الهند ضيفة شرف المهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة بالناظور

  انطلقت، مساء أول أمس الثلاثاء بالناظور، فعاليات الدورة السادسة للمهرجان الدولي للسينما والذاكرة المشتركة، الذي ينظمه مركز الذاكرة المشتركة من أجل الديمقراطية والسلم تحت شعار “ذاكرة مياه المحيط “.

 وتتيح هذه التظاهرة التي تحتفي بالسينما الهندية، الفرصة لتنظيم أنشطة سينمائية تتمحور حول تيمة الدورة بأبعادها وامتداداتها التاريخية والسياسية والحقوقية، وتساير التفكير حول الدينامية التي يعيش على إيقاعها اليوم المحيط الأطلسي الذي تتجاوز حدوده السياسية والإنسانية حدوده الجغرافية، لتمس المتوسط وما بعده.

  ساهم في تنشيط حفل الافتتاح المغني الشاب عماد العمراني ابن مدينة الناظور، الذي أطرب الجمهور بأغاني من الريبرتوار الفني الأمازيغي الريفي، تلتها فقرة موسيقية أخرى أحياها الفنان عبد الفتاح النكادي مؤديا أغاني هندية، باعتبار الهند ضيفة شرف الدورة السادسة، والتي نالت حصة الأسد من التكريمات، حيث تم تقديم درع المهرجان لسفيرة دولة الهند بالمغرب، التي أبدت سعادتها العارمة بنيل دولتها شرف الضيافة في هذه الدورة، وتحدثت عن العلاقة التي تجمع البلدين والشعبين المغربي والهندي، مذكرة بأنه في الوقت ذاته الذي يحتفى بالسينما الهندية بالمغرب، يستضيف مهرجان كلكتا السينمائي المغرب كضيف شرف.

 وقال مدير المهرجان عبد السلام بوطيب، في كلمة خلال حفل الإفتتاح، إن اختيار الهند كضيف شرف هذه الدورة ليس فقط بسبب ريادتها في مجال الصناعة السينمائية، بل وأيضا لكونها ألهمت العالم بديمقراطيتها المكيفة مع تاريخ البلد.

  وسجل بوطيب أن الهدف من تنظيم هذه التظاهرة الثقافية والفنية يكمن في إثارة نقاشات حول عدد من الإشكاليات التي يعيش على إيقاعها العالم، وحول المشترك الإنساني وآفاق ساكنة بلدان ضفتي المحيط، التي يشكل المغرب جزء منها .

 من جانبها، قالت سفيرة الهند بالمغرب خيا بهاتشريا إن هذه الدورة تتيح للسينمائيين المغاربة والهنود فضاء للتبادل وتقاسم الأفكار، منوهة بالجهود التي بذلتها اللجنة التنظيمية لإنجاح هذه التظاهرة.

 وأضافت أن السينما الهندية، التي تتميز بثرائها وبكونها تحمل مشاعر إنسانية وقيما إجتماعية، تدخل ضمن الحياة اليومية للهنود، مسجلة أن المغرب أضحى قبلة هامة للنجوم والمنتجين السينمائيين.

 وعبر فقرة “دعامات في الظل”، تميز حفل الافتتاح بتكريم شركاء حياة فنانين، ويتعلق الأمر بنجية المباركي زوجة الفنان صلاح الدين بنموسى، ومحمد شهاب زوج الفنانة فاطمة أوشاي.

 واعتبر الفنان صلاح الدين بنموسى، في كلمته بحق زوجته خلال فقرة التكريم، أن هذا التكريم هو التفاتة سابقة من نوعها في حق زوجته، يتميز بها المهرجان عن غيره من المهرجانات المغربية، معتبرا أنها تستحق هذا التكريم لكونها كانت سنده لأزيد من أربعين سنة، وهو ما ردت عليه زوجة الفنان خلال كلمتها التي ألقتها على مسامع الحضور، بقولها أن ذلك واجب الزوجة التي تتقيد به وتحسنه كل امرأة مغربية.

