انتفاضة أولاد حريز

 عندما أعلن عن صعود فريق يوسفية برشيد لأول مرة في تاريخه لحظيرة القسم الأول، اعتقد الكثيرون أنه سيكون لقمة سائغة في  متناول الكبار، أمام المنافسة المشتعلة في المقدمة كما في المؤخرة.

 وعندما أعلن مسؤولوه صراحة أن فريقهم سيكون رقما صعبا بالبطولة الاحترافية الوطنية لكرة القدم، قال الكثيرون أيضا إنه مجرد حماس مستمد من نشوة الصعود، وأن الرهان جد صعب، بالنسبة لفريق عانى قبل انطلاق الموسم من ضائقة مالية خانقة.

   إلا أن نخوة أهل المنطقة قالت كلمتها، و”الحريزيون” كما يقول المثل المغربي الدارج “قد فمهم قد ذراعهم”، أي أنهم قادرون على ركوب التحدي، وبالفعل نجحوا هذا الموسم في تقديم فريق تنافسي يقدم أجمل العروض، ويتفوق على أقوى الأندية، حتى وهى تلعب بميدانها وأمام جمهورها، كما كان الأمر ضد الرجاء البيضاوي عصر أول أمس  الأحد على أرضية ملعب الأب جيكو .

     في أول مباراة له، تغلب أشبال سعيد الصديقي على فريق حسنية أكادير ببرشيد، وهو من أقوياء البطولة، لتؤشر هذه الانطلاقة المثالية على حضور واعد، وهذا ما كان بالفعل، فالنتائج إلى حدود الدورة الثامنة عشرة، تؤكد ذلك. 

   يحتل الفريق حاليا المرتبة الرابعة في سلم الترتيب مناصفة مع الرجاء البيضاوي، بما مجموع 25 نقطة من سبع انتصارات، وأربع تعادلات وستة هزائم، سجل خط هجومه واحد وعشرون هدفا، في حين تلقت شباكه ثمانية عشر، أي زائد ثلاثة.

   فريق برشيد لا يكتفي بتحقيق مسار متوازن، بل يتفوق في مفاجأة المتتبعين بطريقة لعب جميلة وعروض رائعة، والأكثر من ذلك  بأهداف  لا تنسى، تحاكي تلك التي نشاهدها عادة في أقوى بطولات أمريكا اللاتينية، المعروفة بأدائها الفني وإثارتها وحماسها المنقطع النظير. 

والمثير أيضا أن اليوسفية تخوض البطولة بتشكيلة تتكون بنسبة كبيرة  من اللاعبين الذين حققوا الصعود، وهذا رهان صعب للغاية، أو بعبارة أخرى مغامرة محفوفة بالمخاطر، وهذا القرار الشجاع اتخذ باتفاق بين المدرب والمكتب المسير، والتعاقدات المحدودة التي قام بها الفريق جاءت بطريقة مركزة ومعقلنة، حسب احتياجاته الفنية والبشرية، ووفق الإمكانيات المتوفرة.

إنه درس بالغ يقدمه هذا الموسم فريق يوسفية برشيد الذي يعبر عن انتفاضة حقيقية لأهل المنطقة أمام النظرة الدونية التي عانوا منها طويلا ـرياضياـ، خاصة بعد تهاوي فريق نهضة سطات للأقسام السفلى، بسبب التسلط و”السيبة” التي يعاني منها، رغم أن “النهيضة” تعد من الفرق التاريخية بكرة القدم الوطنية. 

هنيئا لـ “أولاد حريز” بهذا النجاح الذي يحرج حقيقة حتى الكبار.

محمد الروحلي

Related posts

Top