انتصار جديد للمغرب

شكل تحديد مكان إجراء المقابلة المعلقة، بين فريق الوداد البيضاوي ونادي كايزر شيفز الجنوب إفريقي، بمثابة انتصار مدو للجانب المغربي.
جاء ذلك، بالنظر إلى مجموعة من الحيثيات التي أحيطت بهذا الموضوع، والرهانات الخاسرة لجهات تكن العداء للمغرب داخل الاتحاد الإفريقي للعبة “الكاف”، والتي كانت تدفع في اتجاه وضعه في موقف العاجز عن إيجاد حل بصفة مستعجلة وبشكل نهائي.
أولا، هناك التشدد فيما يخص التوقيت، إذ كان على مسؤولي الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، البحث عن مكان لاستضافة هذه المباراة في ظرف وزمن قياسيين، عكس مباريات أخرى لم يتم التعامل معها، بنفس درجة التشدد والحزم.
ثانيا، هناك صعوبة إيجاد دولة تقبل احتضان مباراة رفض المغرب إجراءها فوق أراضيها، خوفا من انتقال سلالات الفيروس المتحول القادم من دولة جنوب إفريقيا.
ثالثا، تعقد الأمور ورجوع الملف إلى مرحلة الصفر، بعد تراجع مصر عن قبول الاستضافة، وصدور قرار الرفض بعدما ساد الاعتقاد أن الملف وجد طريقه للحل، إلا أن موجة الرفض الشعبية داخليا، والتي صاحبت قرار وزير الشباب والرياضة المصري، والحرب الخفية المحيطة بهذا الموضوع بالذات، جعلت المسؤولين المصريين، يسارعون إلى اتخاذ قرار الخروج من هذا الموضوع بصفة نهائية، بدعوى أن أي تاريخ آخر يحدد لهذه المباراة، لن يتناسب مع أجندات داخلية.
رابع العوامل المحبطة، هناك تلاعب مدبر من طرف نادي كايزر شيفز الذي لم يظهر أي نوع من المساعدة، قصد إيجاد حل مناسب، فالرفض والتخبط في اتخاذ المواقف بين القبول تارة والرفض مرات أخرى، جعل الصورة يلفها الكثير من الغموض والضبابية، مما عقد من مهمة تلبية الشروط التعجيزية التي حاولت “الكاف” وضعها أمام الجانب المغربي.
إلا أن المفاجأة الكبرى، تجلت في نجاح المسؤولين المغاربة في إيجاد بدائل وليس بديل واحد، مما أذهل حقيقة كل من كان يراهن على خسارة الوداد لهذه المباراة على الورق، حيث أعلن عن ترحيب ثلاث دول دفعة واحدة، واستعدادها لاستضافة المباراة في أي تاريخ تختاره “الكاف”، ليقع الاختيار في الأخير على دولة بوركينافاسو.
ويعد إنهاء هذا المشكل في زمن قياسي، انتصار للمغرب وخسارة مدوية للجهات المعادية التي سعت بكل الطرق إلى استغلال موضوع هذه المباراة لإلحاق هزيمة بالجانب المغربي.
بالفعل إنه انتصار للمغرب جديد، جاء ليؤكد مرة أخرى على العلاقات القوية المبنية أساسا على الاحترام المتبادل، وصدق النوايا والمنفعة المتبادلة التي تجمعه بالأغلبية الساحقة من دول القارة الإفريقية، وما تقديم ثلاثة بدائل وليس بديلا واحدا وفي ومن قياسي تعجيزي، إلا دليل على هذه المكانة الخاصة والمتميزة التي يحظى بها المغرب بفضل العلاقة المتوازنة والحضور وسط القارة.
ستجرى المباراة في الموعد المحدد أي الثامن والعشرين من فبراير ، وستتنقل بعثة الوداد عبر طائرة خاصة مباشرة من أنغولا نحو بوركينافاسو، وفي ظروف جيدة ومريحة، وهذه مسألة طبيعية وعادية، لأن الوداد البيضاوي يمثل المغرب، ولابد أن يكون محاطا بكل الدعم والمساندة اللامشروطة.

>محمد الروحلي

Related posts

Top