الوزير الأول الروسي يصل إلى الرباط في زيارة عمل وصداقة للمغرب

حل الوزير الأول الروسي دميتري ميدفيديف، أول أمس الثلاثاء، بمطار الرباط – سلا في زيارة عمل وصداقة للمغرب تستغرق يومين.
ووجد الوزير الأول الروسي في استقباله لدى وصوله إلى مطار الرباط-سلا رئيس الحكومة سعد الدين العثماني.
وبعد استعراض تشكيلة من وحدة الشرف التابعة للقاعدة الجوية الملكية الأولى، التي أدت التحية، تقدم للسلام على الوزير الأول الروسي دميتري ميدفيديف كل من وزير الدولة المكلف بحقوق الانسان مصطفى الرميد ووزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي ناصر بوريطة ووزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش ووزير الطاقة والمعادن والتنمية المستدامة عزيز الرباح ووزير الثقافة والاتصال محمد الأعرج ووزير الاقتصاد والمالية السيد محمد بوسعيد.
كما تقدم للسلام على الوزير الأول الروسي والي جهة الرباط سلا القنيطرة عامل عمالة الرباط ورئيس مجلس جهة الرباط سلا القنيطرة وسفير فدرالية روسيا بالرباط .
ويرافق دميتري ميدفيديف خلال هذه الزيارة وفد هام يضم عددا من أعضاء الحكومة الروسية ورجال الأعمال ومن المسؤولين الكبار.
وسيجري الوزير الأول الروسي، خلال هذه الزيارة، سلسلة من المباحثات مع عدد من المسؤولين المغاربة.

المغرب حليف سياسي لروسيا

أكد وزير الفلاحة الروسي ورئيس اللجنة المشتركة المغربية الروسية، ألكساندر تكاتشيف، أن المغرب حليف سياسي يتمتع بثقة روسيا.
وأبرز الوزير الروسي، في كلمة خلال المنتدى الاقتصادي المغربي الروسي الرابع، أن بلاده تتطلع لتعميق العلاقات الثنائية مع المملكة على المستوى السياسي والاقتصادي والتجاري، مشيرا إلى أن آفاقا واعدة تنتظر العلاقات بين البلدين بفضل الإرادة السياسية لجلالة الملك محمد السادس والرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وشدد الوزير الروسي على عمق علاقات الصداقة والتعاون بين روسيا والمغرب، موضحا أن تعزيز المغرب لتعاونه مع الاتحاد الاقتصادي الأورو آسيوي من شأنه أن يفتح للمملكة سوقا تقدر بأكثر من 200 مليون مستهلك.
وأضاف أن الصادرات المغربية نحو روسيا يمكن أن تلج بلدان الاتحاد الاقتصادي الأوروآسيوي، داعيا، في هذا للسياق، إلى تركيز جهود حكومتي روسيا والمغرب على خلق منطقة تجارة حرة بدون ضرائب من أجل مضاعفة المبادلات التجارية ورفع العقبات الجمركية الموجودة.
وأبرز ألكساندر تكاتشيف أهمية فتح ممر أخضر لتسريع الإجراءات الجمركية وتبسيطها لفائدة المقاولين من البلدين، داعيا المصدرين والمستثمرين المغاربة لاغتنام فرص الأعمال الموجودة في روسيا، مبرزا أهمية السوق المغربي بالنسبة لبلاده التي تطمح لتصدير مليون طن من القمح للمغرب.
وأردف أنه بالإضافة إلى صادرات الحوامض والخضر، فإن المغرب يصدر المنتجات السمكية لروسيا، مشيرا بهذا الخصوص إلى اعتماد أكثر من 90 شركة صناعة سمك مغربية.
وأكد المسؤول الروسي أن بلاده تتطلع لإنجاز استثمارات بالمغرب في مجالات صناعة الأدوية وصناعة السيارات والطاقة خاصة في ما يتصل بالغاز الطبيعي المسال وتوليد الكهرباء بالإضافة إلى البنى التحتية.
من جانبه، أشاد السفير الروسي بالمغرب فاليري فوروبييف، بانعقاد المنتدى الاقتصادي الروسي المغربي عشية زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف للمغرب.
وسجل أن زيارة ميدفيديف للمغرب تعكس الدينامية الكبيرة التي تميز العلاقة بين البلدين التي تسير في طريق تعميق الشراكة الاستراتيجية خاصة بعد الزيارة التي قام بها جلالة الملك في مارس من السنة الماضية إلى موسكو.
واعتبر السفير أن المغرب يعد البلد الأكثر استقرار في شمال افريقيا والبلد الآمن الذي يتوفر على مناخ أعمال مشجع على الاستثمارات الروسية، معربا عن اعتزازه بعلاقات الصداقة المتينة بين البلدين والتي تمتد لأكثر من ثلاثة قرون.
وبنفس المناسبة، أبرز ممثل المركز الروسي للتصدير، رشيدبيك تشيركيسوف، أن المغرب بلد محوري بالنسبة لروسيا في شمال إفريقيا بالنظر إلى فرص التصدير التي يزخر بها.

