بأي هوية تقنية؟

دشن جلالة الملك محمد السادس، عصر يوم الاثنين الماضي مركز المعمورة لكرة القدم الواقع بضواحي مدينة سلا، والذي أعيد تطويره وتوسيع وتجهيز على أعلى مستوى، ليحمل بالمناسبة اسم مركز محمد السادس لكرة القدم، وينضاف إلى البنيات التحتية المهمة التي أصبحت تتوفر عليها كرة القدم الوطنية
بشهادة العديد من الخبراء، فان هذا المركز يعد واحدا من أفضل مراكز التدريب، ومعلمة وطنية بمواصفات دولية، تستجيب لمعايير الإعداد على أعلى مستوى، كما أضاف له موقعه الجغرافي المتميز وسط غابة المعمورة، شروط ومقاييس تستجيب لمبدإ احترام البيئة، وهي مميزات تجعل من هذه المنشأة العملاقة، وحدة جد متطورة مفتوحة على المستقبل بكل تحدياته.
إلا أن التوفر على مثل المنشآت العملاقة، لابد وأن تظهر له نتائج على مستوى تأهيل العنصر البشري، والذي يبقى في الأخير هو الهدف الأول والأخير من وراء مثل هذا الاستثمار الضخم، والنتائج التي نتحدث عنها، تختزل في النهاية في المنتخبات الوطنية بمختلف الفئات العمرية ومن الجنسين، وضرورة تحقيق نتائج إيجابية على المستوى الدولي، وبدون بروز مثل هذه المكاسب الآنية والمستقبلية، فإن ما يؤسس يبقى بلا فائدة ومضيعة للوقت والجهد والمال.
والأكيد أن منطلقات الوصول إلى النتائج المنتظر تحقيقها في النهاية، تبدأ من وضع شروط صارمة في مسألة اختيار الأطر التي ستشرف على إخراج المشاريع إلى حيز الوجود، وتطبيق الأفكار على أرض الواقع، عبر تواجد فرق عمل بمختلف التفرعات، تتوفر فيها شروط الكفاءة والدراية والتكوين العلمي والأكاديمي، ومؤهلة للاطلاع بالمهام المطلوبة منها.
وحين نتحدث عن العنصر البشري المؤهل لتطبيق المشاريع والأفكار والمخططات، فإن الهدف الأسمى يحيلنا بالضرورة إلى معرفة هذا التصور التقني الذي ستخضع له كرة القدم الوطنية خلال السنوات القادمة، تصور أصبح يتوفر على الآليات والمنشئات المتطورة، والموارد المالية الأساسية، والمرحلة الآن تقف عند معرفة كيفية اشتغال الأطر التقنية والإدارية العاملة بمختلف التخصصات، والتي ستطبق هذه المشاريع بالمراكز الجهوية عبر مختلف الجهات، وإشراك مراكز التكوين بالأندية داخل منظومة تقنية موحدة.
والأهمية هنا تفرض أيضا معرفة هذه الهوية التقنية أو الخصوصية التي تبحث عنها كرة القدم الوطنية من خلال سنوات طويلة من الممارسة، أو عبر محاكاة نماذج ومدارس عالمية عريقة، منها ما هو لاتيني أو أنجلوساكسوني أو المزج بينهما، والتي لابد وأن تتطابق في النهاية مع خصوصيات اللاعب المغربي بنية وهوية وثقافة كروية …

محمد الروحلي

الوسوم , ,

Related posts

Top