انتصار للتاريخ وأمسية للإبهار…

في أول خروج بعد المشاركة المتميزة بمونديال قطر 2022، كان «أسود الأطلس» مقنعين إلى أبعد حد، ميزوا بأدائهم أمسية رمضانية بأجواء احتفالية، واستقبال جماهيري منقطع النظير.
حتى بحضور سحرة البرازيل، تمكن أصدقاء العميد غانم سايس، من كسب رهان التألق ومواصلة الإبهار، والتطلع بقوة للقمة، لم يكن عامل مواجهة الرقم واحد عالميا، حاجزا أمام طموح جارف لا يعرف المستحيل.
انتصار بهدفين لواحد حمل معه مجموعة من الأرقام، ذات دلالات تاريخية، فهو أول منتخب عربي تمكن من هزم البرازيل، وثاني منتخب من القارة السمراء ينجح في التغلب على البرازيل، بعد منتخب الكاميرون.
أول فوز للمغرب على البرازيل في ثلاث مواجهات، سبق أن جمعت بينهما، وتحقق ذلك بالرغم من عدم اكتمال جاهزية مجموعة من اللاعبين الأساسيين، في مقدمتهم أشرف حكيمي، كل الشكوك كانت تحوم بقوة حول مشاركته، نفس الأمر بالنسبة للحارس ياسين بونو، ونصير مزراوي، كما أن صمام الأمان سفيان أمرابط لعب مصابا، ورغم ذلك كان أداؤه متميزا.
إيجابية أخرى حملتها المواجهة ضد البرازيل، تجلت في المستوى اللافت للشاب بلال الخنوس الفتى الذي ظهر بأداء متزن، بنظره شمولية للملعب، وبقرارات موفقة، ولياقة بدنية سمحت له بحرث الملعب بالطول والعرض، وكان بالفعل في المستوى الثقة التي منحها له المدرب وليد الركراكي.
وحتى بحضور ثلاثي ريال مدريد الإسباني، فينيسيوس جونيور ورودريغو وإيدر ميليتاو، فإن المجموعة البرازيلية افتقدت بالفعل لخدمات نجوم آخرين، بغياب قطبي دفاعها ماركينيوس (باريس سان جرمان الفرنسي) والمخضرم تياغو سيلفا (تشلسي الإنجليزي) ومهاجمها ريشارليسون (توتنهام الإنجليزي) ونجمها الأول نيمار (باريس سان جرمان الفرنسي) بسبب الإصابة، وتحت قيادة مدرب مؤقت، اسمه رامون مينيزيس.
إلا أن هذا المعطى، لا ينقص أبدا من أهمية التفوق المغربي، والذي كان عنوانا بارزا لتعليق مختلف وسائل الإعلام الدولية، التي تحدثت بكثير من الإعجاب عن انتصار الأسود، أمام صاحب الريادة في التصنيف العالمي للمنتخبات.
وما زاد من الأمسية الرمضانية جمالا، وأداء وإبهار وقيمة، ذاك الحضور الجماهيري اللافت، والذي أصبح علامة فارقة في كل مباريات الفريق الوطني المغربي، 65 ألف متفرج حضروا من مختلف المدن ومن مختلف القارات، بنظام وانتظام، شيبا وشبابا نساء ورجالا، عائلات بأكملها حجت إلى طنجة عروسة الشمال، لتخصيص أفضل استقبال للعناصر الوطنية، والتحفيز أكثر على مواصلة العطاء، بنفس التميز والسخاء والإقدام.
إذن الحلم متواصل، والإبهار مستمر، والتحدي لا يتوقف، والآمال أصبحت عريضة، والوجهة القادمة هي كأس إفريقيا المقبلة، فالكل ينتظر ربط الماضي بالحاضر، وكسب لقب قاري، أصبح مطلبا جماهيريا ملحا…

محمد الروحلي

Related posts

Top