باحثون يسلطون الضوء على المؤلف الإنساني للويس ماسينيون “عاشق الإسلام والمغرب”

أكد المشاركون في ندوة، نظمت الثلاثاء بالرباط، لمدارسة فكر الخبير الفرنسي في قضايا الإسلام لويس ماسينيون، الشغوف بالمغرب، أن الأخير يعد رائدا في مجال الحوار بين الأديان والثقافات وخلف وراءه إرثا فكريا عميقا للأجيال القادمة، كرس جزء كبيرا منه للمغرب.
وأبرز المشاركون في هذا اللقاء، الذي تناول موضوع “مسار حياة مسيحي عاشق للإسلام “، ونظمه المركز الثقافي الفرنسي، وأدار أطواره عالم الأنثروبولوجيا الفرنسي مانويل بينيكود، أن هذا المؤلف الذي يشمل ستة عقود (ما بين 1901 و 1962)، يستمد أهميته من الجوانب المتعددة لهذه الشخصية التي اجتمع فيها رجل الدين والجنديا والدبلوماسي والناشط الفكري والسياسي.
و في مداخلة خلال افتتاح اللقاء، أبرز الأستاذ الجامعي والمدير السابق للمكتبة الوطنية للمملكة المغربية، إدريس خروز، “تعقيد” فكر ماسينيون، الذي توخى “الجمع بين أشياء تبدو متناقضة”، مشيرا الى عمل ماسينيون من أجل التقارب بين الإسلام والمسيحية.
وأوضح خروز أنه رغم الجدل الذي أثير حول هذا الشخص، الفيلسوف، اللاهوتي والمدافع البارز عن حركات الاستقلال في المغرب الكبير، فإن كتاباته ومواقفه تشهد على احترامه العميق للإسلام وللمغرب، حيث قضى جزء من حياته، ونضاله الثابت ضد الظلم والانقسامات.
وفي معرض تقديمه لأمثلة دالة على هذا الالتزام السياسي والإنساني، أشار الأستاذ الجامعي إلى أن ماسينيون، “المسيحي صديق الإسلام”، كان من أوائل الذين استنكروا نفي السلطان محمد بن يوسف سنة 1953 وطالبوا بعودته، كما كان مدافعا متحمسا عن استقلال المغرب والجزائر، وكذا عودة اللاجئين الفلسطينيين بعد قيام دولة إسرائيل عام 1948.
من جانبه، تطرق مانويل بينيكود، خلال تقديم كتابه “لويس ماسينيون، الكاثوليكي المسلم” للمراحل الرئيسية في مسار هذا العالم، مستعرضا المراحل الجزائرية والمغربية والمصرية والعراقية في رحلة ماسينيون في العالم العربي خلال مطلع القرن العشرين (1904-1913)، موضحا أن هذا “الحج” كان بدافع الفضول والتعطش للمعرفة في البداية قبل أن يتخذ منعطفا روحيا صرفا، نحت شخصية وعمل المستشرق الفرنسي اللامع.
وأضاف أن العقيدة الروحية للكاتب القائمة على مفهوم “كرم الضيافة”، والذي يحيل – حسب فهمه – على أن “فهم الآخر لا يستلزم ضمه، بل النزول عنده ضيفا”.
وو لد مانويل بينيكود سنة 1978، وهو عالم أنثروبولوجيا فرنسي، وزميل باحث في المركز الوطني الفرنسي للبحث العلمي، ومدير معارض، ومصور ، ومخرج. وحصل كتابه “لويس ماسينيون، المسلم الكاثوليكي” على جائزة ليوتي لسنة 2021 من أكاديمية علومما وراء البحار وجائزة لجنة تحكيم (L’uvre d’Orient) خلال السنة ذاتها.
وانعقد هذا اللقاء، الذي يندرج ضمن سلسلة مؤتمرات “العلوم الاجتماعية في الواقع” التي ينظمها المعهد الثقافي الفرنسي ، بحضور ثلة من الباحثين والكتاب والمهتمين بالشأن الديني من المغرب وفرنسا.

Related posts

Top