انطلاق فعاليات الدورة الثانية عشرة للمهرجان الدولي لفيلم المرأة بسلا

دورة أخرى لمهرجان سينما المرأة بسلا، انطلقت رسميا مساء أول أمس الاثنين، والذي دأبت على تنظيمه سنويا جمعية أبي رقراق، محتفية بالفن السابع في صيغة المؤنث، المنتمي لقارات العالم الخمس، حيث اختار المنظمون خلال هذه الدورة في نسختها الثانية عشر تكريم الفنانة المصرية المتألقة رانية فريد شوقي، وتكريم المخرجة التونسية سلمى بكار، كنجمتين سطعتا في سماء الفن السابع كل واحدة في مجالها، ليبدعا مسارات حافلة بالتألق والعطاء.
فكانت لحظة الافتتاح عنوانا على ترسيخ المهرجان، الذي ينظم تحت الرعاية السامية لجلالة الملك محمد السادس، لتيمة الاعتراف بمسارات حافلة لوجوه نسائية اختارت الفن السابع مهنة أبدعن فيها، وتوجيه عبر هذا التكريم كل التقدير لجميع القامات التي عملت طيلة سنوات على الارتقاء بالسينما كثقافة وإبداع بل وإنتاج، خاصة وأن الحفل ذكر بالمبدع الراحل السيناريست محمد اعريوس كأحد المبدعين المتألقين الذين برحيلهم، فقدت السينما المغربية جزءا من روحها البهية.
هذا ولم تختلف الدورة الثانية عشرة عن سابقاتها من حيث تكريس نهج الانفتاح على جمهور سلا والرباط وزوار المدينتين، بل ولسكان الأحياء الممتدة خلف أسوار سلا العتيقة، وكذا الامتداد الحديث لسلا ممثلا في سلا الجديدة، والالتقاء على مدى نحو أسبوع (وتحديدا ما بين 24-29 شتنبر)، بوجوه وقامات وإبداعات فنية من المغرب، علما أن الفنانين المنتمين لمدينة سلا ككل دورة نزلوا بكل ثقلهم دعما لتظاهرة تأبى إلا أن تخرج مدينتهم من رتابة الزمن نحو دينامية وحركية غير معهودة، تبدي هذه المرة شغفها بأحد الفنون الذي مافتئ يلهب الأفئدة رغم تعرض العديد من دور السينما للإغلاق.
ومن المقرر أن تشهد دورة هذه السنة تقديم أفلام حديثة ومشاهدة عروض تنتمي لثمانية عشرة دولة، حيث يؤكد المنظمون أن جل هذه الأفلام تعرض كلها لأول مرة بالمغرب باستثناء فيلم نرجس النجار، فإنه أنتج خلال هذه السنة، لكن سبق عرضه في الدورة الأخيرة للمهرجان الوطني للفيلم في شهر فبراير الماضي.
وتشمل الدورة بذلك عرض إبداعات من المغرب، الجزائر، الكونغو، إسبانيا، فرنسا، بلجيكا، هولندا، السويد، الترويج، ألمانيا، رومانيا، قطر، كندا، البرازيل، كولومبيا، الصين، أندونيسيا، أستراليا، والتي ستكون 12 منها ضمن مسابقة الأفلام الروائية الطويلة.
وأكد نور الدين اشماعو رئيس جمعية أبي رقراق، خلال هذا الافتتاح الذي حضرته وجوه فنية وسياسية وممثلون عن المجتمع المدني والمسؤولون المحليون، على الأهمية التي بات يشكلها مهرجان سلا الدولي لفيلم المرأة، باعتباره لبنة إضافية لترسيخ الثقافة السينمائية، وإشراك الساكنة بمختلف فئاتها في الاطلاع والتفاعل عن قرب بممثلين ومبدعين وإنتاجات سينمائية راقية.
هذا وتم خلال هذا الحفل تقديم أعضاء لجنة تحكيم سباعية العضوات تترأسها المخرجة والكاتبة الشيلية ماريلو مالي وتضم إلى جانبها كلا من الممثلة المغربية أسماء الخمليشي والمخرجة الفرنسية مريم عزيزة والمخرجة البرازيلية روبرتا ماركيز، كما ترافقها الممثلة المصرية يسرى اللوزي والمنتجة والمخرجة التايوانية شاو شان لي والممثلة الكونغولية فيرونيك تشان بايا، حيث ستسهر على اختيار الأفلام للظفر بالجائزة الكبرى للمهرجان التي تمنح للمخرج من طرف مجموعة المكتب الشريف للفوسفاط، كما تمنح نفس المؤسسة جائزة السيناريو، وجائزة الوثائقي.
كما يخصص المهرجان جائزة لجنة التحكيم التي تمنحها مؤسسة البنك الشعبي، فضلا عن جازة أحسن دور نسائي ورجالي، وجائزة الجمهور الشبابي والتي ستكون نافذة على الفيلم المغربي، وتمنحها الجهة المنظمة أي جمعية أبي رقراق.
ويتضمن برنامج الدورة فقرة خصصت للقاء بالمبدعات اللواتي حظين بالتكريم خلال هذه الدورة، ولقاءات تخصص لتقديم مؤلفات كل من المغربية عائشة بالعربي الوزيرة والسفيرة سابقا، ولطيفة لبصير، وناهد صلاح من مصر، والناقد الفني المغربي حسن نرايس، وتقديم مؤلف أيضا للناقد الراحل مصطفى المسناوي، كما تتضمن الدورة ورشات تخص مواضيع من قبيل “صانع الفيلم” و”التربية على الصورة”، وفقرة حوارات السينمائيين التي ستستضيف المخرج نبيل عيوش وباسكال فيران، فضلا عن جلسات لمناقشة الأفلام التي تعرض خلال هذه التظاهرة السينمائية.

فنن العفاني

تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top