انطلاق فعاليات «الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية 2022»

احتضن مسرح محمد الخامس بالرباط، مساء اليوم الجمعة، حفلا فنيا كبيرا إيذانا بالانطلاقة الرسمية لفعاليات برنامج «الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية، الذي تنظمه وزارة الشباب والثقافة والتواصل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس.
وتميز حفل افتتاح البرنامج الذي يحظى بدعم من منظمة الحكومات والمدن المحلية الإفريقية وولاية جهة الرباط سلا القنيطرة وعمالة الرباط ومجلس مدينة الرباط، بحضور عدد من المسؤولين الأفارقة والسفراء وممثلي السلك الدبلوماسي المعتمد بالمملكة.
وأحيى هذا الحفل الافتتاحي عدد من الفنانين المغاربة من بينهم الفنان الدوزي والفنانة أوم، والفنان الحر، إلى جانب فرقة أفريكا فيزيون وجوق الموسيقى الأندلسية العمارتي، وقمر المنصوري وفرقة الرقص «اشطح». وشهدت الساحة الكبرى للمسرح، قبل الافتتاح الرسمي، عروضا متنوعة في فنون السيرك وفنون الشارع قدمها المسرح الرحال من مدينة سلا….

وزير الشباب والثقافة والتواصل محمد المهدي بنسعيد: الاحتفاء بالرباط يشكل مناسبة لإبراز الوجه المشرق للحضارة الإفريقية العريقة أمام العالم

قال وزير الشباب والثقافة والتواصل، محمد المهدي بنسعيد، في كلمة افتتاحية تلاها نيابة عنه الكاتب العام للوزارة، عبد الإله عفيفي، إن تنظيم برنامج الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، «يعكس العناية الخاصة التي مافتئ جلالته يوليها للعمق الإفريقي للمملكة، وحرص جلالته على تمتين علاقات بلادنا مع أشقائنا الأفارقة».
وأضاف وزير الثقافة أنه اعتبارا للأهمية التي توليها المملكة المغربية لتعزيز التعاون جنوب – جنوب، وانطلاقا من الروابط الإنسانية والثقافية المشتركة، حرصت بلادنا على تعزيز تعاونها الثقافي مع الدول الإفريقية الشقيقة والصديقة وتنويع وتجويد العرض الثقافي الموجه لها، تجسدت مضامينه من خلال المشاركة المكثفة والقوية في اللجن والمنتديات الثقافية التابعة للاتحاد الإفريقي، والحضور كضيف شرف في العديد من المهرجانات الثقافية والتراثية ومعارض الكتاب الإفريقية، واحتضان مجموعة من الملتقيات والمنتديات الثقافية والفنية والتراثية، هذا فضلا عن وضع الخبرات التقنية والمهارات المعرفية المغربية رهن إشارة أشقائنا الأفارقة لتطوير قدراتهم التدبيرية في مجالات تدبير وصيانة التراث الثقافي، وصيانة التراث المخطوط وإعداد الملفات المتعلقة بتسجيل المواقع التاريخية والأثرية الإفريقية في قائمة التراث العالمي، ومحاربة الاتجار غير المشروع في الممتلكات الثقافية وغيرها من المجالات ذات الصلة بالفنون التشكيلية والبصرية وتدبير المؤسسات الثقافية.


هذا وذكر بنسعيد بالخطاب الملكي السامي الذي كان قد ألقاه جلالة الملك في افتتاح المنتدى الاقتصادي المغربي الإيفواري بأبيدجان سنة 2014، والذي أكد خلاله جلالته، أن «قارتنا ليست في حاجة للمساعدات، بقدر ما تحتاج لشراكات ذات نفع متبادل، كما أنها تحتاج لمشاريع التنمية البشرية والاجتماعية أكثر من حاجتها لمساعدات إنسانية»، وانطلاقا من هذا المفهوم الملكي السامي، يقول الوزير، بادرت بلادنا إلى وضع مقاربة جديدة للعمل الثقافي على الصعيد الإفريقي تروم تقوية وتعزيز الانفتاح الثقافي على إفريقيا وإبراز العمق الإفريقي للمغرب وخدمة المصالح الثقافية الإفريقية في إطار علاقات التعاون الثنائي ومتعدد الأطراف.
وأكد بنسعيد أن الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية يشكل مناسبة لإبراز الوجه المشرق للحضارة الإفريقية العريقة أمام العالم، وتسليط الضوء على الروابط الإفريقية المغربية العميقة والتطور الكبير الذي تعرفه مدينة الأنوار باعتبارها واحدة من كبريات العواصم الإفريقية والعالمية وتشهد نهضة شاملة تجمع بين أرقى مظاهر الأصالة والحداثة وأسمى معاني التنوع الثقافي الإفريقي.
وحسب الوزير، فإن احتفالية الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية تشكل أيضا فرصة مواتية لإبراز ثراء وتنوع الثقافة الإفريقية بمكوناتها المادية وغير المادية، مبرزا في هذا الصدد تسطير برنامج ثقافي وفني وتراثي متنوع يليق وقيمة هذا الحدث الثقافي المتميز.

