اليوم العالمي للقلب والشرايين.. ما سر انتشار الأزمات القلبية بين الشباب؟

أحيا العالم أول امس الثلاثاء، 29 شتنبر، اليوم العالمي لأمراض القلب، الذي تم اعتماده رسميا في عام 2012، حيث تعد أمراض القلب والأوعية الدموية، هي المسؤولة عن ما يقرب من نصف جميع الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية، ما يجعلها السبب الأول للوفاة في العالم.
ويعد يوم القلب العالمي، المنصة المثالية لمجتمع الأمراض القلبية الوعائية، ليتحدوا في مكافحة الأمراض القلبية الوعائية وتخفيف عبء المرض العالمي، وفقا للموقع الرسمي للاتحاد العالمي للقلب.
والاتحاد العالمي للقلب، هو منظمة غير حكومية مقرها بمدينة جينيف السويسرية وتم إنشاؤها في عام 1972، واندمجت بعد ذلك مع الجمعية الدولية لأمراض القلب في 1978.
ويهدف اليوم العالمي للقلب لتوعية الناس في جميع أنحاء العالم بخطر الأمراض القلبية الوعائية بما في ذلك أمراض القلب والسكتة الدماغية، إذ تعد السبب الرئيسي للوفاة في العالم وتودي بحياة 17.9 مليون شخص كل عام، ويسلط الضوء على الإجراءات التي يمكن للأفراد اتخاذها للوقاية والسيطرة.
ويعمل الاتحاد العالمي للقلب من أجل توعية الناس بالتحكم في عوامل الخطر مثل تعاطي التبغ والنظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني، حيث يمكن تجنب ما لا يقل عن 80٪ من الوفيات المبكرة الناجمة عن أمراض القلب والسكتة الدماغية.
ولم تعد أمراض القلب والشرايين حكرا على فئة الكهول والمسنين بل أضحت تتزايد نسبتها حتى في صفوف الشباب، وذلك حسب ما يؤكده الخبراء بسبب عدد من العادات السيئة التي يمارسها شباب اليوم بصفة يومية أحيانا، مما يسبب الإصابة بالجلطات والنوبات القلبية والموت المفاجئ حتى بالنسبة لأكثر الشباب صحة ولياقة.
ويوضح الأطباء أن هناك العديد من العادات الخاطئة التي تفسر سر ارتفاع معدل الإصابة بالجلطات وإجهاد عضلة القلب والوفاة بسبب الأزمات القلبية وخاصة بين الشباب.
ومن بين تلك العادات السيئة والخاطئة، تناول الوجبات السريعة، التي تعد بمثابة “سم بطيء” يقضي على صحة الجسم ببطء، نظرا لاحتوائها على كمية كبيرة من السعرات الحرارية العالية والدهون والتي تتراكم بدورها مسببة أمراض القلب وانسداد الشرايين بسبب كونها مادة خام للكوليسترول الضار والذي يضر بالقلب بشكل كبير.
كما أن الشخص عندما يتناول أكثر من 5 جرامات من الملح يوميا يتسبب له ذلك في ارتفاع ضغط الدم ما يصيب عضلة القلب بالإجهاد، إذ أن الملح متواجد في العادة في الخبز والأرز وفي العديد من المواد الغذائية الأخرى، ولا داعي لإضافة المزيد من الأملاح أو تناول المخللات، وينبغي أيضا الابتعاد عن التدخين.
كما يعد الإجهاد أيضا عاملا مؤثرا على الأزمات القلبية، فقد يمارس الشخص التمارين الرياضية بشدة، دون تناول وجبة الإفطار، وهي أهم وجبة على الإطلاق، ما يؤثر على حركة الدم وعدم قدرة القلب على العمل بشكل طبيعي، ما يسبب ضغطا شديدا على العضلة وحدوث ضيق في التنفس نتيجة لعدم وصول أكسجين كاف.
ويعد الجلوس الطويل أمام الكومبيوتر والفيسبوك والهواتف من العادات السيئة التي أضحت ملازمة لفئة الشباب على الرغم من تأثيرها الضار للغاية على عضلة القلب، فبالإضافة إلى كونها تقلب وتيرة الحياة نفسها وتجعل ليل العديد من الشباب نهارا ونهارهم ليلا، فإن أشعتها الضارة والانتباه المبالغ والتوتر الناجم عن ذلك يؤثر سلبا على القلب ويتسبب له في الإجهاد.
وتعد قلة النوم عاملا مؤثرا حيث أنه من الطبيعي أن ينام الشخص من 6 إلى 8 ساعات، وبسبب روتين الحياة اليومي المنتشر عند الشباب تحديدا، أصبح الكثيرون ينامون بشكل أقل من المعتاد، فلا يأخذ القلب قسطا كافيا من الراحة ويظل في حالة توتر وضغط ومجهود كبير مما يجعله مع المدة غير قادر على أداء وظيفته بكفاءة.
ويهمل الشباب ممارسة الرياضة ويعتمدون في جل تحركاتهم الخارجية على وسائل المواصلات، ما يجعل وزن الجسم يرتفع وكذا نسبة الدهون، ويجعل القلب في حالة جهد مضاعف مما يتسبب في الإصابة بالجلطات والسكتات القلبية، بالإضافة إلى العصبية الزائدة أو التوتر الزائد اللذين يرفعان من نسبة الأدرينالين، وبالتالي ارتفاع ضغط الدم وعدم انتظام ضربات القلب.
ويبقى مرض السمنة أحد أهم الأسباب التي تشكل خطرا كبيرا على القلب ولذلك ينصح الخبراء بممارسة المشي 30 دقيقة يوميا على الأقل لراحة القلب، وضمان تجديد طاقة الجسم، وتجنب مشاكل الشرايين التاجية وانسدادها.

Related posts

Top