انتخاب كريم التاج كاتبا عاما للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين

انتخب كريم التاج، عضو الديوان السياسي لحزب التقدم والاشتراكية والمستشار الجماعي ببلدية تيفلت، بالإجماع، كاتبا عاما للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، خلال المؤتمر الوطني الذي التأم يوم السبت 10 دجنبر الجاري بالمقر الوطني لحزب التقدم والاشتراكية بالرباط، كما انتخب، بعد المصادقة على القانون الأساسي للجمعية، مكتبا تنفيذيا يتكون من 22 عضوا وعضوة يمثلون مختلف المجالس والغرف المهنية المنتخبة.   
وفي كلمة له، بمناسبة افتتاح أشغال هذا المؤتمر، قال محمد نبيل بنعبد الله الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، “إن لا جديد تحت الشمس” بخصوص المشاورات حول تشكيل الأغلبية الحكومية، وأن الوضع لا يزال في قاعة الانتظار..
وأورد الأمين العام، أن حزب التقدم والاشتراكية يسعى جاهدا لتقريب وجهات النظر من أجل الخروج من واقع الانتظار الذي لا يمكن، في نظره، أن يستمر طويلا، مؤكدا على أن تشكيل الحكومة   لا يمكن أن يتم إلا في إطار توافقي بين كل الأطراف وفي انسجام تام بين مختلف المؤسسات الدستورية، بهدف التوفر على حكومة قوية تتمكن من مواجهة مختلف التحديات المطروحة ومواصلة الإصلاح والدمقرطة، داعيا، في الوقت ذاته، إلى الامتثال إلى المنهجية الديمقراطية التي ينص عليها الدستور والتي أقرها جلالة الملك، بحكمة وتبصر، من خلال تعيين عبد الإله بنكيران رئيسا للحكومة.
وفي السياق ذاته، قال بنعبد الله “إن وضعية الانتظار التي طالت كثيرا، نتمنى اليوم أن تنتهي وأن تكون هناك فرصة لتتشكل هذه الحكومة، في أقرب وقت ممكن، حتى نتمكن من إعطاء حيوية للحياة السياسية الوطنية على المستوى السياسي والاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وأن نذهب في مسار آخر لمدة خمس سنوات، من أجل مزيد من الإصلاحات في مجالات مختلفة” مشيرا، إلى أن حزب التقدم والاشتراكية، سيكون ساهرا على أن تكون مشاركته في الحكومة، والتي تقررت في اللجنة المركزية بالإجماع، مرتكزة على مواصلة الإصلاح، بناء على برنامج واضح المعالم، وبطاقات وكفاءات فاعلة، كما أظهر ذلك خلال الخمس سنوات الأخيرة.
وذكر الأمين العام، أن حزب التقدم والاشتراكية بخطه السياسي الواضح، يتوفر على كفاءات عالية لها القدرة على تبلور التوجه السياسي للحزب، والدليل على ذلك، يضيف بنعبد الله، ما قام به وزير الصحة الحسين الوردي طيلة الخمس سنوات الماضية، حيث أبان عن كفاءة عالية يعترف له بها كل المغاربة، ونفس الشيء بالنسبة لباقي وزراء الحزب: عبد السلام الصديقي وقبله عبد الواحد سهيل في وزارة التشغيل، ومحمد أمين الصبيحي في وزارة الثقافة وشرفات أفيلال في الوزارة المكلفة بالماء وأيضا محمد نبيل بنعبد الله في وزارة السكنى وسياسة المدينة، كل ذلك دليل على توجه سياسي واضح ونظرة سياسية واضحة لحزب التقدم والاشتراكية وأيضا على توفر كفاءات عالية.  
وبحسب الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، فإن المغرب اليوم في حاجة إلى كل طاقاته، وكل مكوناته، وهو أيضا في حاجة إلى أن يكرس مقاربة جديدة تقوم على جدلية معقدة تمكنه، في الوقت ذاته، من البقاء صامدا أمام كل التحديات المطروحة، خاصة الجهوية، والإقليمية، عبر مواصلة الإصلاح، واتخاذ قرارات جريئة في مختلف المجالات التي تهدف إلى إسعاد المواطن المغربي والمواطنة المغربية،  ولن يتم ذلك، يضيف بنعبد الله، إلا عبر بناء ديمقراطية حقيقية تلعب فيها الأحزاب السياسية دورا محوريا في تأطير المواطنين، على أن  تكون لها مصداقية حقيقية، لأن فقدان الأحزاب السياسية لمصداقيتها من شأنه أن يخلخل الهرم المؤسساتي المغربي.
 كما أوضح الأمين العام لحزب الكتاب، أن البلد، أيضا، في حاجة إلى بناء اقتصاد وطني متين، والذي يعني بالضرورة، الخوض في إصلاحات كبرى، واتخاذ قرارات جريئة، وفق نظرة وتوجه واضحين، بحكومة قوية، تكون إلى جانب صاحب الجلالة الذي يسهر على التوجهات الكبرى للبلاد، وهو الضامن لها مثل ما هو والضامن للديمقراطية، حكومة قادرة على أن يكون لها تأثير على الشعب، وأن يكون هذا التأثير مستمد من مصداقيتها.