عمدة مدينة الرباط أسماء اغلالو: السعي إلى جعـل الثقافة فعلا يوميا مندمجا في حياة المواطنات والمواطنين

من جهتها، أكدت عمدة مدينة الرباط، السيدة أسماء اغلالو، أن عاصمة المملكة ستكون على مدى سنة كاملة وجهة إفريقية ثقافية وفنية حيث تستمر فعاليات هذه الاحتفالية إلى غاية ماي 2023، وستشهد عرضا لأفضل الإبداعات في مختلف الفنون.
وأضافت السيدة اغلالو أن مدينة الرباط تزخر بتراث ثقافي مادي ولامادي متنوع، مبرزة الدور الكبير الذي يضطلع به المشروع الملكي الرائد «الرباط عاصمة الأنوار»، والذي جعل المدينة تحظى ببنيات تحتية متطورة مما يجعلها مستعدة لاحتضان كبريات الأحداث الثقافية العالمية.
هذا وأكدت عمدة العاصمة أن هاته الاحتفاليات ستجعل من عاصمة المملكة وجهة متميزة للسياحة الثقافية، مما سيدفع لإبداع وخلق آليات جديدة ومبتكرة، ترتكز على سياسـة القـرب، حيث أن  جماعة الرباط تحرص على  دمقرطـة الفعـل الثقافي وعدم تمركزه بالأحياء الكبرى للعاصمة، وتوسيع شبكة الفضـاءات والأنشطة الثقافية وتقريبهـا من جميع المقاطعات الخمسة، والسعي إلى جعـل الثقافة فعلا يوميا مندمجا في حياة المواطنات والمواطنين.
وأكدت السيدة الرئيسة أن جماعة الرباط تركز في عملها على تنويع وخلق بنيات استقبال ثقافية جديدة، تراعي مبدأ القرب من ساكنة مختلف المقاطعات المتواجدة بالعاصمة، وهذا ما تم الحرص على تنزيله فعليا على أرض الواقع بالتوقيع على اتفاقية إطار للشراكة بین مجلس جماعة الرباط ووزارة الشباب والثقافة والتواصل حول إحداث وتجهيز وتدبير مرافق ثقافية جماعية بجميع المقاطعات المتواجدة بجماعة الرباط.

هذه الاتفاقية، كما قالت رئيسة جماعة الرباط، ستعطي دفعة جديدة للعمل الثقافي بالعاصمة وستوفر لأبنائها أطفالا وشبابا إمكانيات تعلم أبجديات المسرح والموسيقى، مع العمل على تنويع اللغات المستعملة حتى يتمكن أبناؤنا من إتقانها، وستمنح كذلك للمواطنات والمواطنين إمكانية متابعة العروض المسرحية والحفلات الموسيقية بمختلف المقاطعات المتواجدة بتراب جماعة الرباط.
كما ذكرت السيدة غلالو من خلال كلمتها بالمشروع الملكي الهام، الرباط عاصمة الأنوار، حيث أصبحت الرباط تحظى ببنيات متطورة، مما يجعلها مستعدة لاستقبال مختلف التظاهرات الثقافية والفنية العالمية.
وأشارت السيدة العمدة بأنها كمسؤولة على تدبير البنيات الثقافية بالرباط، ليست سوى جزء من منظومة تتضمن العديد من المتدخلين، حيث تعتبر بأن النجاح الحقيقي لهاته المشاريع الثقافية مرتبط بتحبيب الثقافة والفن للأطفال انطلاقا من أسرهم ومحيطهم العائلي، مما سيساعد في تنزيل العملية التربوية من باقي الشركاء.
وفي ختام كلمتها، أكدت السيدة غلالو، أن الدينامية الثقافية التي تم إطلاقها بالرباط، ستدفعها بأن تجعل من عاصمة المملكة وجهة ثقافية حتى بعد انتهاء هذه الاحتفاليات، وذلك في إطار استمرارية البنيات الثقافية في أداء أدوارها سواء بالنسبة لسكان المدينة وحتى لزوارها من المواطنين المغاربة والسياح الأجانب.