  كما تم تقديم رؤساء وأعضاء لجنتي تحكيم مسابقتي الفيلم الطويل والفيلم الوثائقي، فضلا عن لجنة التحكيم العلمية.

 وتترأس الممثلة الإسبانية إستر ريجينا لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الطويل. وتضم هذه اللجنة في عضويتها كلا من المسرحي المغربي مولاي أحمد بدري والإعلامي والناقد السينمائي بلال مرميد، والكاتب الموريسي خال تورابولي، والمخرج والناقد السينمائي التونسي محمود جمني، والكاتب والمخرج السينمائي البلغاري جورجي بالابانوف، والممثل المصري شريف عواد.

 ويترأس لجنة تحكيم مسابقة الفيلم الوثائقي الممثل والمنتج الفرنسي بيير هنري ديلو. وتضم اللجنة في عضويتها كلا من السيناريست المغربية نرجس المودن، والمؤلف والمخرج الجزائري حميد بنعمرة، والأستاذ الجامعي والكاتب المسرحي رشيد منتصر، والممثلة المغربية بشرى أهريش والمخرج الإسباني جورج كوردون نويفو، والفنانة الكولومبية لوز أنخيلا بيدويا بوردا.

 أما لجنة التحكيم العلمية، فيترأسها المفكر والباحث العراقي عبد الحسين شعبان. وتضم في عضويتها كلا من الشاعر العراقي منعم الفقير، والفنانة المغربية لطيفة أحرار، والإعلامي الفلسطيني رسمي محاسنة، والممثل المغربي سعيد مرسي، والباحثة أراسيلا ميغيس سالاس، ممثلة “مؤسسة الثقافات الثلاث” التي أبرم مركز الذاكرة المشتركة شراكة معها بحكم اشتغالهما على نفس التيمات.

 ويتم خلال هذه الدورة عرض ثمانية أفلام في صنف الأفلام الطويلة، تمثل كلا من العراق وبولونيا وإسبانيا والهند والبرتغال وإيطاليا واليونان، فضلا عن المغرب .

 وخصصت لهذه الفئة خمس جوائز، وهي الجائزة الكبرى (مارشيكا)، وجائزة أفضل سيناريو، وجائزة أفضل تشخيص إناث، وجائزة أفضل تشخيص ذكور، ثم جائزة الجمهور.

 وفي صنف الأفلام الوثائقية، تمت برمجة تسعة أفلام تمثل كلا من البيرو وإسبانيا والبرازيل وفرنسا وكندا والشيلي والأرجنتين وجمهورية الدومينيك والمغرب.

 وتتنافس الأفلام المشاركة في هذا الصنف حول الجائزة الكبرى، وجائزة البحث الوثائقي، وجائزة البحث العلمي، وجائزة اللجنة العلمية لمركز الذاكرة المشتركة من أجل الديموقراطية والسلم.

 وأحدث المركز، هذه السنة، بتعاون مع مؤسسة الثقافات الثلاث الدولية، جائزة خاصة أطلقت عليها تسمية “جائزة مؤسسة الثقافات الثلاث”.

 ويتم بالموازاة مع عرض الأفلام، تنظيم ندوة حول تسيير الشأن الديني في الهند، وماستر كلاس يلقيه المؤرخ المغربي عبد العزيز الطاهري في موضوع “السينما بين التاريخ و الذاكرة”، وتوقيع كتابه “الذاكرة والتاريخ” الذي حاز على جائزة المغرب للكتاب لسنة 2017.

 كما يتم تنظيم ورشات كتابة خاصة بالسيناريو، وأخرى حول الإخراج، ومعرض للوحات التشكيلية، وأمسية شعرية يحييها شعراء من بلدان إفريقية وآخرون من بلدان بأمريكا اللاتينية.

Related posts

Top