من جانب آخر، أكد محمد نبيل بنعبد الله، أن انعقاد المؤتمر الوطني للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، بالتزامن مع الاحتفال العالمي باليوم العالمي لحقوق الإنسان، الذي يصادف العاشر من دجنبر، فيه دلالة عميقة للبعد الذي أراده المنظمون لهذه الجمعية التي ينضوي تحت لوائها نخبة من الساهرين على تدبير الشأن المحلي، وفيه إشارة إلى الربط الجدلي بين التدبير اليومي للشأن المحلي وحقوق الإنسان في بعدها الشمولي الذي يهم مختلف مناحي حياة المواطنين، لأن حقوق الإنسان، يضيف المتحدث، هي أيضا التنمية الحضرية والقروية وتوفير كل الإمكانات الضرورية للمواطنين كالصحة والتعليم والسكن والترفيه وغيرها من الخدمات الضرورية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن انعقاد المؤتمر بالتزامن مع اليوم العالمي لحقوق الإنسان، يقول نبيل بنعبد الله “هو مناسبة للوقوف على كل ما استطاع المغرب أن يحققه على هذا المستوى، والخطوات الكبيرة التي تحققت في مجال حقوق الإنسان سواء تعلق الأمر بالحقوق السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية أو الثقافية، وأن كل الإصلاحات القوية والكبيرة التي عرفتها بلادنا، جعلت المغرب ضمن الدول التي توطد مسارها الديمقراطي”.
وأكد محمد نبيل بنعبد الله، أنه ما يزال أمام المغرب خطوات كبيرة من أجل إقرار حقوق الإنسان في بعدها الكوني، كما تنص على ذلك كل المواثيق الدولية، مشيرا إلى أن حزب التقدم والاشتراكية سيستمر في دفاعه المستميت عن حقوق الإنسان في بعدها الشمولي انطلاقا من نضاله اليومي الذي كرسه لبناء الوطن في كنف الاستقرار والتقدم والديمقراطية والعدالة الاجتماعية وتحسين أوضاع عموم الشعب المغربي.
وأوضح الأمين العام، أن هذا العمق النضالي لحزب التقدم والاشتراكية، هو ما يتعين أن يميز منتخباته ومنتخبيه، بالإضافة إلى الممارسة المبنية على الاجتهاد والكد من أجل خدمة الصالح العام، والارتباط المباشر واليومي بقضايا الناس وانشغالاتهم، عكس تلك النظرة السلبية التي تجعل المواطنين ينظرون بشكل سلبي للسياسيين والمنتخبين.
وخاطب بنعبد الله، منتخبي ومنتخبات حزبه على مستوى الجماعات الترابية والغرف المهنية، باعتبارهم القوة الحقيقية لحزب التقدم والاشتراكية، التي أحرزها الحزب خلال الانتخابات الجماعية لسنة 2015 والتي أفرزت الوضع الحقيقي لما يمثله حزب الكتاب في الواقع، عكس الانتخابات التشريعية التي جرت في 7 أكتوبر 2016 التي أريد لها، ألا تعكس القوة الحقيقية لحزب التقدم والاشتراكية.
وأعاد الأمين العام لحزب التقدم والاشتراكية، التذكير بمواقف حزبه بخصوص ما شاب انتخابات مجلس المستشارين من اختلالات، حيث لم يتمكن الحزب من الحصول على ما يمثله في الواقع، لأن عالم المال، بحسبه، تحكم في انتخابات هذا المجلس آنذاك، لكنه في الوقت ذاته، أكد على أن حزب التقدم والاشتراكية يعي قوته الحقيقية ويعي ما يمثله في الواقع، كما يعي في المقابل أنه يؤدي ثمن المواقف التي يعبر عنها، وثمن تحالفاته التي اختارها بشكل مستقل.
يشار إلى أن المؤتمر الوطني للجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين، والذي ترأسه إلى جانب الأمين العام محمد نبيل بنعبد الله، عضوا الديوان السياسي للحزب كريم التاج ومصطفى الغزوي، والمستشارة الجماعية خديجة روحان ورئيس غرفة الصناعة التقليدية لجهة الرباط سلا القنيطرة عبد الرحيم الزمزمي والنائب البرلماني سعيد أد باعلي، ناقش بشكل مستفيض طرق اشتغال الجمعية وكذا التوجهات الكبرى لبرنامج عملها السنوي خاصة في شقه المتعلق بالتكوين.
وقد انعقد المؤتمر الوطني للجمعية بعد إتمام مسلسل الهيكلة الجهوية لفروع الجمعية، وذلك بفضل التعبئة القوية لمنتخبات ومنتخبي حزب التقدم والاشتراكية بمختلف جهات المغرب، وكذا تفعيلا لمقررات الدورة السابعة للجنة المركزية للحزب ذات الصلة بهيكلة التنظيمات الموازية للحزب، والرفع من أدائها، وتمكينها من الاضطلاع بمهامها على أكمل وجه.  
ومعلوم أن الجمعية الديمقراطية للمنتخبين التقدميين هي إطار جمعوي متخصص يهدف إلى تنظيم وتأطير المنتخبات والمنتخبين ودعم قدراتهم في مجالات تسيير وتدبير الجماعات الترابية والغرف المهنية، وتعميق التفكير في قضايا اللامركزية واللاتمركز، وتطوير الديمقراطية التمثيلية والمشاركاتية خدمة لقضايا الساكنة ودفاعا عن مصالح الجماعات الترابية

 محمد حجيوي

Related posts

Top