رئيسة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية  فاطمتو عبد الملك: الرباط مدينة تجمع بين الأصالة والحداثة والانفتاح على العالم

من جهتها، قالت رئيسة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية، السيدة فاطمتو عبد الملك، إن المنظمة تسعى من خلال الاحتفاء بالعواصم الثقافة الإفريقية إلى جعل الثقافة في المدن الإفريقية حاملا لإعادة تأكيد الإحساس بالانتماء واحترام الذات والنهوض بالإبداع والجمال الإفريقيين، وكذا التعريف بمساهمة الأنشطىة الفنية والصناعات الإبداعية في الإشعاع الدولي للقارة.
وأبرزت فاطمتو عبد الملك أن اختيار المنظمة للرباط لتكون أول مدينة يحتفى بها كعاصمة للثقافة الإفريقية، يشكل اعترافا من قادة المنظمة بالجهود التي تقوم بها هذه المدينة التي تجمع بين الأصالة والحداثة والانفتاح على العالم، والتي تعد واجهة لكل ما ينجز في إفريقيا في مجال الإبداع والثقافة والفنون.
وستشكل مدينة الرباط من يونيو 2022 إلى ماي 2023، تقول فاطمتو عبد الملك، نقطة التقاء وواجهة لكل ما هو أفضل في إفريقيا في مجالات الإبداع والفنون والثقافة والتراث. وستكون الرباط أيضاً مكانا لتجديد التفكير في السياسات الترابية للثقافة وفي تأثير هذه السياسات على دمقرطة الثقافة وتعزيز روح المواطنة. وتضيف رئيسة منظمة المدن والحكومات المحلية الإفريقية أنه في الوقت الذي تستضيف فيه الرباط إفريقيا الثقافية والفنية ستتم برمجة ثقافية وفنية موازية في خمسة مدن من إفريقيا (واحدة في كل جهة)، وذلك على شكل أسبوعين ثقافيين مغربيين. وعلى هذا النحو فإن الاحتفاء بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية سيعطي انطلاقة دينامية للاحتفال تشرك المدينة العاصمة مع خمسة مدن أخرى من القارة. وهي الدينامية التي تحمل في طياتها تجديداً للفنون وللثقافة في إفريقيا وستتزامن مع الاحتفال يوم 24 يناير من كل سنة باليوم العالمي للثقافة الإفريقية وللثقافات المنحدرة منها.
وأبرزت المتحدثة أن الاحتفال بالرباط باعتبارها أول عاصمة للثقافة الإفريقية يكتسي بعدا عمليا ورمزيا ذا أهمية بالغة. يتعلق الأمر بتحد هائل يتطلب تعبئة الجماعات الترابية والفاعلين الثقافيين وجميع النوايا الحسنة عبر القارة الإفريقية وما وراءها.
محمد بنيعقوب مندوبا عاما لتظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية

هذا ويشمل برنامج الاحتفالات بالرباط عاصمة للثقافة الإفريقية تنظيم أنشطة وتظاهرات في مجالات الآداب والفنون التشكيلية والموسيقى والمسرح والسينما وفنون الشارع والرقص والفنون الرقمية وعروض الأزياء والتصوير الفوتوغرافي والفنون الشعبية وفن الحكي وفنون السيرك، إضافة إلى منتديات ولقاءات فكرية وغيرها.
وسيتم تنظيم مختلف هذه الأنشطة بجميع الفضاءات التاريخية والساحات العمومية وكافة أحياء مدينة الرباط بمشاركة فعاليات ثقافية تمثل المجتمع المدني ومشاركة هامة لمختلف المؤسسات العمومية الوطنية، المعنية بالشأن الثقافي.
وتجدر الإشارة إلى أنه وقع الاختيار على مدير الفنون بوزارة الثقافة السيد محمد بنيعقوب كمندوب عام لتظاهرة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية التي ستتواصل فعالياتها إلى غاية شهر ماي 2023.
ومعلوم أن لجنة عواصم الثقافة الإفريقية، كانت قد أعلنت رسميا، في فبراير 2020 عن اختيار مدينة الرباط عاصمة للثقافة الإفريقية برسم 2022-2023.

< بيان اليوم – تصوير: رضوان موسى

Related posts

Top