النسخة السادسة عشرة للفيكام تقترح أعمالا سينمائية تحريكية ذات قيمة فنية وبيداغوجية عالية

جرى يوم الخميس الماضي،  بمدينة الدار البيضاء تقديم النسخة 16 من المهرجان الدولي لسينما التحريك، والمزمع تنظيمه بمدينة مكناس خلال الفترة الممتدة بين السابع عشر والثاني والعشرين من الشهر نفسه.
المهرجان الذي تنظمه مؤسسة “عيشة”، بالشراكة مع المعهد الفرنسي بمدينة مكناس، سيخصص حيزاً مهماً  لتجربة سينما التحريك بهولندا عبر عرض عدة أعمال هولندية وكذا استقبال فاعلين بارزين في المجال من البلد المذكور، يبقى أبرزهم المخرجان روستو وميشال دودوك، فضلاً عن المنتج الهولندي “فيليم تييسن”. كما يُنتظر أن تشارك بالمهرجان شخصيات من مختلف دول العالم، ذات سمعة مرموقة في مجال السينما التحريكية.
وفي البرنامج الفني للمهرجان، يعد المنظمون الجمهور بعرض مجموعة من الأشرطة الجديدة والتي لم يسبق عرضها على الصعيد الوطني، فضلاً عن تنظيم موائد مستديرة ولقاءات مع عدة شخصيات مهمة في هذا النمط السينمائي الذي يحتفي به المهرجان، ناهيك عن مسابقة دولية للأشرطة المطولة وكذا القصيرة، دون إهمال الجانب التكويني، حيث يلتزم منظمو المهرجان بعقد عدة ورشات تكوينية لفائدة المهتمين، لاسيما طلاب مدارس الفنون الجميلة والسمعي-البصري بالمغرب.
وتتكون لجنة تحكيم مسابقة الفيلم القصير بالمهرجان من المخرج السويسري جورج شوزيغبيل الذي رئيسا، إلى جانب آن ماري فليمينغ مخرجة من كندا، وبلال مرميد الصحفي والناقد السينمائي المغربي، وستيفان غولان منتج من لوكسمبورغ، بالإضافة إلى لويس ترونديم وهو مؤلف رسوم متحركة من فرنسا.
وقال محمد بيوض مدير المهرجان، إن الهدف من تنظيم الأخير هو تقديم برمجة سينمائية عالمية وذات جودة عالية في مجال التحريك، وكذا إبراز وتطوير سينما التحريك بالقارة الإفريقية.
وتابع قائلاً، أن القيمة المضافة التي يقدمها المهرجان هو اقتراح أعمال سينيمائية تحريكية على الجمهور، غير متاحة في السوق، رغم ما تحمله من قيمة فنية وبيداغوجية، حيث تستهدف الأطفال بالأساس وكذا الكبار في الوقت نفسه.   
بيوض أوضح أن العروض ستتنوع من حيث الفئة المستهدفة حيث سيتم تقديم أفلام موجهة للأطفال، وأخرى للطلبة بالإضافة إلى صنف آخر موجه لعموم الجمهور، مشدداً على أن المهرجان يعد الأول والوحيد من نوعه على الصعيد العربي.
كما تستضيف مدينة مكناس خلال الفترة المتراوحة بين 13 مارس و 10 أبريل 2017، وبالموازاة مع مهرجان “الفيكام”، الدورة الثانية للإقامة الفرنكوفونية المخصصة لكتابة أفلام سينما التحريك، والتي تسهر على تنظيمها نفس الجهات المنظمة للمهرجان، وتمنح هذه الإقامة الفرصة لكتاب فرانكوفونيين “من دول الشمال والجنوب للإقامة في مكناس قصد تطوير مشاريع أفلامهم”، على حد تعبير المنظمين، كما يستفيد الكتاب الذين سيتم انتقائهم للإقامة من عدة امتيازات لمساعدتهم على تطوير مواهبهم في مجال الكتابة السينيمائية التحريكية وإنجاز أفلام من هذا النوع السينمائي، حيث يستفيدون من منحة للكتابة، بالإضافة إلى المواكبة من طرف سينمائيين محترفين. ويهدف المنظمون من خلال هذه المبادرة إلى تطوير سينما التحريك بالقارة الإفريقية، التي لا تزال بحسبهم تفتقر للكثير من المؤهلات اللازمة لتحقيق إنتاج محلي من أعلى طراز، حيث تبقى معظم الإنتاجات التي يتم استهلاكها سواء بالمغرب أو بمجمل القارة السمراء، إنتاجات أجنبية، خاصة اليابانية والأمريكية والفرنسية منها.
وكانت الدورة الماضية (15) للمهرجان الدولي لسينما التحريك، قد عقدت خلال الفترة ما بين 25 و 30 مارس من السنة الماضية بالمدينة نفسها، وشهدت احتفاءاً بالمخرج الأمريكي “إيريك غولدبيرغ” أحد الأسماء التي بصمت تجربة عالمية باستديوهات ديزني. كما افتتحت تلك الدورة بعرض شريط “النبي”، للمخرج الأمريكي روجي أليرس، المقتبس عن رواية للكاتب اللبناني جبران خليل جبران.

سعيد الحبشي

Related posts

Top