اليمين الشعبوي يبحث عن توحيد صفوفه في أوروبا

ناقش زعماء الأحزاب الأوروبية اليمينية المتطرفة والقومية السبت خلال مؤتمر في وارسو مسألة التصويت بشكل موحد في قضايا السيادة والهجرة في البرلمان الأوروبي من دون أن يصلوا إلى حد تشكيل تحالف رسمي.
وشارك في المحادثات رئيس الوزراء المجري فكتور أوربان وزعيمة حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف في فرنسا مارين لوبن ورئيس حزب القانون والعدالة الشعبوي اليميني الحاكم في بولندا ياروسلاف كاتشينسكي.
وفي بيان مشترك، رفض المجتمعون فكرة “أوروبا تحكمها نخبة نصبت نفسها بنفسها” وقالوا إن “المؤسسات السيادية للدول هي فقط التي تتمتع بالشرعية الديموقراطية الكاملة”.
وذكر البيان أن “المشاركين ناقشوا أيضا التعاون الوثيق بين أحزابهم في البرلمان الأوروبي”.
وأضاف أن ذلك سيشمل “تنظيم اجتماعات مشتركة ومواءمة الأصوات بشأن القضايا المشتركة مثل حماية سيادة الدول الأعضاء والموقف من الهجرة غير الشرعية”.
وكان زعيم حزب الرابطة الإيطالية ماتيو سالفيني أحد أبرز الغائبين واكتفى بإصدار بيان قال فيه “يجب أن يكون الوقت مناسبا” لولادة المجموعة الجديدة.
وكان سالفيني أحد الموقعين على إعلان في يوليو من قبل 16 حزبا وحركة أشار إلى التخطيط لـ”تحالف كبير” في البرلمان الأوروبي، اعتبر تمهيدا للقاء السبت.
ومن بين الموقعين أيضا زعيم حزب “الصوت” (فوكس) الإسباني سانتياغو أباسكال وكذلك زعيمة حزب “إخوة إيطاليا” (فراتيلي ديتاليا) جيورجيا ميلوني.
وينتمي حزب الرابطة والتجمع الوطني إلى مجموعة الهوية والديموقراطية في البرلمان الأوروبي، بينما ينتمي حزب القانون والعدالة و”الصوت” و”إخوة إيطاليا” إلى مجموعة المحافظين والإصلاحيين الأوروبيين.
وترك حزب التحالف المدني (فيدس) الذي يتزعمه أوربان حزب الشعب الأوروبي الذي يمثل يمين الوسط، وهو أكبر مجموعة في البرلمان الأوروبي، في مارس ولا يزال يبحث عن تكتل جديد.
وقالت لوبن، المرشحة للانتخابات الرئاسية الفرنسية في أبريل، إن الاجتماع في وارسو “خطوة مهمة” وإن المشاركين “تعهدوا عقد اجتماعات منتظمة من أجل ضمان التصويت المشترك بين المجموعتين”.
وأردفت “هذا تقدم يناسبني جيدا ويسمح لي بالتفاؤل بالمستقبل”.
وذكرت أنها تأمل في تشكيل مجموعة واحدة في البرلمان الأوروبي في نهاية المطاف لتكون ثاني أكبر قوة بعد حزب الشعب الأوروبي الذي ينتمي إلى يمين الوسط.
وأوضحت أن مثل هذا التحالف “ضروري للغاية الآن إذ نواجه ائتلافا ألمانيا جعل الفدرالية أولوية وسيزيد بالتأكيد ضغط الهجرة”.
ويأتي المؤتمر أيضا وسط نزاع مرير بين بولندا والمجر من جانب والاتحاد الأوروبي، الذي يتحفظ على أموال مخصصة للتعافي من آثار كوفيد 19 الاقتصادية للبلدين، من ناحية أخرى.
وتتهم وارسو وبودابست، بروكسل بتقويض سيادتهما بينما تؤكد الأخيرة أن البلدين يشهدان تراجعا في الحريات والديموقراطية.
واتفق الزعماء على عقد اجتماعهم المقبل في إسبانيا “خلال الشهور المقبلة”.
وكتب أوربان على فيسبوك قبيل اجتماع السبت “نريد تغيير سياسة بروكسل”.
واحتج بضعة متظاهرين خارج فندق ريجنت وارسو خلال المحادثات وهتفوا “لا للفاشية!” و”النظام الروسي!” — في إشارة إلى وجهات نظر بعض الحضور الموالية لموسكو.
ورأت أستاذة العلوم السياسية في الأكاديمية البولندية للعلوم إيفا مارسينياك أن المشاركين سيحاولون “تقليل أهمية الخلافات بينهم” لا سيما مواقفهم المتباينة أحيانا حيال موسكو وقضية الإجهاض وحركة المثليين أو ارتباطاتهم التاريخية، وسيصرون على “الإرادة المشتركة لإعادة اكتشاف جذور الاتحاد الأوروبي”.
وعقد هذا الاجتماع توازيا مع تشكيل ائتلاف حكومي جديد في ألمانيا وتوقيع معاهدة فرنسية إيطالية بشأن تعزيز التعاون مؤخرا.
وقالت مارسينياك إن “أحد عناصر اتفاق الائتلاف الجديد في ألمانيا يتحدث عن فدرلة الاتحاد الأوروبي”، خلافا لرغبات قادة الأحزاب التي حضرت لقاء وارسو.
وكان رئيس الوزراء البولندي ماتيوش مورافيتسكي رأى الجمعة أن الأمر يتعلق حاليا “بمنعطف في تاريخ أوروبا والاتحاد الأوروبي والدول الأعضاء ذات السيادة في الاتحاد الأوروبي”.
وأضاف خلال اجتماع خبراء أنه “إما… أن نضع معا حاجزا أمام اغتصاب السلطة وتركزها بأيدي النخب الأوروبية.. وإما سنواجه اتساع الاختصاصات (المؤسسات الأوروبية) وتقلص واحد من أفضل الابتكارات الإنسانية أي الدول ذات السيادة”.
من جهتها، أكدت وزيرة الأسرة المجرية كاتالين نوفاك أن هدف حزب “فيدس” هو “ضمان تمثيل الأشخاص القوميين والمؤيدين للحرية والمناهضين للهجرة والذين يحترمون القيم العائلية التقليدية، بأكبر قدر ممكن في عملية صنع القرار الأوروبي”.

<أ.ف.ب

Related posts

Top