علاقات قوية بين الدولتين

أكد وزير الفلاحة والصيد البحري والتنمية القروية والمياه والغابات عزيز أخنوش، أن العلاقات المغربية الروسية أقوى من أي وقت مضى وتحمل في طياتها آفاقا مستقبلية واعدة.
وأشار أخنوش، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للمنتدى الاقتصادي المغربي الروسي الرابع المنعقد بمناسبة زيارة رئيس الوزراء الروسي ديمتري ميدفيديف للمغرب، أن هذا المنتدى يجسد رغبة البلدين في تحقيق الازدهار المشترك وبناء شراكة مربحة للطرفين.
وبهذه المناسبة، هنأ أخنوش الفاعلين بالقطاع الخاص من المغرب وروسيا، بكل القطاعات، على تعبئتهم والمستوى الرفيع لمشاركتهم في هذا المنتدى، خاصا بالذكر الاتحاد العام لمقاولات المغرب لمشاركته في تنظيم هذا الحدث الاقتصادي الذي يعكس عمق العلاقات المغربية الروسية واهتمام الطرفين بتطويرها. وذكر أخنوش بالدينامية التي أطلقتها الزيارة التي قام بها جلالة الملك محمد السادس إلى موسكو حيث التقى بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، مضيفا أن هذه الزيارة تميزت بالتوقيع على اتفاقيات مهمة أعطت دفعة استراتيجية للعلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين.
وأضاف أخنوش أنه منذ هذه الزيارة، واستجابة لرغبة قائدي البلدين في إعطاء زخم للمبادلات الفلاحية، تم تحقيق منجزات ملموسة، حيت ارتفعت المبادلات الفلاحية بـ28 بالمائة بين البلدين خلال موسمي التصدير لـ2015/2014 و 2017/2016.
وأوضح أن 97 بالمائة من الصادرات المغربية نحو روسيا يتكون من المواد الغذائية، مسجلا أن روسيا تستقطب 18 بالمائة من قيمة صادرات المغرب من المواد الغذائية بقيمة 1.8 مليار درهم سنة 2016.
وفي السياق ذاته، أبرز أخنوش أن المغرب أضحى، بعد تسعة سنوات من إطلاق مخطط المغرب الأخضر، من بين أوائل المصدرين عالميا لعدة منتجات غذائية خاصة الكبار، الفاصوليا الخضراء وزيت أركان (المنتج الأول عالميا) والزيتون المصبر والحمضيات الصغيرة والطماطم (المنتج الرابع عالميا) والمواد الغذائية (المنتج الثالث على صعيد شمال إفريقيا والشرق الأوسط).
وأورد الوزير أن المغرب صدر لروسيا 351 ألف طن من منتجات المواد الغذائية وعلى رأسها الحوامض والطماطم والتي بلغ حجمها سنة 2016 210 ألف طن و119 ألف طن على التوالي.
وأشار إلى أن المغرب، بفضل الدينامية التي تعرفها صادراته، تمكن من أن يصبح المصدر الأول للطماطم والمصدر الثاني للحوامض إلى السوق الروسي سنة 2016.
وفيما يتعلق بقطاع الصيد، أفاد الوزير بأن المغرب يعد المزود الأول لروسيا بالسردين المجمد بحجم صادرات بلغ 7.4 آلف طن سنة 2016.
وأفاد الوزير أن المغرب استورد 785 ألف طن من القمح اللين من روسيا خلال السنة التجارية 2017/2016 بقيمة 128 مليون دولار، أي ما يشكل 20 بالمائة من مجموع الواردات المغربية من القمح. 
من جهتها، قالت رئيسة الاتحاد العام لمقاولات المغرب مريم بنصالح شقرون إن المغرب يوفر بوابة لصادرات روسيا نحو إفريقيا وأن روسيا باستطاعتها توفير أرضية لصادرات المغرب نحو المنطقة الأورو آسيوية.
وأضافت بنصالح شقرون أن هذا المنتدى يشكل مناسبة لتحديد محاور جديدة بعيدا في التعاون الثنائي تنضاف إلى الفلاحة والصيد، مشيرة إلى فرص الاستثمار التي تزخر بها قطاعات صناعة الأدوية والطاقة والتيكنولوجيات الجديدة وقطاع البناء والبنى التحتية.
ويروم هذا المنتدى، الذي ينظمه الاتحاد العام لمقاولات المغرب بشراكة مع مجلس الأعمال الروسي العربي إلى تدارس سبل الترويج للصناعات المغربية وعلامة “صنع بالمغرب” في السوق الروسية وتعزيز الشراكة المغربية الروسية في مجالات صناعات الأدوية و الطاقة والتيكنولوجيات الجديدة وقطاع البناء والبنى التحتية.

Related posts

Top