعض الجماعات التي يسيرها منتخبو حزب التقدم والاشتراكية”، مردفا أن هذه المناسبة “تعد محطة سنوية يتم التوقف عندها، لتقديم حصيلة المجالس الجهوية للحزب بمختلف ربوع المملكة عوض انتظار مؤتمر الحزب طيلة الأربع سنوات مع كل مرحلة”.
وشدد الكاتب العام للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، في الأخير، على ضرورة إحداث فروع للجمعية بمختلف الجهات التي لا زالت متأخرة في إحداث لجنها، وذلك من أجل التواصل بشكل فعال مع كل أطر الحزب بمختلف المناطق المغربية، تحقيقا للتضامن والتآزر مع كل المنتخبين الذين قد يقعوا في بعض الأحيان في بعض المشاكل.

*أحمد زكي: القضية الإيكولوجية يجب أن تظل في صلب مخطط حزب التقدم والاشتراكية

قال أحمد زكي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في مداخلة له حول خطة الحزب الجديدة، التي تهم إدماج العنصر الإيكولوجي ضمن مشاريع وخطة الحزب المستقبلية، إن “التقدم والاشتراكية في الوقت الحاضر أصبح ملزما بأن يهتم بالشأن البيئي، وأن يضعه في صلب اهتماماته بل وعلى رأسها، استنادا إلى الأيديولوجية التي يمتح منها شرعيته”.قال أحمد زكي، عضو المكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية، في مداخلة له حول خطة الحزب الجديدة، التي تهم إدماج العنصر الإيكولوجي ضمن مشاريع وخطة الحزب المستقبلية، إن “التقدم والاشتراكية في الوقت الحاضر أصبح ملزما بأن يهتم بالشأن البيئي، وأن يضعه في صلب اهتماماته بل وعلى رأسها، استنادا إلى الأيديولوجية التي يمتح منها شرعيته”.وأضاف أحمد زكي، في جلسة خاصة مع منتخبي الحزب، أن الاهتمام بالمجال البيئي ينضاف إلى باقي القيم الأخرى التي يدافع عنها التقدم والاشتراكية، ويتبناها، كقيمة، ومنها الحرية، والديمقراطية، والمساواة، والعدالة الاجتماعية، شاجبا بذلك ممارسات النظام الرأسمالي، الذي يتبنى رؤية خاصة به للحياة، ومستقبل المجتمعات البشرية، واصفا إياها بالهدامة لأنها أدت إلى خلق أزمات خانقة من بينها تدمير الحياة البيئية لساكنة العالم.وحسب زكي، فإن “الوضع الحالي الذي نعيشه أصبح ينذر بالخطر، لذا يجب الدفاع عن البيئة، وتبني هذه القضية التي تهم العالم بأكمله، انطلاقا من جعل القضية الإيكولوجية في صلب مخطط حزب التقدم والاشتراكية، الذي يعد الحزب الأول المتبني لهذا التوجه، من خلال الدفاع عنه بقوة واستماتة من داخل المؤسسات الرسمية للدولة والجماعات المحلية التي يسيرها الحزب”. وأكد المتحدث على ضرورة الدفاع عن البيئة، من خلال إعداد مشاريع، ومخططات، ودراسات ميدانية، بشراكة مع باقي جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالشأن البيئي، “دون انتظار تحرك باقي الأحزاب الأخرى التي لا تبالي لهذا الموضوع وتعتبره ثانوي في مشروع حزبها السياسي، ولن يتحقق هذا إلا من خلال ربط الاتصال بالمواطنين والمواطنات الذين يعيشون مشاكل إيكولوجية في مختلف المدن المغربية”.ودعا أحمد زكي في الأخير، إلى تبني بعض المبادرات التي تهدف إلى الحفاظ على البيئة، انطلاقا من توظيف الطاقات المتجددة، التي تعد صديقة للبيئة، من خلال استخدماها في مختلف الأنشطة الصناعية، والفلاحية..”.

*أنس الدكالي: منتخبو الحزب مطالبون بمساعدة الشباب على الاندماج في سوق الشغل

وشهد اللقاء أيضا، مشاركة أنس الدكالي، بصفته عضوا سابقا وفاعلا داخل الجمعية، ومديرا للوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، الذي تحدث بشكل مقتصب عن إشكالية التشغيل ودور الجماعات المحلية في خلق فرص شغل للشباب المنتمي للمنطقة التي يسيرها أطر الحزب.
ودعا الدكالي، خلال كلمته منتخبي الحزب، إلى مساعدة الشباب على الاندماج في سوق الشغل من خلال عقد شراكات مع القطاع الخاص، وجلب شركات أجنبية، بالإضافة إلى وضع خطة استراتيجية تهم تكوين الشباب وتوجيههم إلى السوق المهني خصوصا في المجالات المنتجة لفرص الشغل.
وحث مدير الوكالة الوطنية لإنعاش التشغيل والكفاءات (أنابيك)، أطر الحزب إلى المساهمة بآرائهم وتوجيهاتهم وحتى انتقاداتهم للوكالة، خصوصا مع التنظيم الترابي الجديد للمملكة، الذي أصبح يلح على ضرورة التفكير في مخطط جهوي للتشغيل، استنادا إلى لعب الجهات دورها من خلال تفعيل اختصاصاتها الجديدة.
وأوضح أنس الدكالي، أن الجهات والجماعات يجب أن تلعب دورها في عملية تشغيل الشباب، من خلال تهييئ أرضية خصبة لاستقطاب رؤوس الأموال من المغرب وخارجه التي تتحدد بشرط بنية تحية مواتية لاستقطاب شركات ومؤسسات اقتصادية بإمكانها أن تعمل على تنمية المنطقة.

يوسف الخيدر

تصوير: عقيل مكاو

Related posts

Top